دار الإفتاء توضح حكم ختم القرآن الكريم كاملا في صلاة التراويح

دار الإفتاء توضح حكم ختم القرآن الكريم كاملا في صلاة التراويح
- صلاة التراويح
- قراءة القرآن
- الإفتاء
- دار الإفتاء
- ختم القرآن في رمضان
- ختم القرآن في صلاة التراويح
- صلاة التراويح
- قراءة القرآن
- الإفتاء
- دار الإفتاء
- ختم القرآن في رمضان
- ختم القرآن في صلاة التراويح
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا حول حكم ختم القرآن الكريم كاملا في صلاة التراويح، وأجاب على السؤال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، حيث تم إعادة نشر الفتوى على الصفحة الرئيسية للموقع الرسمي للدار، مشيرا إلى أنه استحبَّ الفقهاء أن يُختَم القرآنُ الكريم مرةً واحدةً في صلاة التراويح على الأقلّ، وما زاد فهو للأفضلية؛ ونصّ على ذلك أئمة المذاهب الفقهية المتبوعة.
ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح
وواصل جمعة حديثه عن حكم ختم القرآن الكريم كله في صلاة التراويح قائلا: فذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بسنِّيَّة قراءة عشر آياتٍ في الركعة الواحدة؛ ليحصل له ختم القرآن مرةً في الشهر، مع القول بإجزاء ما هو أقل من ذلك؛ وقال العلامة الكاساني رحمه الله في «بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع» (1/ 289، ط. دار الكتب العلمية): [يقرأ في كل ركعة عشر آيات، كذا روى الحسن عن أبي حنيفة، وقيل: يقرأ فيها كما يقرأ في أخفِّ المكتوبات وهي المغرب، وقيل: يقرأ كما يقرأ في العشاء؛ لأنها تبع للعشاء.
وتابع المفتي السابق: «وقيل يقرأ في كل ركعة من عشرين إلى ثلاثين؛ لأنه رُوِي أن عمر رضي الله عنه دعا بثلاثة من الأئمة فاستقرأهم وأمر أوَّلهم أن يقرأ في كل ركعة بثلاثين آية، وأمر الثاني أن يقرأ في كل ركعة خمسًا وعشرين آية، وأمر الثالث أن يقرأ في كل ركعة عشرين آية، وما قاله أبو حنيفة سُنَّة؛ إذ السنة أن يختم القرآن مرة في التراويح وذلك فيما قاله أبو حنيفة، وما أمر به عمر فهو من باب الفضيلة وهو أن يختم القرآن مرتين أو ثلاثًا وهذا في زمانهم» اهـ.
وهذا يجري على ما عليه عملُ المسلمين سلفًا وخلفًا، بما في ذلك المذاهب الفقهية المتبوعة من أنَّ صلاة التراويح عشرون ركعة.
دار الإفتاء ترد على سؤال ختم القرآن في التراويح
كما استشهد علي جمعة بما قاله الشيخ الدردير المالكي في الشرح الكبير (1/ 315): [نُدب للإمام (الخَتم) لجميع القرآن (فيها)، أي: في التراويح في الشهر كلِّه؛ ليُسْمِعَهُم جميعَه، (وسورة) في جميع الشهر (تجزئ)، وإن كان خلاف الأولى] اهـ، موضحا انه قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب شرح روض الطالب (1/ 201، ط. دار الكتاب الإسلامي): [فِعلُها -يعني التراويح- (بالقرآن) في جميع الشهر (أفضل من تكرير سورة الإخلاص) في كل ركعة مثلًا، قال ابن الصلاح: لأنه أشبه بالسنَّة] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في «المغني» (2/ 125-126، ط. مكتبة القاهرة): [فصل في ختم القرآن: قال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله فقلت: أختم القرآن، أجعله في الوتر أو في التراويح؟ قال: اجعله في التراويح؛ حتى يكون لنا دعاء بين اثنين. قلت: كيف أصنع؟ قال: إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع، وادع بنا ونحن في الصلاة، وأطل القيام. قلت: بمَ أدعو؟ قال: بما شئت. قال: ففعلت بما أمرني، وهو خلفي يدعو قائمًا ويرفع يديه. وقال حنبل: سمعت أحمد يقول في ختم القرآن: إذا فرغت من قراءة: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ [الناس: 1] فارفع يديك في الدعاء قبل الركوع. قلت: إلى أيّ شيء تذهب في هذا؟ قال: رأيت أهل مكة يفعلونه، وكان سفيان بن عيينة يفعله معهم بمكة. قال العباس بن عبد العظيم: وكذلك أدركنا الناس بالبصرة وبمكة. ويروي أهل المدينة في هذا شيئًا، وذكر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه] اهـ.
وأكد علي جمعة أنه على هذا جاءت كتابة المصحف وتقسيم آياته على صفحاته الستمائة؛ فإنَّ كَتَبَةَ المصحف جعلوا كل جزء عشرين صفحة على عدد ركعات التراويح؛ ليسهل القيام بجزءٍ كل ليلة، ويتمّ ختام القرآن بختام الشهر، وهذا ما التزمه مصحف مجمع الملك فهد.
واختتم جمعة الفتوى بقوله: وأول من كتب المصحف بهذه الطريقة هو علي بن سلطان القاري الحنفي المكي، والذي كان يكتب مصحفًا كل سنة، وأرسل بعض هذه المصاحف للخليفة العثماني بإستانبول، ثم شاع هذا النمط في المصاحف العثمانية عند طباعتها وعرف لدى المتخصصين بمصحف «الدار كنار» ووضعت مناهج تحفيظ القرآن بناءً على هذا، والله سبحانه وتعالى أعلم.