كاتب متخصص في أدب الطفل: التكنولوجيا أثرت على إصدارات النشء «حوار»

كاتب متخصص في أدب الطفل: التكنولوجيا أثرت على إصدارات النشء «حوار»
قال الدكتور عبد الله البكري الكاتب المتخصص في الكتابة للطفل، إن طفل هذا العصر مظلوم لبعده عن الكتب، نظرا للتأثير المتنامي للوسائط المتعددة الأخرى.
وتابع البكري، في حواره مع «الوطن» على هامش مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الثالثة عشرة، يجب أن نواكب قدر الإمكان ما نستطيع من أمور متنوعة ومتصلة في هذا الأمر، والتحدي قائم بين القراءة والأطفال والكتاب، فلابد أن يواكب الكتاب الجيل الجديد التقدم التكنولوجى.
د.البكري: الطفل مظلوم لا محالة
وإلى نص الحوار:
كيف ترى حال الطفل في الوقت الحالي هل هو مظلوم أم أن الكاتب الذي لا يستطيع أن يصارع التكنولوجيا الحديثة هو المظلوم؟
بالطبع القراءة في هذا الزمن قليلة مقارنة بما كان يحدث في السابق، ولكن مع انتشار التقنيات الحديثة وعدم وجود حافز يدفع الطفل إلى القراءة وعدم قدرة الكتاب على منافسة الوسائط التقنية، وأرى الطفل مظلوما لا محالة، لأن هذا يؤدى إلى عدم انتشار الكتب بين الأطفال، وبالتالي يظلم الكاتب نظرًا لعدم انتشار كتبه، ونجد المنظومة التي تتعلق بالقراءة تقع في أزمة كبيرة لابتعاد الجيل الجديد عن القراءة وانغماسه في التقنيات المتنوعة.
كيف يستطيع أدب الطفل مواجهة تحديات العصر حتى ينجذب الطفل نحو الكتاب؟
نحاول أن نواكب قدر الإمكان ما نستطيع من أمور متنوعة ومتصلة فى هذا الأمر، والتحدى قائم بين القراءة والأطفال والكتاب، فلابد أن يواكب الكتاب الجيل الجديد مع التقدم التكنولوجى، خاصة أن ذوق القراء مختلف، فهناك فرق بين مستوى التفكير لدى الأطفال وذلك حسب كل دولة، بالإضافة إلى أن الكثير من الأطفال يميلون للقراءة باللغات الأجنبية، ولكن هذا لا يعنى أن نستسلم أو نضعف أمام هذا الأمر، بل نكثف الجهود، ومع وجود المؤسسات التربوية والأسرة ووسائل الإعلام نستطيع أن نواجه التحديات التكنولوجية الحديثة.
من أين يستمد كاتب أدب الأطفال أفكاره؟
هناك وسائط متنوعة بين الواقع والخيال، وكما كان الجاحظ يقول «المعانى مطروحة على الطريق»، لأن كل إنسان يرى شيئا يعطيه فكرة، قد تكون موقفا يحدث أمامنا أو تصرف طفل فى المدرسة، وعندما نزور الأطفال فى المدارس نستقبل منهم بعض الأطروحات فى أمور مختلفة، وهذا الأمر منتشر بين الكتاب، وبالطبع يضاف عنصر الخيال بشكل قوى إلى أى فكرة نكتبها، وبمجرد أن يخرج النص من جعبة الكاتب للقارئ يصبح خيالا ولو كان واقعيًا.
بما أننا فى أجواء مهرجان الشارقة القرائى للطفل.. كيف ترى أهمية المعارض الخاصة للأطفال؟
بكل تأكيد، المعارض المخصصة للطفل هى اهتمام واسع بالنشء، وأمر فعال وكما نرى مهرجان الشارقة من أكبر المعارض العربية المخصصة للطفل، وهو مهم ويمتاز بالكثير من المميزات مثل دعوة عدد كبير من الكتاب النقاد ورسامين الكتب، من مختلف دول العالم، مما يفتح مجالا للمناقشة وتبادل الرأى بين الكتاب العربى والأجنبى، وهو أمر مشجع ويعطى فهما واسعا والمطالعة على أفكار جديدة.
لمن تقرأ من الكتاب؟
كنت أقرأ لكامل الكيلانى رائد أدب الطفل العربى، ودراستى الأساسية فى الدراسات العليا والماجستير عن كامل الكيلاني، كما قرأت للكاتب الكبير عبد التواب يوسف، إلى جانب وجود عدد كبير من الأصدقاء مثل الكاتب الكبير يعقوب الشاروني، والكاتبة الكبيرة سماح أبوبكر.
كيف رأيت مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالكاتبة سماح أبوبكر عزت؟
عندما علمت باللقاء سعدت كثيرًا، وقلت لها إن هذا الدعم ليس لك وحدك، بل هو دعم لكل الكتاب العرب، فكانت سماح تمثل جميع الكتاب العرب وليس المصريين فقط، وعندما كنت فى مصر كان هناك صديق لى بالهيئة العامة للكتاب، وقال لى هل ترغب فى أى شىء نستطيع أن نقدمه لك فقلت له «لدي أمنية ولكنها صعبة التحقق وهى أن أصافح الرئيس عبد الفتاح السيسى»، ولكن سبقتنى الزميلة العزيز سماح أبوبكر واعتبرت فعليًا أن تلك المقابلة لكل الكتاب العرب فى مجال أدب الأطفال، وأوجه الشكر للرئيس على اهتمامه بالثقافة والمثقفين.
لك عدد من الكتب التى تهدف لتعليم جرعات بسيطة من الأمور الدينية؟
بالفعل أقدم جرعات بسيطة فى صورة حكايات، حتى لا نترك المتشددين يسيطرون على عقول أطفالنا، وبعض المؤسسات يتواصلون معنا ككتاب أدب للطفل، ويعرضون علينا أمورًا معينة لمعرفة ما إذا كانت تصل القصة للأطفال من عدمه، حيث أصبح من يقدم مثل تلك الأمور كتاب أدب الطفل ولا يشترط أن يقدمها رجل دين متخصص، مثلما أعمل أنا وغيرى من الكتاب عندما أتواصل مع متخصص نفسى وأطرح عليه أمرا ما لمعرفة وجهة نظره فى موضوع ما متعلق بسلوكيات الأطفال، وهل يصلح لوضعه فى شكل قصة وهكذا.