«كوكو» طالب صباحاً وبائع فول مساءً بالفيوم: «باشتغل عشان أدرس وأعيش»

كتب: أسماء أبو السعود

«كوكو» طالب صباحاً وبائع فول مساءً بالفيوم: «باشتغل عشان أدرس وأعيش»

«كوكو» طالب صباحاً وبائع فول مساءً بالفيوم: «باشتغل عشان أدرس وأعيش»

مع بداية كل ليلة في شهر رمضان، يُنهي «محمد كوكو» وجبة الإفطار سريعاً، ثم يخرج من منزله إلى محل صغير استأجره في المنطقة، ليطفئ النيران على «قدرة الفول»، التي يُعدها ويبدأ في تحضير الأكياس المخصصة لبيع الفول والمخللات والطحينة والزيوت، ثم يضع «القدرة» على ناصية أحد الشوارع، ليقف بجوارها يبيع الفول للأهالي، حتى قبل السحور بوقت قليل، ثم يسرع ليتمكن من تناول السحور قبل أن ينال قسطاً من النوم، حتى يتمكن من الذهاب إلى الجامعة صباحاً.

«كوكو» يتحمل مسؤولية نفسه وأسرته

تحدث «محمد جمال»، الشهير بـ«محمد كوكو»، لـ«الوطن» قائلاً إنّه طالب في العام الأخير في كلية النظم والمعلومات، موضحاً أنّ والدته توفيت وتركت له شقيقه التوأم وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ووالده المُسن، فأصبح هو رب الأسرة المسؤول عن نفسه وعن والده وشقيقه، فقرر العمل من أجل تدبير نفقات دراسته وأسرته.

«كوكو»: يبيع فول السحور منذ 6 سنوات

وأضاف «كوكو» أنه اعتاد منذ 6 سنوات على تجهيز قدرة فول السحور، وبيعها في المنطقة، نظراً لأنّ عمله يتعطل طوال الشهر الكريم، فيتخذ بيع الفول كمهنة له، لتدبير نفقاته طوال الشهر الكريم، موضحاً أنّه يقوم بتنقية الفول وغسله وتنظيفه بيديه، ثم يقوم بإشعال النيران على «القدرة»، أو كما يعرفها البعض بـ«الدمّاسة».

الجميع يساعده ويدعمه

وأشار إلى أنّ أهالي المنطقة يقدمون الدعم له ويشجعونه باستمرار، حتى لا يشعر بالحرج، كونه طالبا جامعيا صباحاً، وبائع فول مساءً، قائلاً: «الشغل مش عيب، وأنا مسؤول عن والدي وشقيقي، ولازم أوفر احتياجاتنا علشان منمدش إيدينا لحد».

يعمل من المساء حتى السحور

وأوضح أنّه يأتي إلى المكان الذي يبيع فيه بحي جنوب بمدينة الفيوم، عقب الإفطار، ويبدأ تجهيز كل شىء، ولكن البيع للمواطنين يبدأ في تمام الساعة 11 مساءً، ويستمر حتى قبل السحور بوقت قليل، موضحاً أنّه في معظم الأوقات يقوم بعمل «قدرتين»، حتى يتمكن من توفير احتياجات المواطنين من الفول للسحور، وفي نفس الوقت تتضاعف أرباحه.

والدته علمته عمل الفول

وكشف «كوكو» أنّ والدته، رحمها الله، هي من علمته عمل الفول وطهي الطعام، مُشيراً إلى أنّه باقي السنة يعمل في بيع ساندوتشات الكبدة والسوسيس والسجق، وطواجن المكرونة والأرز على عربة صغيرة، مُتمنياً أن يتخرج من الكلية، ويتمكن من استئجار محل في مكان حيوي بمدينة الفيوم، ويفتتح فيه مطعماً صغيراً لتزيد أرباحه، ويكون مصدر رزق جيد له ولأسرته.


مواضيع متعلقة