بريد الوطن.. بذخ الأثرياء وجوع الفقراء
بريد الوطن.. بذخ الأثرياء وجوع الفقراء
فى الوقت الذى يعانى فيه ملايين الفقراء من المسلمين من برد قارس، ويعيش مئات الملايين منهم فى خيام أو بلا مأوى، ويتضرع ملايين الأطفال من شدة الجوع، نجد بالمقابل طبقة مخملية من الناس يعيشون فى ترف وبذخ وإسراف إلى حد السفاهة فى تبذير الأموال بصورة فجة وتافهة، وعلى سبيل المثال، والعجيب أن أغلب هؤلاء المترفين أو السفهاء -إذا جاز التعبير- يعيشون فى عالم خاص بهم لا علاقة لهم بالفقراء والمساكين من بنى جنسهم، ولو طلب من أحدهم مساعدة للفقراء لاعتذر قائلاً: «معلش أنا علىَّ التزامات كثيرة»، فلا أدرى، هل انعدمت المشاعر الإنسانية عند هؤلاء القوم، وهل نُزعت الرحمة من قلوبهم فأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة، صحيح كل إنسان حر فى كيفية الإنفاق من ماله الحر، لكن الواقع المؤلم والمرير يقول إن هناك بشراً فقراء محتاجين، وكلفة معيشة عشرات الأسر منهم تعادل ثمن «دستة»، ملاعق أو شوك أو سكاكين من الذهب من تلك التى استخدمها المعازيم بدون مبالغة!
وفى الختام، يصيبنى خوف مع تساؤل، كيف نتطلّع إلى رحمة الله بنا ونحن لا نتراحم بيننا؟ فرحمة الله بعباده مرتبطةٌ بالتراحم فيما بينهم، وإذا انعدمت الرحمة بيننا وتلاشت فكيف سيرحمنا الله سبحانه وتعالى؟
يوسف القاضى
مدير مدرسة بالمعاش
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com
