بنك سويسري يتوقع مصير الدولار: سيظل قويا
![سعر الدولار](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/8190736721653311719.jpg)
سعر الدولار
في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، يتساءل بعض المستثمرين عن المستقبل طويل الأجل للدولار كعملة احتياطية في العالم، حيث أثارت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا، والتي تضمنت منع البنك المركزي الروسي من الوصول إلى احتياطياتها من العملات، نقاشًا حول البدائل، وقد تبحث الصين أو الهند أو البرازيل، على سبيل المثال، عن بدائل للدولار لتدفقاتها التجارية.
التضخم والمخاطر الجيوسياسية السبب
يقول بنك لومبارد أودييه السويسري، إن التضخم المرتفع وعدم الاستقرار الجيوسياسي أدى إلى دفع الطلب على الدولار ما جعله بهذه القوة لأول مرة منذ 20 عاماً.
الدولار اكتسب 9% نموا في قوة الدولار الأمريكي
أضاف ستيفان منير، رئيس قسم الاستثمار في البنك السويسري، في مذكرة بحثية على موقع البنك، أن الدولار اكتسب ما يقرب من 9% مقابل سلة من العملات منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، وارتفع مؤشر الدولار DXY الأسبوع الماضي إلى 104 نقطة، وهو مستوى شوهد آخر مرة في أواخر عام 2002.
وواصل: «أمام البنوك المركزية طريق شاق في توجيه السياسة النقدية. بينما يتصارعون مع احتمال توقف النمو الاقتصادي والتضخم النقدي، تختار البنوك المركزية بما في ذلك بنك إنجلترا وبنك الاحتياطي الأسترالي والبنك الاحتياطي النيوزيلندي محاربة ارتفاع أسعار المستهلكين من خلال زيادة أسعار الفائدة لتشديد شروط السيولة وتدمير الطلب، وعادة ما يقوى الدولار الأمريكي في هذه البيئة من السيولة العالمية المنخفضة، مما يشير إلى أنه سوف يضعف مرة أخرى فقط عندما تتحسن آفاق النمو العالمي».
وتابع البنك السويسري: «رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في مارس الماضي، و50 نقطة أساس في 4 مايو الجاري، ونتوقع ارتفاعًا آخر بمقدار 50 نقطة أساس في كل من يونيو ويوليو وسبتمبر، مع بلوغ المؤشر ذروته عند حوالي 3% في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023».
تجنب الركود في الاقتصاد الأمريكي صعب
ولفت إلى أنه تاريخيًا، لم ينجح بنك الاحتياطي الفيدرالي أبدًا في إبطاء الاقتصاد الأمريكي بمقدار أربع نقاط مئوية دون التسبب في ركود، وبالتالي هو يواجه خيارًا بين المخاطرة بالركود أو ترك التضخم أعلى من أهدافه حتى عام 2023، وبين الخيارين، نتوقع أن يختار بنك الاحتياطي الفيدرالي مكافحة التضخم.
وأوضح في مذكرته، أنه عندما تكون السيولة المالية العالمية والنمو الاقتصادي أعلى من المتوسط، يتباطأ الطلب على الدولار، ومع ذلك، يبدو الدولار مدعومًا من قبل الآفاق المتدهورة لاقتصادات أوروبا وتراجع النمو العالمي حيث أدت عمليات الإغلاق في الصين بسبب انتشار كورونا إلى حدوث صدمات جديدة في العرض.
توقعات بارتفاع الطلب على الدولار
وتابع: «استندت توقعاتنا للدولار في بداية الحرب إلى صراع طويل الأمد في أوكرانيا من شأنه أن يحد من إمدادات الطاقة دون أن يشهد تدفق النفط والغاز توقفًا، والآن وقد اشتدت الحرب، مع قيام روسيا بقطع إمدادات الغاز وفرض حظر الاتحاد الأوروبي المزمع على واردات النفط الروسية، زادت مخاطر التباطؤ الاقتصادي في أوروبا.. يؤدي اجتماع هذه العوامل إلى زيادة الطلب على الدولار. إذا تصاعدت الحرب أكثر، نتوقع أن ينخفض اليورو مقابل الدولار إلى ما دون التكافؤ».
الدولار لا يزال العملة السائدة عالمياً
لكنه أشار إلى أن الدولار الأمريكي لا يزال هو العملة السائدة في العالم للتسويات التجارية والمعاملات المالية وكأصل احتياطي، وفي عام 2021، استحوذ الدولار على أكثر من 40% من المدفوعات الدولية، واليورو 37% من الإجمالي والجنيه الاسترليني 6%.
وأكد أنه منذ عام 2009 على سبيل المثال، انخفضت حصة الدولار في الاحتياطيات العالمية من 65% إلى 58%، ومع ذلك، كان الأمر كذلك بالنسبة لحصة اليورو، التي كانت تُعتبر ذات يوم تهديدًا حقيقيًا لهيمنة الدولار، وشهدت العملة الموحدة تضاؤل نسبتها من 28% إلى 20% خلال نفس الفترة.
الدولار باقٍ على مكانته
ونبَّه إلى أنه في الوقت الحالي، من الصعب رؤية الدولار يتراجع عن موقعه المهيمن على بقية العملات، حتى لو أصبح الخلاف بين الغرب وروسيا دائم، وأصبح العالم متعدد الأقطاب بشكل متزايد.
واختتم ستيفان منير، رئيس قسم الاستثمار في البنك السويسري: «ربما في عام 2023، بمجرد أن يبدأ النمو العالمي في التعافي ويكون بنك الاحتياطي الفيدرالي قادرًا على تعديل دورة المشي العنيفة، يمكننا أن نتوقع رؤية دولار أضعف من المستويات القوية المعترف بها».