منظومة الشكاوى حدوتة مصرية!

مقال أحرص دائماً على كتابته فى شهر رمضان المبارك، وهو عن نقطة مضيئة فى مصر ومجموعة من المخلصين الذين يعملون بكل تفانٍ وإتقان، إنهم العاملون فى منظومة الشكاوى الحكومية الموحّدة بمجلس الوزراء «ديوان المظالم» التى تتعامل بمنتهى الجدية والاحترام مع مشكلات المواطنين وتغيث الملهوف.

إنهم عباد الله الذين اختصهم بقضاء حوائج الناس، حبّبهم إلى الخير، وحبّب الخير إليهم، هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة، وإغاثة الملهوف صدقة.. ورسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، يقول: «على كل مسلم صدقة»، قالوا: يا نبى الله فمن لم يجد؟ قال: «يعمل بيده ويتصدّق»، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: «يعين ذا الحاجة الملهوف..». إن الذى يطلب العون قد يكون مظلوماً أو عاجزاً أو مكروباً، وفى كل الأحوال فإن إعانته وقضاء حاجته فيها تفريج لكربته، وفى مقابل ذلك تكفَّل الله لمن فرَّج كربة الملهوف أن يفرِّج عنه كربة من كربات يوم القيامة. منظومة الشكاوى حدوتة مصرية وأصبحت تستحوذ على اهتمام المواطنين وملاذهم الأخير حتى تنقذهم من قسوة الجهاز الإدارى، ويؤكد ذلك أنها تستقبل سنوياً أكثر من مليون شكوى، وبالأمس فقط رئيس مجلس الوزراء رغم مشاغله الجسيمة استعرض تقرير شهر مارس الماضى، حيث استقبلت المنظومة 95 ألف شكوى، د. مصطفى مدبولى حريص على متابعتها بنفسه وعقد اجتماعات دورية مع د. طارق الرفاعى، مدير منظومة الشكاوى الحكومية الموحّدة بمجلس الوزراء، وهو شخصية وطنية محترمة، ومعه فريق محترف يعلم قيمة تخفيف آلام المواطنين ورفع الظلم عنهم فى الظروف الحالية للبلد.

أُضيفت إلى منظومة الشكاوى مهام وأعباء جديدة فرضتها جائحة كورونا، وهى تلقى شكاوى المصابين بالفيروس اللعين ومساعدتهم فى العلاج. نحن مستخدَمون ومستأجَرون لقضاء الحوائج وخدمة المواطنين، هذا المفهوم لو اقتنع به كل موظف فى الدولة مهما كان منصبه، مؤكد سوف تنتهى مشكلاتنا ويسود العدل، ولن تجد هناك مواطناً مظلوماً. ولكن الكثير من المسئولين يعتبرون المنصب ليس تكليفاً بل هو تشريف ومكافأة وفرصة لحصد المغانم المادية والاجتماعية ويتقاعسون عن خدمة المواطنين، بدليل أن منظومة الشكوى استقبلت هذا الكم الهائل من الشكاوى، هذا بخلاف ملايين الشكاوى التى لم يستطع أصحابها الوصول إلى المنظومة، أو الذين اكتفوا بإرسالها إلى الله.

أيضاً يجب الإشادة بالعاملين فى المركز الإعلامى لمجلس الوزراء، لأنهم يتعاملون بجدية مع مشكلات المواطنين، وبالتعاون مع منظومة الشكاوى، وكذلك الزميل هانى يونس، مستشار رئيس الوزراء، الذى يحرص على قضاء حوائج الناس وحل مشكلاتهم، رغم أنه ليس اختصاصه، ولكنه يعلم أن ذلك يسهم فى زيادة شعبية الحكومة فى الشارع، كما أن المركز الإعلامى لرئاسة الجمهورية يتابع بكل اهتمام مشكلات وهموم المواطنين التى تُنشر فى وسائل الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعى، ويتعامل معها بجدية، ويخاطب الجهات المعنية لإيجاد حلول فورية لها. وهناك وزراء يسعون لخدمة المواطنين وحل مشكلاتهم، حتى لو لم تكن فى اختصاصهم ويعتبرون ذلك شرفاً ومهمة مقدّسة.

يجب على كل مسئول التعامل بجدية مع مشكلات المواطنين، لأنه ليس معقولاً اللجوء إلى رئيس الجمهورية وقيادات الدولة العليا فى كل كبيرة وصغيرة. ختاماً، التحية واجبة لكل القائمين على منظومة الشكاوى الحكومية الموحّدة (ديوان مظالم الغلابة)، ولكل من يسهم فى تخفيف آلام المواطنين ورفع المعاناة والظلم عنهم.. وربنا يحفظ بلدنا من كل سوء.