بريد الوطن .. بين الحب والاستعباد العاطفى

كتب: رنا حمدي

بريد الوطن .. بين الحب والاستعباد العاطفى

بريد الوطن .. بين الحب والاستعباد العاطفى

تعد المحبة من أسمى الطباع الإنسانية على الإطلاق، وهى علاج أساسى ودواء شافٍ للعديد من اضطرابات النفس والجسد، فإحدى وسائل العلاج تعرف علمياً باسم العلاج بقوة الحب، إلا أنه أيضاً قد تعد سبباً رئيسياً للإصابة بالعديد من الاضطرابات والأمراض النفسية.

هناك فهم مغلوط يخلط بين مفهوم الحب وبين الاستعباد العاطفى، فالحب الصحى والسوى هو غريزة طبيعية قد خلقها الله بداخلنا جميعاً كما أنها صفة جوهرية من صفات الله ذاته الذى قال عنه الرسول يوحنا: «الله محبة»

وتعنى كلمة حب فى أحد معانيها فى اللغة العربية الوِد والإخلاص، والحب هو قوة فطرية لا بد لها من أن تنمو فى بيئة صحية منذ الصغر حتى يستطيع الإنسان أن يمنحه ويحصل عليه فى شبابه وبقية حياته بطريقة سوية. أما الاستعباد العاطفى فيلقبه البعض أيضاً باسم الحب وذلك للتشابه الظاهرى فقط بينهما، ولكنه يختلف عنه تماماً، ويظهر ذلك فى عدة صور غير سوية كمحبة فكرة الحب نفسها وليس حب شخص بذاته، فنجد شخصاً متعدد العلاقات بالجنس الآخر وسريع الاستغناء أيضاً عنهم، ويعد ذلك احتياجاً للحب وصل إلى مرحلة إدمان العلاقات، وقد يعجب شخص بآخر مهما أساء معاملته ويقع فى مرحلة الرضا بالإهانة، وتلك الحالة المرضية فى الغالب تحدث نتيجة لاحقة لفقدان الحب منذ الصغر، وبذلك يصبح الطرف الأول عبداً للطرف الثانى، وغالباً ما سينتهى به الحال إلى الإصابة بالاضطراب النفسى.

                                                                            د. ريمون ميشيل

                              استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية 

يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة