محلل اقتصادي: نصف ديون لبنان بسبب الكهرباء.. والخروج من الأزمة ممكن بشروط

كتب: إنجي الطوخي

محلل اقتصادي: نصف ديون لبنان بسبب الكهرباء.. والخروج من الأزمة ممكن بشروط

محلل اقتصادي: نصف ديون لبنان بسبب الكهرباء.. والخروج من الأزمة ممكن بشروط

ما زال خبر إفلاس لبنان يثير الجدل رغم مرور أكثر من أسبوع على تصريحات نائب رئيس الوزراء اللبناني سعادة الشامي لوسائل إعلامية لبنانية، إذ انقسمت الآراء في لبنان ما بين تصديق أن لبنان صارت تعاني من الإفلاس، وهناك من رأى أن الأمر مجرد تصريح سياسي، صدوره في ذلك التوقيت له هدف معين.

وقالت جوانا عقيقي من لبنان، إن التصريح مجرد كلمات وليس هناك ما يؤكدها من أوراق رسمية أو إحصاءات، موضحة لـ«الوطن»: «اعتدنا في لبنان على التصريحات المفاجئة والدعاية، وما بين  السياسة والاقتصاد اليوم أصبح الكل يدلي بتصريحات حتى لو لم يكن خبيرا، وبالنسبة لي، إعلان الافلاس خبر كأي خبر، لأنه ليس لدينا أي جهة رسمية ناطقة بشكل رسمي تبنت الخبر».

«جوانا»: المواطن اللبناني يصدق كل ما يقال دون تفكير

واعتبرت «جوانا»، أن المواطن اللبناني يصدق كل ما يقال له دون أن يدرك أن هناك تضخيم لتصريحات معينة بهدف تحقيق مصالح شخصية: «للأسف في لبنان اعتدنا على تصديق كل ما يقال، ومن لديه معلوامات يطرحها، ولكن هناك من يعمل على تجزئة الأخبار وتحويرها من أجل مصلحة شخصية، ومن شدة اليأس والخوف أصبح اللبنانيون يصدقون كل ما يقال، خوفا على مدخراتهم التي خسروها وللأسف أصبح المواطن الآن معلق بحبال الهوى، لذا على اللبنانيين تكوين ثقافة تمييز الخبر الكاذب من الصحيح لاسيما مع انتشار التواصل الاجتماعي لحسن اختيار الأخبار التي يصدقوها».

أما مها حيطة، التي تعيش في لبنان فقد كان لها رأيا آخر، حيث اعتبرت أن صدور تصريح بشأن إفلاس لبنان شئ متوقع بل وغير جديد لأنها تتابع تطور الحالة الاقتصادية في لبنان منذ فترة طويلة وهناك شواهد تدل على ذلك، وقالت لـ«الوطن»: «صدقت الخبر، لأن في عام 2020، لبنان علّقت دفع الديون الدولية لأن احتياطي العملة الصعبة بلغ مستويات خطيرة، ومن يومها والوضع يزداد سوءا، وما قاله نائب رئيس الحكومة يأتي في سياق كلامه عن توزيع الخسائر والتي تقدر بـ70 مليار دولار».

من جانبه، حلل باسل الخطيب خبير اقتصادي لبناني، الوضع حاليًا في لبنان، مشيرا إلى أنه بالفعل الدولة تعاني من حالة إفلاس، وعدم تصديق بعض المواطنين لذلك ينبع من صدمة الخبر، مؤكدا إمكانية الخروج من هذا الوضع البائس ولكن بشروط يجب على المسئولين تنفيذها.

وقال «باسل» لـ«الوطن»: «بالمعنى المجازي نعم لبنان مفلس، وهناك أسباب واضحة لذلك، إذ أن الاقتصاد منهار، والبطالة منتشرة، وهناك ديونا تبلغ 170 مليار دولار، ولم يعد بإمكان الناس الاستفادة من ودائعهم الموجودة في البنوك، وحتى تعويضات المتقاعدين لم يعد بإمكانهم الاستفادة منها، ومؤسسات كثيرة وشركات تغلق أبوابها وتسرح العمالة، والدولة لم تعد تدفع المال للمؤسسات التعليمية أو لأصحاب المعاشات كما هو متعارف عليه، أعتقد أن كل ذلك كان واضحا للجميع ولكن الإعلان عنه بهذه الصورة القوية الواضحة بأن لبنان تعاني من الإفلاس هو شئ صدم البعض فهناك من صدقه لأنه كان يتابع الوضع منذ فترة، بينما رفض البعض تصديقه واعتبره مجرد خبر من شدة الصدمة».

خبير اقتصادي: نصف ديون لبنان بسبب الكهرباء 

واعتبر «باسل» أن تصريح نائب رئيس الوزراء اللبنانى، وهو المسئول عن المفاوضات مع صندق النقد الدولي بشأن إفلاس لبنان مجتزئ من سياقه، فلبنان بإمكانها تخطي حالة الإفلاس، لأن لديها أملاك وعقارات تبلغ 70 مليار دولار بحسب دراسات أجريت مؤخرا، وهذه العقارات ربما تساهم في سداد ديون البلاد: «إذا قرر السياسيون مواجهة الإفلاس وعدم الصمت والاكتفاء بالشكوى فسينجحون، وبلغة الاقتصاد يمكن من خلال تحسين نظام الجباية وتطوير أدواته وقطاعاته ودوائره، وعمل خطط إنقاذية مهمة أبرزها تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي وعلى رأسها مكافحة الفساد واستقلال القضاء، وتحرير سعر الصرف، وتطوير الهيئة المنظمة للكهرباء لأن نصف ديون لبنان من الكهرباء، 24 مليار دولار أنفقت على الكهرباء، ومع فوائد الدين عليها تصل إلى 50 مليار دولار، ودين لبنان هو 100 مليار، إذن هناك 50 مليارًا أنفقت فقط على الكهرباء».


مواضيع متعلقة