شيخ الأزهر: الأخوة تقتضي الرحمة بين العباد

كتب: إسراء سليمان

شيخ الأزهر: الأخوة تقتضي الرحمة بين العباد

شيخ الأزهر: الأخوة تقتضي الرحمة بين العباد

قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن الرحمة بالنسبة للإنسان هي حالة من الشفقة والرقة القلبية تدفعه إلى مساعدة غيره والوقوف بجواره وتستمر معه إلى أن تقضى حاجته التي تنهي حالة الرقة والشفقة عند هذا النوع من البشر.

وأوضح الطيب خلال تقديمه الحلقة الخامسة من برنامجه الرمضاني الإمام الطيب، أن رحمة العبد بغيره تصاحبها حالة من الآلام، بحيث يتأثر بالمشكلة أو بالحاجة التي نزلت بهذا الشخص، وهناك عبد راحم وعبد مرحوم تنزل به مصيبة أو حاجة تضطره إلى الاستعانة بغيره.

حديث شيخ الأزهر

وأوضح شيخ الأزهر، أن الرحمة بهذا المعنى لا يمكن أن نقول إنها صفة من صفات الله تعالى لحدوث حالة من الرقة لم تكن موجودة قبل ذلك، ثم زالت تلك الحالة بعد أن قضيت الحاجة؛ فهي مرتبطة بحالة تحدث ثم تزول، كما أنها مرتبطة بشعور الألم والتأثر، وهذه الأمور يستحيل على الله تعالى أن يتصف بها، حيث أن من صفات الله سبحانه وتعالى أنه منزه عن كل صفة من صفات العباد أو المخلوقات أو الموجودات؛ لأن كل صفات الحوادث صفات وإن كانت كاملة من جانب فهي ناقصة من جانب آخر، وبالتالي يستحيل أن يتصف الله تعالى بها، لأن من صفاته الكمال، والله سبحانه وتعالى رحيم بالعباد، لا يلحقه الألم ولا يزول بعد قضاء حاجتهم.

الرحمة بين العباد

وأضاف شيخ الأزهر أن العلماء أكدوا أنه لا توجد رحمة من البشر لغيرهم دون مقابل، فلا يمكن أن تكون مجردة كما هي عند الله تعالى، فحين يشعر العبد بألم الآخر أو بمشكلة الآخرين ويرحم هذا العبد ويبدأ في مساعدته ويشعر بالألم، فهو أيضا يتطلع إلى أن يوقف الألم المصاحب عنده والمترتب على تألم الآخر فكأنه يقضي حاجة الآخر في مقابل أن يوقف الألم الذي يشعر به هو نفسه، فهنا مقايضة، كأنه يدفع شيئا في مقابل الشيء، بينما الله سبحانه وتعالى لا ينطبق عليه أو لا يتصف بهذا لأنه يرحم دون مقابل ، ودون دفع أي شيء.

وأوضح الإمام الأكبر، أن اسم الرحمن لا ينطبق على العبد، ولكنه يستطيع أن يكون له نصيب من هذا الاسم في أنه يكون راحما يبسط رحمته على الناس، ويستشعر بينه وبينهم نوع من الأخوة والصلة المستمرة، بحيث لا يتوقف ذلك عند المؤمنين فقط؛ بل يوسع دائرة الرحمة والتآخي والشفقة والصلة بينه وبين الناس، مستشهداً بقوله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا».

تبادل المنافع والصلات 

وأضاف أن التعارف هنا تبادل المنافع والصلات، وما جاء في الحديث النبوي الصحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عقب صلاته: اللهم ربنا ورب كل شيء، أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة، موضحا أن كلمة العباد تشمل المؤمنين والكافرين والأعداء وغيرهم؛ بما يؤكد أن منطق الأخوة ومعناها يقتضي الرحمة بين العباد، وبخاصة الفقراء والمرضى، بمعنى إن كان مثلا ذا مال يواسي بالمال، وإن كان ذا جاه يواسي بالجاه، وهكذا بالعلم أو بالطب أو غيره، فالكل يرحم الآخر بما عنده.

وكشف الطيب، أن الإنسان ينبغي أن يكون رحيما حتى بالعصاة، من خلال أن يعلم أو يتدبر في أن المعصية تساوي المرض، وأن العصاة مرضى بهذا المرض، وأن موقف الإنسان الرحيم من المريض ومن المرضى هو موقف العلاج والرحمة، وليس التشفي أو التبكيت أو اللوم والعنف، مستنكرا الصياح الذي يحدث من بعض الدعاة في لوم العصاة وفي تقريعهم.

وأكد أن واجب الداعية أن يحمد الله سبحانه وتعالى أن عافاه من مرض المعصية، وأن يجتهد ليعالج العصاة من هذه المعاصي وكأنها أمراض تعالج وتداوى، وليس كأخطاء تستحق التبكيت واللوم والتعنيف.


مواضيع متعلقة