خبير استراتيجي: القوات المسلحة قضت على الإرهاب فى سيناء بخطة من 3 محاور رئيسية

كتب: إنجي الطوخي

خبير استراتيجي: القوات المسلحة قضت على الإرهاب فى سيناء بخطة من 3 محاور رئيسية

خبير استراتيجي: القوات المسلحة قضت على الإرهاب فى سيناء بخطة من 3 محاور رئيسية

صار عيد تحرير سيناء الموافق 25 أبريل، أشبه بكتاب تُقدّم حكاياته دليلا بحروف من نور على الدور الذي لعبته القوات المسلحة فى الحفاظ على أرض سيناء، والجهد الذي بذله أبناءها بالدماء لتطهيرها من أى محتل غاشم.

ومنذ تاريخ تحرير سيناء المجيد فى حياة المصريين، استمر دور القوات المسلحة فى حماية شبه جزيرة سيناء تلك البقعة المقدسة ومحط أنظار العالم ووجهتهم الأولى للسياحة والاستمتاع بالطبيعة، وفى السنوات الأخيرة ظهر دور القوات المسلحة بشكل جلي فى التصدي للهجمات الإرهابية التى كانت تريد خطف سيناء وتحويلها من أرض السلام والأمان إلى أرض الحرب والنار، فصار كأنه عهد أخذته القوات المسلحة على نفسها تطهير سيناء من أى محتل سواء كان خارجي أو داخلي.

وقال عميد أركان حرب مهندس عادل محمود العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن دور القوات المسلحة في القضاء على الإرهاب فى سيناء فى السنوات الأخيرة كان جليا، ولم يخش أبناؤها شيئا وهم يقدمون أرواحهم فداء لضمان استقرار وأمن البلاد كلها.

3 محاور لمواجهة الإرهاب في سيناء

وأشار «العمدة» أن استراتيجية مكافحة العناصر الإرهابية تمت من خلال استراتيجية مكونة من 3 محاور، المحور الأول هو المحور الأمنى، والمحور الثاني هو المحور التنموي، والثالي هو المحور الفكرى.

وأشار «عادل» أن المحور الأمني فى الاستراتيجية تجلى بشكل واضح فى استمرار مصر فى سياساتها التى بدأتها منذ عام 2014، وهى تجفيف منابع الإرهاب، ومنع استقطاب عناصر جدد للجماعات الإرهابية، وتفكيك مصادر التمويل، وغلق الأنفاق، ووأد محاولات التجارة فى هذا الموضوع.

وقال لـ«الوطن»: «القوات المسلحة اتخذت إجراءات حاسمة، من رصد وتتبع للعناصر الإرهابية، واكتمال منظومة المعلومة الكاملة، وتشكيل قوات شرق القناة، توحيد جهود الشرطة والقوات المسلحة فى اعمال الرصد والتتبع، ومداهمة العناصر الإرهابية والضربات الاستباقية، والقيام ببعض العمليات النوعية التى كان من شأنها تحقيق نجاح كبير فى حصار وتقليل الجماعات الإرهابية».

ضخامة العمليات العسكرية تدل على فهم الواقع وإحداثياته

وأضاف «العمدة» أن ضخامة وكثافة العمليات العسكرية التى تمت فى تلك الفترة من قبل القوات المسلحة تدل على فهم للواقع وإحداثياته، وتصميم وعزيمة فى تحقيق الهدف حتى كان سيكلفهم الغالي والنفيس، فكان هناك مجموعة من العمليات للتصدى للعناصر الإرهابية باسم «نسر» وصلت إلى 4 عمليات، ثم مجموعة من العمليات باسم «حق الشهيد» التى بلغت 4 عمليات، ثم العملية الشاملة عام 2018.

وأشار إلى أن هذه العمليات تميزت بالشفافية من حيث إصدار قرابة الـ30 بيان لتوضيح الهدف من عمليات الضبط والعناصر المستهدفة والنتائج التى تم تحقيقها وهو ما كان يتم نشره بشكل موثق وصحيح. وشدد على أن استراتيجية القوات المسلحة لمواجهة الإرهاب المنتشرة فى سيناء كانت قوية وناجعة.

واعتبر «العمدة» أن الدليل الآخر على نجاح استراتيجية القوات المسلحة المصرية فيما يخص المحور الأمني هى أن معظم العمليات الإرهابية الأخيرة كانت بعبوات بدائية الصنع أى أنها عمليات لا تتم وفق منهجية ثابتة، وتتم بشكل بدائي مقارنة بالعمليات الإرهابية التى كانت تقع سابقا والتى كانت تتميز بالاحترافية، وتستخدم أدوات وعربات مفخخة معظمها دخل مصر عن طريق التهريب، والمشاركين فيها كانوا أحيانا ينتمون إلى جماعات إرهابية، وكانت لها خطة محددة لتدمير أمن مصر.

وعبّر الخبير الاسترتيجي عن هذا بقوله، «هذا له دلالة على أن العناصر الأولى التى كان تشكل وتجهز أدوات ومفخخة وعربات مفخخة، وتعمل عمليات نوعية كلها عناصر تم القضاء عليها تماما، لدرجة أن العناصر الموجودة حاليا تعتمد على مواد بدائية الصنع، ملقاة بطريقة عشوائية، وهذا يدل على أن القوات المسلحة نجحت فى الشق الأمنى بشكل تام بعد اكتمال منظومة المعلومات، استخدام الأدوات الإلكترونية فى رصد وتتبع العناصر الإرهابية، وتوحيد الجهود ما بين الجيش والشرطة وعناصر المعلومات فى استهداف هذه العناصر الإرهابية».

المحور التنموي

المحور الثاني الذي اعتمدت عليه القوات المسلحة بحسب «العمدة» فى القضاء على الإرهاب فى سيناء هو المحور التنموي، والذي يعتمد على تنمية سيناء وتوفيرسبيل الحياة المتطورة فيها، والدليل على ذلك إنفاق القوات المسلحة 700 مليار جنيه، خلال السنوات الماضية وبالتحديد بدءا من 2016 وحتى الآن، فى مشروعات تنموية تستقطب سكان شبه جزيرة سيناء، وتضعها فى معية الدولة والمجتمع: «على مستوى التنمية لا تكفي الكتب لرصد التطور الذي تشهده سيناء بأكلمها، فقد تم إنشاء جامعات ومدارس جديدة، وإنشاء 8 مدن جديدة، منها رفح الجديدة الإسماعيلية الجديدة، شرق بورسعيد الجديدة، مدينة دهب الجديدة، الطور الجديدة، سانت كاترين ».

وأشار «عادل» إلى أهم تلك المشروعات وهى أعمال تطوير محور قناة السويس، لربط الوادي والدلتا بسيناء من خلال مجموعة من الكباري، والأنفاق، والمعابر،المعديات، التى يتم إنشائها تباعا لربط شرق سيناء بغربها، بالإضافة إلى إنشاء قرابة الـ2400 كيلو متر من الطرق داخل سيناء، لربط التجمعات العمرانية و البدوية الموجودة في سيناء بالطرق الرئيسية: « تم زرع نصف مليون فدان بمنتجات مختلفة، بالإضافة إلى إنشاء مزارع سمكية من أجل ضمان الأمن الغذائي،وإنشاء 22 محطة مياه داخل سيناء، ومدها بالمياه المعالجة، وبجانب ذلك كان هناك تركيز على الأرتقاء بمستوى الخدمات الصحية، المتمثل فى تأسيس 11 مستشفى و16 وحدة صحية جديدة، إضافة إلى الأعمال الترفيهية، وتحسين مستوى الخدمات الحكومية، لإعادة الحياة لطبيعتها داخل سيناء، لأن ذلك يساعد فى منع الاستقطاب، ويوجد فرص عمل وبالتالى منع انتشار الإرهاب أو العناصر الإرهابية بين السكان».

المحور الأخير بحسب «عادل » هو المحور الفكرى، وهو يعتمد على التوعية والتثقيف، يتمثل فى إقامة ندوات ودورات لأبناء سيناء بصفة خاصة والمناطق الحدودية بصفة عامة، وهذه الدورات يشترك فى تقديمها كل الجهات الحكومية مثل وزارة التعليم، وزارة الشباب والرياضة، وزارة القوى العاملة.

وقال «العمدة» لـ«الوطن»: «هذه الوزارت بالتعاون مع القوات المسلحة، وعدد من مستشارى أكاديمية ناصر العسكرية، قاموا بالقاء الضوء على التحديات التى واجهتها الدولة خلال مقاومة انتشار العمليات الإرهابية فى المجتمع، والقوات المسلحة لم تقف عند حد الندوات بل عملت على توفير مصادر ومواقع رسمية للمعلومات متاحة للجميع مثل المواقع الإلكترونية الوزارت، ومختلف الأجهزة الحكومية والهدف هو إشراك المواطن فكريا ونفسيا فى مقاومة الإرهاب».

وكان هناك الجزء الثقافى المتعلق بإقامة متاحف مثل متحف شرم الشيخ، وبحسب «العمدة» فإن هذه المشروعات أتاحت متنفسا لأهالى سيناء للارتقاء بمستوى السياحة، وزيادة الدخل القومى للفرد ، ولا ننسي دور الدراما مثل مسلسل الاختيار 1 و2 و3 والذي استطاع أن يجيب على الكثير من التساؤلات فى ذهن المواطنين ويؤكد على مصداقية الدولة المصرية وتحركها، لصناعة الاستقرار فى سيناء.


مواضيع متعلقة