بريد الوطن.. هوس العالم بالجينز ومقاطع أخميم

كتب: رنا حمدي

بريد الوطن.. هوس العالم بالجينز ومقاطع أخميم

بريد الوطن.. هوس العالم بالجينز ومقاطع أخميم

لا يوجد مكان على الكرة الأرضية إلا وترى فيه فتيات وفتياناً يرتدون الجينز بأشكال وألوان متنوعة؛ فيها القصير والطويل، الضيق والواسع، المقطع والمرقع، الباهت والفاقع، وأصبح هذا القماش «الساحر» يملأ الدنيا ويشغل الناس، ذكرنى ذلك بـ«مدينة أخميم» العريقة، التى ولدت على أرضها بأواخر خمسينات القرن الماضى وعاصرت إحدى حقبات ازدهار صناعة النسيج بها والتى تعد أقدم مدينة لصناعة النسيج والحرير فى العالم، وكان يطلق عليها «مانشستر ما قبل التاريخ»، وصناعة النسيج اليدوى بأخميم بدأت منذ عصر الفراعنة وعلى مر العصور وتوارثها الأبناء عن الآباء عن أجداد الأجداد، حيث كان بكل منزل من منازلها نول لصناعة النسيج بأنواعه، ولذلك كان يطلق عليها مدينة الــ«10 آلاف نول»، وتذكرت كيف كان النساجون اليدويون يتفنون فى صناعتهم ويبدعون فى منتجاتهم المتنوعة تنوعاً غايةً فى الروعة! تلك الصناعة التى بدأت فى الاحتضار والاندثار لأسباب عديدة معروفة، من ضمنها عدم وجود أهم الخامات مثل القطن والخيوط التى تستخدم فى هذه الصناعة، تذكرت أيضاً ذلك المنتج وهو قماش يطلق عليه «المقطع»، فإذا قلت وقتها «مقطع أخميمى»، يعنى قماش «لو ضربت فيه السكين ترجع تانى»!

كان الفقير يصنع من هذا القماش جلباباً لا يبلى، فهو قماش متين متماسك، يشبه «الجينز»، فمن منا فى هذا العصر لا يمتلك بنطالاً واحداً من الجينز مثلما كان الفقير فى العصر الماضى يمتلك «مقطعاً» من قماش أخميم؟

يوسف القاضى- مدير مدرسة بالمعاش

يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة