على قديمه| محمد عبد الوهاب يحكي عن أصعب موقف في حياته: «مكنتش لاقي تمن الفطار»

على قديمه| محمد عبد الوهاب يحكي عن أصعب موقف في حياته: «مكنتش لاقي تمن الفطار»
- محمد عبد الوهاب
- نوادر
- الوردة البيضاء
- الموسيقى العربية
- محمد عبد الوهاب
- نوادر
- الوردة البيضاء
- الموسيقى العربية
عرفه البعض بـ«موسيقار الأجيال»، إذ قدم العديد من الألحان الموسيقية ذات الطابع العربي الأصيل، صاحب الثلاث زيحات، حيث تزوج المرأة الأولى في بداية مشواره الفني بسيدة تكبره بـ«ربع قرن»، أنتجت أول فيلم له وهو «الوردة البيضاء»، وانفصلا بعد الزواج بـ10 سنوات، إنه الموسيقار القدير الراحل محمد عبد الوهاب، إذ كان ذو صيت وشهرة بين الأمراء والملوك، وكان يُعتبر أحد الأركان الأساسية الخمس في الموسيقى العربية الحديثة.
كان للموسيقار محمد عبد الوهاب نوادر طريفة، كشفها خلال حواراته التلفزيونية والإذاعية وكذلك الصحفية من خلال كتابة مقالات في مجلة الكواكب، ففي حوار له في رمضان 1962، كشف عن موقف محرج تعرض له خلال إحدى رحلاته إلى العاصمة الفرنسية باريس، من أجل إحياء حفل، وحل عليه شهر رمضان ولم يّعد القاهرة، نفدت كل أمواله في باريس، ولم يتبق له سوى ورقة عبارة عن شيك ينتظر الصرف فقط، وهو ما كان يشعره بالاطمئنان.
عامل الفندق يضع موسيقار الأجيال في مأزق
أوصى محمد عبد الوهاب، عامل الفندق الذي كان يقيم فيه بالعاصمة الفرنسية باريس، بأن يوقظه مبكرًا من أجل أن يتمكن من الذهاب إلى أحد البنوك في الصباح لصرف الشيك، ثم ذهب لسريره وخلد إلى النوم، وليس معه سوى 20 فرانكا فقط، أي 10 قروش بالعملة الفرنسية، علما بأن الجنيه المصري حينها كان يقدر بـ200 فرانك.
كارثة وقعت على رأس الموسيقار محمد عبد الوهاب، إذ تأخر عامل الفندق في إيقاظه مبكرا كما طلب منه، فارتدى «عبد الوهاب» ملابسه مسرعا في محاولة منه للحاق بأي من البنوك لصرف الشيك قبل انتهاء مواعيد عملها لكنه فشل، ووصف هذا الأمر بـ«أعقد موقف مررت به في حياتي»، إذ كان في شهر رمضان ومن الضروري أن يتناول وجبة الإفطار، لكن ظل يفكر كيف يتمكن من الحصول على الوجبة وهو لا يملك أي أموال من الأساس.
عبد الوهاب يطلب وجبات عديدة في أحد المطاعم دون نقود
التجول بين مقاهي باريس كان وسيلة الموسيقار القدير؛ أملا في أن يجد صديقا يعرفه ليطلب اقتراض مبلغا من المال، أو يقوم بإفطاره إلى أن يتمكن من صرف الشيك في اليوم الذي يليه، لكنه فشل في أن يجد أيًا من أصدقائه على المقاهي، الأمر الذي جعله يتجه إلى أحد المطاعم بجوار مسجد باريس وهو مطعم شرقي يملكه أحد المصريين، وكانا يعرفان بعضهما البعض، وجلس على مائدة الإفطار وطلب الكثير من الأطعمة والوجبات، لكنه صُدم في النهاية.
المفاجأة التي صدمت «عبد الوهاب» هو أن صاحب المطعم لم يكن موجودًا، لكن كان على أمل أن يأتي صاحب المطعم ويراه ويحل مشكلته، فظل يتلكأ في تناول وجبة الإفطار كلما مر الوقت ولم يصل صاحب المطعم، حتى لفت انتباه كافة الحاضرين، فقام وقتها بالمناداة على كبير العاملين في هذا المطعم، وكان لحسن الحظ أنه مصري الجنسية، وحكى له ما مر به، وخلع الساعة والمعطف من أجل إعطائه للعامل رهن حتى يعيد له الأموال بعد صرف الشيك.
عامل المطعم ينقذ محمد عبد الوهاب
انبهر محمد عبد الوهاب، بكرم العامل المصري، الذي رفض أخذ معطفه أو ساعته بل قال له «حسابك مدفوع»، وساعده في حل أزمته، إذ أخذ العامل الشيك من موسيقار الأجيال وأعطاه قيمة هذا الشيك، على أن يقوم العامل بصرفه لكي يستطيع محمد عبد الوهاب أن يتحرك ومعه المال الذي يكفيه، لذلك شعر «عبد الوهاب» أن هذا العامل كان بمثابة طوق النجاة له، وأخذ موسيقار الأجيال مبلغ الشيك من العامل، وأعطى بقشيشا كبيرا لكل العاملين بالمطعم.