الدكتور أحمد شقير.. 42 سنة يمتهن الطب ولم يحصل على جنيه من مريض

كتب: صالح رمضان

الدكتور أحمد شقير.. 42 سنة يمتهن الطب ولم يحصل على جنيه من مريض

الدكتور أحمد شقير.. 42 سنة يمتهن الطب ولم يحصل على جنيه من مريض

42 سنة يمتهن الطب ولا يمتلك عيادة مثل الآخرين، تفرغ للعمل في مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورةؤ وأنجز 300 بحث علمي خلال مسيرته العلمية، وتوجت مجهوداته بالفوز بجائزة النيل لعام 2021، واحتلال المركز الأول محليا وإفريقيا، و37 عالميا في مجال تخصصه، إنه الدكتور أحمد عبد الرحمن أحمد شقير، مدير مركز الكلى والمسالك البولية الأسبق.

شقير: لم اتحصل على جنيه واحد من مريض.. «كفاية عليه مرضه»

تخرج الدكتور أحمد شقير، في كلية الطب عام 1980، وأخذ عهد على نفسه ألا يتحصل على جنيه واحد من مريض، لأنه يؤمن أن الطب مهنة إنسانية، هدفها تخفيف الألم عن المريض، يقول: «ربنا ابتلى المريض بالمرض وكفاية المرض عليه، مش يبقى عيان ونأخد فلوسه كمان، وأتمني أن الكل يساعد أن يصل العلاج بالمجان لكل المصريين».

وأضاف شقير لـ«الوطن» أنه لكي ننجز في شيء يجب التفرغ له، ولا شك أن الكثير من الأطباء النجاحين لديهم عيادات، ويمكنهم  التوفيق بين العمل الخاص والبحث العملي، لكن مهما أوتي من مهارة لن يقدر على استغلال وقته الاستغلال الأمثل، ولن يصبح «أيقونة» يشار إليه بالبنان، فالعمل الخاص يشغل القدر الكبير من تركيز الطبيب.

الدكتور محمد غنيم.. القدوة 

وتابع شقير: « قدوتنا في التفرغ هو الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى في الشرق الأوسط، ونحن تعملنا منه، وطول عمره يبث فينا هذه الروح، ومركز الكلى بجامعة المنصورة، فيه بند من بنود قانون تنظيم الجامعات، وهو التفرغ، إذ لا يجب أن يمتلك النائب والمدرس المساعد والمدرس عيادة إلا بعد مرور 3 سنوات من حصوله على الدكتوراه، حتى يصبح متفرغ تماما للعمل داخل المركز الطبي».

مركز الكلى في المنصورة، المركز الوحيد في مصر الذي يحافظ على بند التفرغ، بحسب شقير، بعد 3 سنوات من أداء المهمة، يكون الطبيب قدم ضريبة تعليمه ويستطيع أن يفتح عيادة خاصة به إذا رغب في ذلك.

نشأة الدكتور أحمد شقير

اهتمام الدكتور شقير بالطب ومراعاته للظروف الإنسانية للمريض ترجع إلى نشأته، يقول: لازم تكون الاحتياجات الأساسية للإنسان موجودة، وأنا الظروف ساعدتني، ووالدي كان أستاذ بكلية الطب، وكنت أقرأ «شقير وآخرين»، فالمراجع كانت تسعدني جدا وخلقت داخلي الشغف، ودفعتني إلى العمل حتى يستمر اسم والدي موجودا على كتب.

الطبيب مثل الآخرين لديه احتياجات أساسية، فكيف يحصل الدكتور شقير على احتياجاته دون الحصول على جنيه واحد من المرضى، يجيب الدكتور قائلا: «والدي وفر لي شقة، وجوزني، وكان عنده سيارة كنت أسوقها، وكان موفر لي الحاجات الأساسية، واخترت زوجة حصلت على أعلى الشهادات، وهي ربة منزل الآن تربي الجيل الجديد»، مشيرا إلى أن لديه ابنتين «فرح وفريدة» بالإضافة إلى ابن توفى في أثناء دراسته بكلية الطب.

أبحاث علمية

وعن أبحاثه العملية، يقول إن أول مقالة له نشرت في سنة 1990،  وسافر إلى أمريكا سنة 1992، والآن يملك 300 مقالة، ورئيس تحرير مجلة علمية عالمية، وأصبح هو من يقبل نشر المقالات من أرقي جامعات العالم.

وأشار إلى أنه يبحث في أصل العلم المتعلق بطبيعة المرض، ودراسة مسار الخلية السرطانية وتكاثرها، وندرس المسار الخلية، والتي تتسبب في الورم السرطاني، وممكن من خلال مسارات الخلية يمكن أن نصل إلي أصل الورم، وهو هذا الشغل الكبير الذي يسهل النشر الدولي د.

وأعلن عن رفضه التام لطريقة الإعلان عن الأطباء مؤكدا: نحن لسنا سلعة توضع علي عمود نور، واللافتة لها قانون ومعايير، وموجود في أداب المهنة، وعدد الكلمات في اللافتة.

وقال إنه عند إعلان حصوله علي جائزة النيل «أعلي جائزة في مصر» كانت لحظة ساعدة غامرة وأشكر الدولة عليها لأن لحظة تكريم الباحث هي لحظة فارقة في حياته، وما ساعدني في الاستمرار لو تعرضت لمضايقات ربنا يرسل لنا شيء يضيئ لنا الطريق.


مواضيع متعلقة