بريد الوطن .. راية سلام (قصة قصيرة)
بريد الوطن .. راية سلام (قصة قصيرة)
أتى بعض الأغراب إلى قبيلة تحيا بالصحراء، أخبروهم بأنهم تائهون ضلوا الطريق، رحّب بهم أهل القبيلة، وفّروا لهم المبيت، وأعدوا لهم كل ما لذ وطاب من الطعام والشراب، جلسوا معهم فى رفقة هنيئة، تبادلوا العديد من المواضيع المتعددة فى كافة الشئون، رافقتهم ابتسامة دائمة تغمرها الطيبة وكرم وسمو الأخلاق الحميدة.
كانت ابتسامة الخبث والضغينة تتوج ملامح الغرباء! ما الذى كان يدور بضمائرهم وماذا كانت أهدافهم من المجىء إلى هذا المكان وما نواياهم المستترة من هؤلاء الكرام، بات الجميع فى ليلة هانئة. استيقظ أهل القبيلة مبكراً، لم يجدوا الأغراب بينهم، غادروا مبكراً دون إلقاء التحية والسلام، تعجبت القبيلة من الأمر، مَرّ يومان، تفاجأوا فى اليوم الثالث بمجىء الأغراب وهم محملون بالأسلحة والأغلال، أشعلوا نيرانهم فى كل مكان، سرقوا أموالاً ونساء وأطفالاً، ذبحوا الرجال. فرّ بعض رجال القبيلة ووضعوا خطة سريعة لقتل الأشرار، حفروا حفرة كبيرة بالصحراء وتم تغطيتها بالشباك والأغصان وأوراق النخيل، وقف أحدهم أعلى الهضبة ونفخ فى بوق بصوت عالٍ وأشار برايته السوداء إليهم وهو يحركها يميناً ويساراً.
شاهد الأعداء الراية من بعيد وسمعوا صوت البوق، ذهبوا مسرعين تجاههم، تأسرهم مشاعر الكراهية والظلم والقسوة، اقتربوا من الحفرة تدريجياً حتى سقطوا فيها واحداً تلو الآخر، التف رجال القبيلة حولهم، حاصروهم بالحبال، أتموا عليهم الجزاء بالقتل وبالموت، عاد الهدوء والسكينة إلى العشيرة تحت سماء المحبة والوئام، صار نساؤهم وأطفالهم فى أمان بفضل رجالهم المخلصين الأوفياء.
منى فتحى حامد
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com
