استشارى طب نفسى: لازم نتعامل معاهم طبيعى واستحضار تجارب الشفاء من المرض أمامهم ضرورة

استشارى طب نفسى: لازم نتعامل معاهم طبيعى واستحضار تجارب الشفاء من المرض أمامهم ضرورة
التعاطف سمة إنسانية، لكنه سلاح ذو حدين، به يمكن أن تجعل معنويات أحدهم تصل إلى عنان السماء، ومن خلاله أيضاً توارى روحه الثرى، بسبب كلمة أو تعبير، لذا عند التعامل مع مريضات السرطان عليك بالابتعاد عن أفعال بعينها، خاصة إذا كنت فى الدائرة المقربة، وهو ما تشير إليه الدكتورة هالة حماد، استشارى الطب النفسى.
شددت «حماد» على منع الأسئلة الكثيرة، وخصوصاً من الدائرة المحيطة بها، ومعرفة أى تفاصيل عن المرض، لأن هذا يقلّب الكثير من المواجع على مريضات السرطان، «بلاش يكون فيه صعبانيات فى الكلام زى يا عينى، قلبى، والكلام ده.. لازم نتعامل معاها طبيعى».
أمر آخر أشارت إليه استشارى الطب النفسى، وهو أن من يقدم الدعم يجب عليه أن يحكى حكايات إذا كان لديها استعداد للسماع، «حكايات انتصار ناس تانية كتيرة على المرض»، والأمر الرابع هو الإكثار من قول «هدعيلك»: «إحنا كشعب متدين مسلم أو مسيحى، دايماً إحنا بطبيعتنا بنلجأ لله، فبنقول هندعيلك هنصليلك، وإن ربنا هيكرمك، زى ما يكون بنديها كده دفعة ثقة بالله، ودفعة إيمان، وده بيفيد ناس كتيرة جداً»، مؤكدة أن الأبحاث العالمية أثبتت أن الإيمان يساعد الناس على التغلب على المرض والاكتئاب.
أكدت «حماد» ضرورة عدم إطالة وقت زيارة المريض، لأنه يحتاج إلى الراحة: «لأنه فيه ناس كتيرة بتيجى تزور، وده بيكون مرهق للمريض، فمهم جداً تكون الزيارة فترات بسيطة، ونشوف المساعدة إزاى بشكل عملى».
وعن أشكال الهدايا المقدمة، نصحت «حماد» بالابتعاد عن علب الشيكولاتة والورود الكثيرة كونها عديمة الفائدة: «ممكن نرجع زى زمان، اللى هو مبلغ فى ظرف، لأن الشيكولاتة الكتيرة مالهاش لازمة، وتهدر الوقت والأموال».
«يا عينى انتى صعبانة عليّا»، من أكثر الكلمات صعوبة على نفس المريضة، ولها بدائل أخرى تدخل السرور على قلبها مثل «أنا معاكى، ما تقلقيش، انتى مش لوحدك، ربنا معاكى، إحنا موجودين هنا، ما تخافيش»، ومدها بإحساس أن الجميع فريق عمل هنا لمساعدتها، وعليها طلب شكل المساعدة، ولا نفرض شكل مساندة عدا المساندة المادية، بحسب استشارى الطب النفسى.
«الزوج أو الحبيب أو الخطيب بيرجع لها ثقتها فى نفسها، بيحسسها حتى وهى مريضة إنه هو بيحبها، وبيقدرها»، نوهت «حماد» بأهمية مكانة الرجل فى حياة المرأة فى هذا التوقيت، والذى سيخبرها دائماً بأن المرض ليس عيباً، كما أنه مهما يحدث لا يقلل من جمالها أو حبها فى قلبه، كما عليه أن يؤكد لها حبه ويبرهن عليه، لأن تلك الأمور تمدها بالثقة فى النفس «عشان ما تحسش إنها خسرت حاجة».