بريد الوطن.. شخصيات لا تُنسى.. «الشيخة وازنة»

كتب: الوطن

بريد الوطن.. شخصيات لا تُنسى.. «الشيخة وازنة»

بريد الوطن.. شخصيات لا تُنسى.. «الشيخة وازنة»

قِف يا زمان إجلالاً لهذه السيدة، التى نذرت عمرها للقرآن.. لقد وقفتُ مشدوهاً أمام سيرة امرأة سبقت زمانها، وتفرَّدت على نساء عصرها فى محيطها.. إنها السيدة «وازنة أبوخميرة».. ربما لم تسمع بهذه السيدة، لكنك ستُفاجأ بما قدمته لقرى منشأة القناطر.. فهيَّا بنا نطرقُ أبوابَ ذلك الزمان، راجينَ حُراسه السماح بالجلوس قليلاً فى حضرتها.

وُلدت الشيخة وازنة فى نهايات القرن الـ19 تقريباً، بـ«كفر حجازى بالجيزة»، وتعلَّقت بالقرآن مبكراً.. ثم سافرت إلى «طنطا»، لدراسة القرآن وعلومه.. كانت قُرانا فى هذا الزمان تعانى شُحاً فى التعليم، ونقصاً فى الوعى، ومع ذلك استطاعت «سيدة» أن تشق غُبار الظلام، لتعودَ وقد أصبحت عَلَماً من أعلام القراءات.

اتخذت «الشيخة وازنة» من نور القرآن بديلاً لنور عينَيها، فكان لها هادياً فى مجتمع ضربت الأمية بجذورها فى أعماقه. تلقَّى عددٌ من المشايخ القراءاتِ على يد الشيخة، أهمهم الشيخ إبراهيم أبوحَمَد، والشيخ ثابت أبوشعبان، والشيخ عبدالحسيب، فكانت أول من حمل راية القرآن بهذه القرى.. ذاع صيتُ «الشيخة»، وكانت متمكنةً.. فصيحة.. لا يجرؤ أحد يحلّ ضيفاً على المنطقة على تخطيها، بل يزورها مقبِّلاً ليدَيها معترفاً بسُلطانها.

عاشت «الشيخة» زمناً مباركاً، منصرفةً عن مُتعِ الدنيا، فقد عاشت «عذراء»، واتخذت من تلاميذها أبناءً.. رحم الله السيدة وازنة أبوخميرة، وأسكنها فسيح جناته.

رزق عبدالمنعم خليف 

يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة