بريد الوطن .. لن أغفر وسيتكفل الله بأمركم

بريد الوطن .. لن أغفر وسيتكفل الله بأمركم
فى يومٍ شديد البرودة، ربما برودة من نوعٍ خاص، كتلك التى تحتل الجميع يوماً ما فى فترات حياتهم فيفقدون الشغف، ويقررون الإفلات من قبضة الجميع، لا إنصات، لا تواصل، استيقظتُ للصلاة، ولم ألبث كثيراً فى حجرتى بعدما انتهيت، تصفحت إحدى الصحف، فقرأت قصةً لمست أوصالى، حتى تساءلت: كيف كنت وكيف أبليت؟ كيف ضعفت فى نهاية المطاف؟ ثم راودنى حديثٌ آخر عن نفسى، كى أستبيح حُرمة الوحدة، وأكسرُ كل ما هو مُعلقٌ بها وأردد بصوتٍ خفيض منَ المُؤسِف أنَّكَ لم تَحمنى يوماً، ثم يرتفع تدريجياً، وكأنى أريد أن يصل صوتى إلى أبعد ما يكون، ويسافرُ مع أول طائرٍ يغرد منَ المُؤسِف أنَّكَ لم تَحمنى يوماً، ولم تحمِ هذا الحُبّ الكبيرَ لك. من المُؤسف ترك ساحة القتال، والاختباء بأحد الكهوف. من العَارِ أن يَقتَل الناس بكَذباتِهم ما كانَ بينَنا، من العَارِ أن يُبدع الناس فى تحقيق رغباتهم على حساب الآخرين، من المُؤسف أنَّك اتَّبعتَ النَّاس وَنَسيتَنى.. اتَّبعتَ الكلَ فى أمرٍ غير محمود.. فاصبر، كما صبرت أنا، ولا تنسَ أن الله بالغ أمره، ثمَّ إنَّنى سأَنتظرُ ذلكَ اليَوم الّذى أَقفُ فيهِ أمامَ الله عز وجل، وَتَقفُ أنتَ بجانبى، وَمعنَا كلّ هؤلاء الَّذينَ فَرَّقوا ما بينى وَبَينَك، وَسَيتَكفَلُ الله بأَمرِكُم جميعاً، وَلن أغفِر.
أسماء عبدالخالق
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com