أسامة الأزهري يتناول نبوغ الشيخ علي قراعة: سعد زغلول منحه الدرجة النهائية
أسامة الأزهري يتناول نبوغ الشيخ علي قراعة: سعد زغلول منحه الدرجة النهائية
قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، إن الشيخ علي محمود قراعة، شخصية أزهرية قضائية كبيرة، كان رئيسا للمحكمة الشرعية العليا، وكان آخر من تقلد هذا المنصب قبل تعديلات النظام القضائي المصري في خمسينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أنّه كان من رجال الوطن، وشقيقه عبدالرحمن قراعة، كان مفتي الديار المصرية، ووالدهما كان من العلماء.
وأضاف «الأزهري» خلال حواره ببرنامج «يحب الجمال»، مع الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع على فضائية «dmc»، أنه ينتمي إلى بيت علم عريق في محافظة أسيوط، لافتًا إلى أنه كان نابغا جدا في علومه، وشديد التأنق من بدايات شأنه وانتسب إلى مدرسة القضاء الشرعي، وهي مدرسة لها تاريخ ينبغي أن يسجل عنه كتاب مستقل.
أهمية المدرسة
وتابع أحد علماء الأزهر الشريف، أن المدرسة المذكورة ترأسها عاطف بركات باشا، الذي وهب عمره لمدرسة القضاء الشرعي وخرّج عددا من أساطين الفضاء الكبار، يكفي أنّ منهم الشيخ محمد أبو زهرة الذي جلس يدرس علوم الشريعة في كلية الحقوق، وكان قراعة أحد من تخرج على يد عاطف بركات باشا أيضا.
ولفت، إلى أنّ عند امتحان الشيخ علي محمود قراعة في السنة الأولى من القسم العالي بمدرسة القضاء الشرعي، جاء سعد زغلول باشا، وكان ناظرا للمعارف (وزير التعليم آنذاك) حينئذ ليزور المدرسة، ومعه رشدي باشا مدير الأوقاف العمومية، فدخل إلى اللجنة التي كان فيها الشيخ قراعة.
واقعة رائعة
وأردف: «ولما اقترب منه سعد زغلول، لفت نظره جمال الخط، إذ أن هذا الأمر دلّ على ثباته الانفعالي، وتمكنه في المادة العلمية وكمال عقله، فأمسك بالورقة وانصرف عن جمال الخط إلى المضمون المكتوب من معلومات دقيقة ومحررة، ومن شدة إعجابه بها، نادى رشدي باشا مدير الأوقاف العمومية».
وأتمّ: «قال له إنها ورقة أعجوبة، ولما اطلع رشدي باشا عليها شُدِهَ من جمالها، ثمّ نادى مدير مدرسة القضاء الشرعي عاطف بركات باشا، وقال له إنه من الطلبة النوابغ، بل إنه اتخذ معه إجراءً غريبا، حيث أخرج قلمه، وكتب بيده درجة الامتحان النهائية لتلك المادة، لأنه رأى أنه ليس محتاجا إلى التصحيح».
