«ملائكة القراءة» طه الفشني.. عشق الإنشاد ومنعه مرضه من تسجيل المصحف

«ملائكة القراءة» طه الفشني.. عشق الإنشاد ومنعه مرضه من تسجيل المصحف
- طه الفشني
- الشيخ طه الفشني
- ملائكة القراءة
- دولة ملائكة القراءة
- شهر رمضان
- طه الفشني
- الشيخ طه الفشني
- ملائكة القراءة
- دولة ملائكة القراءة
- شهر رمضان
قاده الصوت العذب إلى بلاط القصور، فكان الملك فاروق يحبه ويعشق صوته ويحرص دائماً على حضوره حفلاته، وذلك بعدما تم اختياره لإحياء ليالي شهر رمضان الكريم بقصري عابدين ورأس التين، لمدة 9 سنوات كاملة، كما كان القارئ المفضل للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي أهداه طبقًا من الفضة الخالصة بتوقيعه، ومنحته مصر نوط الامتياز في العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
السيرة الذاتية للشيخ طه الفشني
طه حسن مرسي الفشني، او الشيخ «طه الفشني»، كما ذاعت شهرته في دولة ملائكة القراءة، ولد في مطلع القرن الماضي، وتحديدا في 1 يناير عام 1900 بمركز الفشن جنوب محافظة بني سويف، من أسرة ميسورة الحال، حيث كان والده تاجر أقمشة.
بدأ الشيخ طه الفشني، رحلته إلى دولة ملائكة القراءة عندما ألحقه والده بكتاب القرية وذلك بجانب دراسته في المدرسة الابتدائية، ورغم ذلك كان الفشني متميزا لدرجة أنه تمكن من حفظ كتاب الله وهو في السن 15 من عمره.
اكتشاف موهبته
وحسب السيرة الذاتية للشيخ طه الفشني، وفقًا لـ«ماسبيرو»، فإن ناظر مدرسته هو من اكتشف عذوبة صوت الفشني، وأسند إليه القراءة، وصوته الجميل في التلاوة والذي كان مميزًا بشكل ملفت للأنظار، شجع أسرته على مساعدته لتعليم فنون التلاوة وعلوم القراءات وأحكام التجويد.
كانت بدايته مع احتراف قراءة القرآن، مبكرة حيث بدأت شهرته في المآتم والحفلات وإنشاد الإبتهالات والمدائح النبوية في الموالد والأفراح، ولم يترك صوت الفشني مجالاً إلا وكانت له بصمة فيه، ما بين تلاوة القرآن وتراتيل التواشيح وإنشاد المديح، وبعدها انتقل من بني سويف إلى القاهرة.
ذهب الشيخ طه الفشني إلى القاهرة، حبا في القرآن الكريم، حيث التحق بمعهد القراءات التابع للأزهر الشريف، وتتلمذ على يد كبار المشايخ أمثال: «الشيخين السحار والمغربي»، كما لازم رائد الإنشاد الديني الشيخ علي محمود الذي أعجب بموهبته، وبدأ يقدمه في حفلاته الدينية.
طه الفشني والإنشاد الديني
برع طه الفشني في الإنشاد الديني، ولم يكن هذا من قبيل الصدفة، ولكنه تعلم الموسيقى وعلم النغمات على يد الشيخ درويش الحريري، وبدأ يتعامل مع كبار الملحنين أمثال : زكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب، وانضم إلى فرقة الشيخ علي محمود، وكوّن فرقة الإنشاد الديني والتواشيح، والتي بدأت تحقق نجاحات كبيرة ورغم ذلك لم ينس عشقه الأول فكان حريصا على قراءة القرآن الكريم.
أتقن فن الطرب وعلم النغم والعزف على العود، ما جعله يتفق مع شركة «كايرو فون»، للأسطوانات، على تسجيل عدة أغانٍ وطقطوقات لطرحها بالأسواق.
كان الشيخ طه الفشني المؤذن الأول لمسجد الحسين، واشتهر بقراءته لسورة الكهف يوم الجمعة، وتقدم للإذاعة المصرية، وتمكن من الالتحاق بها بعد اجتياز جميع الاختبارات وأصبح مقرئاً في الإذاعة المصرية ومنشداً للتواشيح الدينية بها على مدى ثلث قرن.
مرضه يمنعه من استكمال المسيرة
عندما بدأ إرسال التلفزيون كان الشيخ طه الفشني من أوائل المقرئين الذين ظهروا على شاشته، وعُرف عنه طول النفس، فكان يستطيع أن ينشد القصيدة الواحدة لمدة 4 ساعات متتالية. عمل كقارئ رسمي لمسجد السيدة سكينة وذلك في عام 1940 واستمر عمله في هذا المسجد إلى أن توفاه الله، حيث أصيب بمرض في القلب، وهو المرض الذي منعه من تسجيل المصحف المرتل كاملا بصوته.
كرمته العديد من الدول الإسلامية مثل اندونيسيا وماليزيا وباكستان، وانتهت رحلة احد أعمدة دولة ملائكة القراءة في ديسمبر 1971، ليرحل بجسده ويبقى صوته محلقا في قلوب وآذان محبي الشيخ طه الفشني.