ملائكة القراءة.. مصطفى إسماعيل أول مقرئ يحصل على وسام رئاسي

كتب: حسام حربى

ملائكة القراءة.. مصطفى إسماعيل أول مقرئ يحصل على وسام رئاسي

ملائكة القراءة.. مصطفى إسماعيل أول مقرئ يحصل على وسام رئاسي

حفظ القرآن الكريم قبل أن يتجاوز عمر الثانية عشرة في كُتّاب بقريته ميت غزال التابعة لمركز السنطة، بمحافظة الغربية، والتحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليُتم دراسة القرءات وأحكام التلاوة، وتوسم فيه مُعلموه أنه سيكون له مستقبل منير في عالم القراءات، فقد أتم تلاوة وتجويد القرآن الكريم، وراجعه ثلاثين مرة على يد الشيخ إدريس فاخر.

السيرة الذاتية للشيخ مصطفى إسماعيل

الشيخ مصطفى إسماعيل، من مواليد 7 يونيو من عام 1905، استطاع أن يحفظ القرآن الكريم في عمر مبكر.

من شدة تعلقه بالقرآن الكريم، فكان يذهب إلى سرادقات العزاء في قريته بمجرد معرفته أنّ هناك شيخًا كبيرًا جاء من طنطا للقراءة في العزاء، وبعد عودته يبدأ في تقليد الشيخ في تلاوة آيات القراءة وليس الأداء، ثم يؤدي نفس دور الشيخ في اليوم التالي بالكتاب لزملائه.

ذات مرة، في أثناء قراءة القرآن لزملائه في الكُتاب، سمعه شيخ الكتاب عبد الرحمن أبو العينين، فنصحه بالاستمرار في التدريب على قراءة القرآن الكريم، وتنبأ له بأنه سيكون قارئًا جيدًا له شأن عظيم، لدرجة أنه ذهب إلى منزل العائلة والتقاه جده «كبير العائلة»، وقال له: «حفيدك سيكون قارئ الملوك، حافظ عليه».

وفي إحدى المرات التي كان فيها بطنطا، وأثناء وجوده في المسجد، عرض أحد الأشخاص على جده الذي كان برفقته، أن يدخل مصطفى إسماعيل معهد الأحمدي، وهو ما رحب به جده.

احتراف قراءة القرآن

كان الشيخ مصطفى إسماعيل، دائم القول: «طول حياتي معنديش غاية إلا تلاوة القرآن، ولم أفكر في يوم من الأيام أبدًا في الاتجاء للغناء».

احترف الشيخ مصطفى إسماعيل، تلاوة القرآن الكريم، في عمر العشرين عامًا، وكان ذلك في عام 1925، عندما ذهب إلى القاهرة واشترك في رابطة القراء، وبدأ المشايخ يعرفونه في السهرات الدينية، ففي واحدة منها وكانت ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم في الحسين، فدعوه ليقرأ نصف ساعة، وكان فيها ناظر الخاصة الملكية مراد محسن باشا، فأرسل لمدير الغربية يطلبه، وذهب له إلى السرايا، فطلب منه أن يحضر إلى مصر في ذكرى الملك فؤاد 28 أبريل، ووقع معه عقدًا وحضر الليلة، ومن هنا توالت الحفلات الملكية التي أحياها الشيخ مصطفى إسماعيل، بعد فرمان من الملك فاروق بتعيينه قارئًا للقصر الملكي.

مصطفى إسماعيل والوسط الفني

كان للشيخ مصطفى إسماعيل بعض العلاقات الفنية، ولعل أبرزها بكوكب الشرق، حيث كانت تربطه علاقة قوية بالسيدة أم كلثوم وحضر حفلات لها، وقال عن تلك العلاقة: «كانت الست لما تشوفني تقولي يا شيخنا تعالى أنا بنبسط لما بسمعك.. وسألتني مرة أنت تعلمت موسيقى قولتلها أبدًا أنا عمري ما مسكت عود ولا غيره، القراءة من عند ربنا».

كما كانت تربطه صداقة قوية مع موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب.

ألقاب وحصاد الشيخ مصطفى إسماعيل

للشيخ الراحل العديد من الألقاب، ولعل أكثرها انتشارًا هو لقب  «قارئ الملوك والرؤساء»، وكذلك سلطان التلاوة وصاحب النفس الطويل.

مصطفى إسماعيل هو أول شيخ يُمنح وسامًا من رئيس الجمهورية، وكان ذلك من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خلال احتفالية عيد العلم فى 19 ديسمبر 1965، وكانت المرة الأولى التي يمنح فيها الرئيس وسامًا لأحد المقرئين بمناسبة هذا العيد، كما منحه الرئيس الراحل حسني مبارك وسام الامتياز عام 1985.

ختم القرآن بصوته كاملًا مرتلًا، وهناك 1300 تلاوة لا تزال إذاعات القرآن الكريم تصدح بها حتى يومنا هذا.

زيارة القدس مع الرئيس السادات

كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات من المعجبين بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، وبعد أن أصبح رئيسًا اختاره ضمن الوفد الرسمي أثناء زيارته للقدس، وكانت هذه ليست الزيارة الأولى لإسماعيل إلى القدس، إذ أنه سبق وزارها في عام 1960، وقرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى في إحدى ليالي الإسراء والمعراج.

زار مصطفى إسماعيل، 25 دولة عربية وإسلامية، كما سافر إلى جزيرة سيلان، وماليزيا، وتنزانيا، وزار أيضًا ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وقرأ القرآن في العديد من الدول العربية والإسلامية، وأيضًا في بعض المدن الأوروبية، وتوفى في  26 ديسمبر عام 1978، عن عمر يناهز 73 عامًا.

 


مواضيع متعلقة