«فاتن أمل حربي» تجسد قصص آلاف النساء في المحكمة: دموع معاناة وانتظار

كتب: إسراء عبد العزيز

«فاتن أمل حربي» تجسد قصص آلاف النساء في المحكمة: دموع معاناة وانتظار

«فاتن أمل حربي» تجسد قصص آلاف النساء في المحكمة: دموع معاناة وانتظار

داخل محكمة الأسرة هناك جانب معتم تقف فيه مئات النساء يوميًا، بعدما انتهى بهن المطاف في المحاكم، وتحولت لجزء أساسي من يومهن، وأصبحن يعشن معاناة لا يشعر بها إلا من خاضها، اعتقادًا منهن أنه بعد الطلاق سيخرجن من السجن الذي كبح حريتهن لسنوات عديدة، حسب وصفهن داخل سجلات الدعاوى.

قضايا حقيقية نقاشها مسلسل «فاتن أمل حربي»

وتبدأ السيدات في مواجهة مشاكل جديدة تقابلهن يومًا تلو الآخر، ولكنهن تتفاجئن بعدد القضايا التي تقابلهن بعد الطلاق، والطريق الطويل الذي يسرن فيه برفقة أطفالهن، حتى تحصلن على حقوقهن، وناقش مسلسل «فاتن أمل حربي» في حلقاته الأولى، العديد من القضايا التي تعيشها المرأة، والصراعات التي تواجهها بعد الطلاق، وهناك العديد من الحالات داخل المحاكم تتشابه مع قصتها.

وعلى المقاعد المتهالكة داخل محكمة الأسرة تجلس العديد من النساء اللواتي جئن من أجل قضايا مثل الولاية التعليمية كورقة ضغط عليهن، وتهديد بعدم الإنفاق على الأطفال، وتجريد منزل الزوجية من العفش لمحاولة إذلالها للعودة له، وتقديم بلاغات سرقة في أقسام الشرطة، أو التعدي عليها بالسب والقذف، والاستعانة بشهود زور، لتعكير صفو حياتها بعد الطلاق.

داخل محاكم الأسرة نساء وأطفال صغار أحلامهم بسيطة، تحولت لصراعات خلال مطالبتهن بحياة متكاملة وهادئة، بعد أن سُرقت منهم المشكلات البيت الذي به أب وأم هم مصدر للحب وللأمان، ومن داخل محكمة التجمع الخامس وزنانيري والقاهرة الجديدة والعديد من المحاكم، التي لجأت لها نساء وأطفال صغار، للمناشدة بالقليل من حقوقهن، تحدثن عن قصصهم لـ «الوطن».

«آمال»: زوجي سحب ملفات الولاد واختفى

«آمال. نصرت» حضرت لمحكمة الأسرة بزنانيري لتحكي المعاناة التي صادفتها فور طلاقها، وهي إلحاق أطفالها بالمدارس، بعد أن حرم الأب أطفاله من التعليم وتعنت معها، واختفى قبل التقديم بأيام، علاوة على أنه سحب ملفاتهم من مدارسهم الخاصة، ليجعلها تعيش معاناة، وجعل مستقبل أولاده مجهول خاصة أن الوصول له كان صعبًا للغاية.

الزوج بعد الطلاق «فص ملح وداب» وبصوت يعلوه نبرات التوتر والقلق، قالت لـ «الوطن»: «بعد الطلاق بيومين راح سحب ملفات الولاد من المدرسة، واكتشفت أنه خطط لكده عشان كان واثق إن بعد يومين المدرسة هتقفل باب التقديمات، وبعد ما شفت الذل عشان أوصله عن طريق أهله اللي بيحرضوه على معاملتنا بكل قسوة وجحود، حسيت أنه فص ملح وداب وعرفت طريقه وتوسلت له أن يخرج الولاد من مشاكلنا، ووعدني أنه هيجي ويرجعهم قبل ما باب التقديمات يقفل، لكنه خالف وعده، وضيع السنة على عياله الاثنين».

حرم أولاده من السنة الدراسية

وأنهت «آمال» حديثها بأنها عانت بسبب قانون الولاية التعليمية الذي تصر العديد من المدارس على حق الأب في الولاية باعتباره حق أصيل، وأنها انتظرت تنفيذه لوعده، حتى لا يقابل طفلها الثاني نفس مصير شقيقه، فور بلوغه السن القانوني للالتحاق بالمدرسة، فتوجهت لمحكمة الأسرة، وأقامت ضده دعوى حملت لرقم 2464 لسنة 2021».

دينا: لدي 4 أطفال ولا ينفق عليهم

على سلم محكمة الأسرة بإمبابة، جلست «دينا. أ» وهي تنظر لأطفالها الـ4، بعد أن أحضرتهم معها حتى تشكو للقاضي من طليقها الذي أدعى أنه ترك عمله ولا يوجد معه أموال للإنفاق عليهم، وتجمدت عليه نفقة بمبلغ 35 ألف جنيه، ما جعلهم يتذوقون مرارة السؤال للغريب والقريب، وتندم على قرار طلاقها، بعد زواج دام 9 سنوات، حسب ما روّت لـ«الوطن».

تنهدت الزوجة الثلاثينية وقالت، إنها تزوجت منذ 9 سنوات، وأنجبت منه 4 أطفال، لكنها رفضت أن تُكمل معه حياتها بعد معرفتها بخيانته لها، وعندما واجهته لقنها «علقة موت» فأصرت على الطلاق، وبعد مراوغات كثيرة حصلت على الطلاق، وبدأ في تعكير صفو حياتها، ليضغط عليها لتعود له.

دينا: «قالي إنه ساب الشغل.. وأهله طردوها»

«أول شهر بعت النفقة وفضل يعامل الولاد حلو، ويتحايل عليا عشان نرجع، ولما رفضت بدأ يتعامل معايا بأسلوب قاسي أنا وولاده، وتاني شهر قالي إنه ساب الشغل ومبقاش معاه يدفع نفقة، ولما لجأت لأهله طردوني»، وفق حديث الزوجة.

وأنهت «دينا» حديثها لـ«الوطن» أنها أقامت ضده دعوى نفقة، حملت رقم 2464 لسنة 2021، لأنه امتنع عن سداد نفقة بمبلغ 35 ألف جنيه.

«يسرا»: طردني من البيت أنا وولادة بعد الطلاق

اتكأت برأسها على باب قاعة محكمة الأسرة بأكتوبر، وعينها تذرف الدموع، وترثي حالها على ما حدث معها، وباقتراب «الوطن» منها رددت كلمات حزينة، قائلة: «أنا مش عارفه أروح بولادي الـ3 دول فين، أنا بتنقل بيهم من عند أخ لأخ بعد ما أبوهم طردنا من الشقة، وباعها وتحجج إنها كانت إيجار، عشان تطلقت منه لما قرفت منه ومن إدمانه»، موضحة: جئت للمحكمة لأطالب بتمكيني من مسكن الحضانة.

«اتهمني بالسرقة عشان اتطلقت منه»

والتقطت طرف الحديث فتاة عشرينية تقف بالجوار، وجففت دموعها وقالت لـ «الوطن»: «أنا بقي بعد ما اتطلقت منه بحكم المحكمة، بسبب الهباب اللي كان بيشربه وبيبيعه، وخيانته ليا كل يوم قدامي، اتهمني بسرقة عربيته، و700 ألف جنيه من الخزنة، وعملي محاضر وجررني في الأقسام، وأخرتها قالي أرجعي عشان أتنازل، أديكي شوفتي أنا ممكن أعمل إيه».

وبعد تدخل العائلة أقنعوه بالتنازل عن المحضر، ولكنه ظل يلاحقها بالدعاوى الكيدية، ومؤخرًا امتنع عن إرسال النفقة، فجاءت للمحكمة وأقامت ضده دعوى نفقة، وقدرتها بمبلغ 23 ألف جنية شهريًا، وحملت الدعوى رقم 844.


مواضيع متعلقة