بريد الوطن.. انتفاضة قلب (قصة قصيرة)

بريد الوطن.. انتفاضة قلب (قصة قصيرة)
عندما أفاقت من غيبوبتها وجدت نفسها فى غرفة الطبيب الشاب، سألته: «ما الذى أوجدنى هنا؟ ومن أنت؟»، فقال لها بشفافية: «اشربى هذا الكوب من اللبن، وخذى هذه الأقراص وبعدها سنتحدث معاً»، ردت بلهفة وكأنها تقاوم سيلاً من الطوفان الغادر: «لن آخذ شيئاً قبل أن أعرف جواب هذه الأسئلة»، وبعد إلحاح شديد منها قال لها الدكتور صلاح طبيب الباخرة: «عندما كنت أتمشى ليلة أمس وجدتك مغمى عليك، فأسرعت بك إلى هنا، وأعطيتك دواء، وقمت بعملى كطبيب، وتركتك فى غرفتى حتى الصباح، وها أنا الآن أطمئن عليك، والحمد لله أصبح تمام»، وشكرته وقامت لتنصرف، سألها عن سبب وجودها فى الباخرة بمفردها قالت: «أنا سلمى توفيق من بورسعيد، كنت فى الحجاز مع والدتى لأداء فريضة الحج وهناك بجوار قبر الرسول -عليه الصلاة والسلام- دفنت والدتى وعدت بمفردى، وها أنا أعود بمفردى»، أراد أن يتزوج منها، لكنها تركته وانصرفت، بحث عنها كثيراً وذهب إلى بورسعيد يبحث عنها فوجدها تسكن بمفردها فى غرفة واحدة فى حى المناخ، وبعد إلحاح منه وافقت على الزواج وحضر مع والدته وأخيه ولم يجدها فقد تركت له رسالة مع الجيران قالت فيها: «دكتور صلاح.. أرجو أن تفكر جيداً فى شريكة حياتك قبل أن تندم، وألف فتاة تتمناك وأدعو لك بالسعادة».
أحمد النمر
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com