محمود عبدالمغنى: دورى فى «العائدون » ملىء بالمشاعر الإنسانية وذاكرته بـ«الورقة والقلم»

محمود عبدالمغنى: دورى فى «العائدون » ملىء بالمشاعر الإنسانية وذاكرته بـ«الورقة والقلم»
أمير كرارة «أكتر ممثل اشتغلت معاه»
حظى الفنان محمود عبدالمغنى بردود فعل واسعة على مشاركته فى مسلسل «العائدون»، الذى يشارك به فى موسم دراما رمضان الحالى، مع الثنائى أمير كرارة وأمينة خليل، إذ أشاد قطاع كبير من الجمهور بأدائه داخل العمل، وتصدّرت بعض مشاهده محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعى.
وشهدت تجربة عبدالمغنى تألقاً كبيراً فى مسلسل العائدون، إذ أشاد البعض بأدائه وتقمصه للشخصية، حيث كان يدخل فى انفعالات أحياناً حال استشعاره الخوف على زملائه داخل الأحداث، وهو ما يشير إلى تمكنه من ارتداء الشخصية بشكل متميز.
ويتحدث محمود عبدالمغنى، خلال حواره مع «الوطن»، عن تجربته فى مسلسل «العائدون»، وردود فعل الجمهور، وتعاونه مع باهر دويدار وأحمد نادر جلال، وكواليس التحضير للشخصية وأبرز الصعوبات التى واجهها، كما يستعرض رأيه فى قيمة الأعمال الوطنية، وغيرها من التفاصيل، وإلى نص الحوار:
فى البداية ماذا عن ردود الفعل التى استقبلتها عن تجربتك فى «العائدون»؟
- استقبلت ردود فعل إيجابية ضخمة جداً بالتزامن مع عرض الحلقات الأولى من مسلسل «العائدون»، سواء كانت من الجمهور أو من قبَل زملائى أو أساتذتى بالوسط الفنى، لكن لا أريد ذكر أسماء بعينها، وأعتقد أن المباركات التى جاءت لى من داخل الوسط الفنى هذا العام كانت أكثر من كل مرة فى السنوات السابقة، إذ حرص عدد كبير من الفنانين وزملائى بالمعهد وأساتذتى الذين كانوا يدرسون لى على تهنئتى على المسلسل بشكل عام ودورى بشكل خاص، وهذه التهانى لها طابع خاص، كونها نابعة من «أبناء كار واحد»، وهذا بالنسبة لى يسعدنى جداً، لأن صاحب التهنئة يعى جيداً حجم الجهود المبذولة فى العمل، عكس الجمهور العادى الذى يشيد بالتجربة.
وما دوافع قبولك لشخصية الضابط «نبيل الناجى» فى «العائدون»؟
- تحمست للمشاركة فى «العائدون» كون الشخصية مليئة بالمشاعر الإنسانية، والحلقات المقبلة ستُبرز هذه المشاعر بشكل أكبر وأوسع. الكاتب باهر دويدار يستعرض صورة الضابط داخل الجهاز الأمنى بشكل جديد ومختلف. المشاهد يطلع على صورة الضابط من إطار إنسانى بكل تفاصيله، فذلك كان ضمن عوامل القبول بالنسبة لى، وسعيت للغوص داخل الشخصية وأبرز مفرداتها وتفاصيلها وكل شىء.
وماذا عن فترة التحضيرات لشخصية «نبيل الناجى» فى «العائدون»؟
- بشكل عام أنا أحب التحضير للشخصية التى أجسّدها من خلال المذاكرة بالورقة والقلم، سواء كانت تجربة تليفزيونية أو سينمائية، وهو ما فعلته فى تجربتى مع مسلسل «العائدون»، حيث إننى أفضّل البحث والغوص فى الشخصية والتعمق فى تفاصيلها والوقوف على ملامحها كافة، ومعرفة شكل الحركة وطريقة الكلام، فالمذاكرة بالنسبة لى هى الأساس والقوام الذى تستند عليه الشخصية.
الأجهزة الأمنية تقوم بأدوار بطولية لدحر الإرهاب.. واستمتعت برحلتى فى «العائدون»
هل سبق أن التقيت بضباط فى الأجهزة الأمنية خلال فترة التحضير؟
- فى الحقيقة لم ألتقِ بأى ضابط فى أى جهاز أمنى خلال فترة التحضيرات لـ«العائدون»، لكن حرصت على مشاهدة عدد كبير من الأعمال الفنية على مستوى السينما والتليفزيون، القريبة من هذا اللون الدرامى، سواء عُرضت قديماً أو حديثاً، كما حرصت على تقديم شخصية «نبيل الناجى» بشكل مختلف إلى حدّ ما، كونها مليئة بالهدوء والرزانة والثبات الانفعالى أيضاً، فهو يستغرق وقتاً قبل الجواب عن أى استفسار، ويفكر ألف مرة قبل أن يتحدث أو يأخذ قراراً أمنياً، فهو يبدو شخصاً هادئاً من الخارج، لكنه بداخله بركان ضخم جداً.
كما أوضحت الشخصية ممزوجة بالمشاعر المختلفة.. فكيف عملت عليها؟
- باهر دويدار المؤلف المُحبَّب إلى قلبى والكاتب المتمكن من كتاباته بشكل منضبط، والذى أتعاون معه فنياً لأول مرة غالباً، لديه تفاصيل كثيرة ما بين السطور فى السيناريو الذى يكتبه، وعلى الممثل الجيد أن يكتشف ما بين تلك السطور، فهذا الأمر ساعدنى جداً خلال فترة التحضير، بجانب جلسات العمل المكثفة التى جمعتنى بالمخرج أحمد نادر جلال، والذى أتعاون معه لأول مرة على مستوى الدراما، فضلاً عن مذاكرتى الخاصة لتفاصيل الشخصية كما شرحت سلفاً.
«ميديا هب» شركة احترافية وفرت الإمكانيات اللازمة للعمل
وحققت طموحى بالعمل مع أحمد نادر جلال .. وباهر دويدار كاتب مُحبَّب لقلبى
وبعد مرور أكثر من 15 حلقة.. ما تقييمك لتجربة «العائدون» حتى الآن؟
- سعيد جداً بتلك التجربة، فأنا كان لدى حلم بالمشاركة فى هذه النوعية من الأعمال الوطنية منذ سنوات طوال، لكن لم تُهيَّأ لى الفرصة والظروف، لكن هذا العام الفرصة أتيحت لى من خلال التعاون مع الكاتب باهر دويدار، والمخرج أحمد نادر، فضلاً عن الشركة المنتجة «ميديا هب»، التى أراها شركة محترمة واحترافية وحرصت على توفير كل الإمكانيات اللازمة التى تُسهم فى خروج العمل بشكل مميز، ولم تبخل على المشروع إطلاقاً، إذ جرى تصوير المسلسل فى أكثر من دولة بجانب مصر، مثل الأردن وبلغاريا، لذلك أرى أن «العائدون» ظهر فى النهاية بشكل أشبه بفيلم سينما. كل حلقة وكأنها فيلم له أحداث وقصة غنية وجديدة، وذات مستوى عال، سواء من حيث الصورة أو التكنيك، فكل ذلك تحقق بفضل الشركة المنتجة والمخرج.
مسلسل «العائدون» يتناول أحداث ملفات أمنية جديدة لكنها مليئة بالمفاجآت بالنسبة للمُشاهد.. ما رأيك؟
- بالطبع، رغم حداثة الملفات التى يتناولها «العائدون»، والتى يعود تاريخها إلى خمس سنوات سابقة تقريباً، لكن العمل يكشف أحداثاً مفاجئة بالنسبة للجميع، بما فيهم أنا كمحمود عبدالمغنى، فلم أكن أعلم بكل تلك الخبايا والملفات إلا بعد اطلاعى على قصة المسلسل وقراءة السيناريو. فالعمل يتطرق لملفات عدة، تصب فى النهاية داخل تنظيم داعش الإرهابى، مثل الدور الذى تقوم به القنوات التابعة لجماعة الإخوان والتى تُبث من خارج البلاد، وكذلك ملف تجنيد الشباب لصالح البلاد، كما أنّ الحلقات المقبلة تتطرق لملفات أخرى، لعل أبرزها الإلحاد.
وما الذى اكتشفته فور اطلاعك على قصة «العائدون» فى البداية؟
- فوجئت وأدركت حجم الضغوط والصعاب والقوة التى يواجهها رجال الأجهزة الأمنية، والمخاطر أيضاً، فكل الأجهزة الأمنية تقوم بأدوار بطولية للحفاظ على الأمن والأمان ودحر الإرهاب والقضاء عليه، فهى تقوم بدور بطولى عظيم يستحق كل الاحترام والتقدير بالتأكيد.
السيناريو فاجأنى بمعلومات عن 80 ألف مقاتل من تنظيم «داعش»
كما فوجئت بإجابة السؤال الذى يُجيب عنه المسلسل، من هم العائدون من داعش؟ فهؤلاء العناصر البالغ عددهم نحو 80 ألف مقاتل تقريباً يدخلون البلاد بهويات مغايرة وأسماء مختلفة، ويجرى تسريبهم لتنفيذ عمليات إرهابية، ليكون دور الأجهزة الأمنية حاضراً وسريعاً، حيث إن عقيدتها تكمن فى «استراتيجية الأمن القومى للدولة تكون من أى منطقة تشكل خطراً على البلاد، إحنا مش هنستنى الناس دى لما تيجى، إحنا هنحمى حدودنا مطرح ما هما موجودين فى أى مكان».
وما الصعوبات التى واجهتها طوال تجربتك فى المسلسل؟
- لا أعتقد أننى واجهت صعوبات، ولا أحب هذه الكلمة من الأساس، فطالما الممثل يخوض تجربة فنية يحبها، فلا يضع تلقائياً كلمة صعوبات فى باله، فسيكون هناك حالة من الاستمتاع فقط، وإن كان هناك تعب، يكون تعباً ممتعاً، وأنا استمتعت برحلتى فى «العائدون».
وجود ممثلين سوريين يعطى مصداقية للعمل
ما رأيك فى تزويد المسلسل بممثلين سوريين؟
- أرى أن وجود ممثلين سوريين فى العمل أعطى نوعاً من المصداقية، خاصة أنهم ممثلون مميزون وعلى قدر عالٍ من الاحترافية، مثل الممثل أحمد الأحمد الذى يوجد لأول مرة فى الدراما المصرية من خلال «العائدون»، فهو ممثل هايل وجيد جداً.
وبالإشارة إلى أمير كرارة.. ماذا عن التعاون معه فى المسلسل؟
- هذا المسلسل يُعد التجربة الرابعة لى تقريباً مع أمير كرارة، بعد مسلسل «المواطن إكس»، و«لحظات حرجة» و«طرف تالت»، فهو يُعتبر أكتر ممثل تعاونت معه، إذ تجمعنا كيمياء فنية كبيرة، وهناك حالة حب على المستوى الفنى والإنسانى، فأنا سعيد بهذه العودة الحميدة للعمل معاً بعد سنوات طويلة منذ آخر تجربة، والحمد لله أن نتيجة «العائدون» جيدة ومبشرة حتى الآن وحققت نجاحاً ضخماً ليس داخل مصر فحسب، بل فى الوطن العربى كله.
الأعمال الوطنية تثقف وتوعِّى الأجيال الجديدة بمخاطر الإرهاب
وما رأيك فى الأعمال الوطنية المقدمة على الشاشات والتى صارت عنصراً مهماً فى خريطة الدراما الرمضانية؟
- أتمنى تقديم المزيد من الأعمال الوطنية مع الوقت، فهناك أبطال حقيقيون وأحداث كثيرة تستحق أن تُقدَّم فى أعمال فنية، فهذه النوعية من الأعمال لها بالغ الأثر وقيمة مهمة جداً، لعل أبرزها تنوير عقول المشاهدين، وتوعى وتُعرف الشباب والأجيال القديمة أيضاً، كونها تستعرض حجم البطولات التى قامت وما زالت تقوم بها الأجهزة الأمنية، فكما قلت إننى اكتشفت بعض الأحداث والخبايا بعد مشاركتى فى «العائدون»، لذلك أعتقد أن الجمهور حالياً استشعر حجم الضغوط التى تواجهها تلك الأجهزة وبشكل غير معلن.
من وجهة نظرك.. ما أهم مشهد بالنسبة لك فى «العائدون» حتى الآن؟
- ليس هناك مشهد أهم من الآخر، فبالنسبة لى أى مشهد داخل العمل له أهمية بالغة وهدف نبيل، خاصة أن الشخصية بها مشاعر إنسانية وأكثر من خط درامى، وتواجه ضغوطاً كثيرة داخل العمل والمنزل أيضاً، فالمسلسل تطرّق إلى أزمة الإنجاب والرغبة فى الأمومة، من خلال زوجتى داخل العمل هاجر الشرنوبى، وهناك خط درامى آخر خاص بقلقى على أمير كرارة وأمينة خليل عندما يوجدان بالقرب من المناطق التى يسيطر عليها التنظيم، فتلقيت مكالمات كثيرة خلال الأيام الماضية، تشيد بهذه المشاهد ويقولون لى: «أنت حسستنا بكمّ المخاطر المحيطة بهما وكأنهما فى دايرة الخطر بشكل حقيقى».
وماذا عن التعاون الأول مع أحمد نادر جلال؟
- بالفعل «العائدون» يُعد التعاون الأول مع أحمد نادر جلال فى الدراما، بينما سبق أن تعاونت معه سينمائياً من خلال فيلم «السرب»، حيث أظهر فيه كضيف شرف، وقد انتهيت من تصوير مشاهدى قبل رمضان، فسعدت جداً بالتعاون معه، فقد كانت رغبتى منذ وقت طويل، فأى ممثل يتمنى ويطمح للعمل تحت قيادته، فهو مخرج متميز يحب الممثل ولديه قدرة على تحويل فريق العمل إلى أسرة واحدة، ليخلق حالة إيجابية داخل اللوكيشن.
زوجتى والمطبخ
فوجئت باحتفاء السوشيال ميديا والدعم لمجرد أننى كنت أساعد زوجتى داخل المطبخ فى إعداد الإفطار، رغم أن ذلك أمر طبيعى، وكل التعاليم الإنسانية والأديان السماوية تحثنا على مساعدة زوجاتنا، إذ إن الموضوع ليس مستحدثاً منذ فترة قريبة، فلا بد أن يكون هناك نوع من التعاون والرحمة والتراحم والحب، فهذا هو المطلوب.