في ذكرى رحيلها.. تحية جمال عبدالناصر تروي كواليس ليلة ثورة «23 يوليو»

في ذكرى رحيلها.. تحية جمال عبدالناصر تروي كواليس ليلة ثورة «23 يوليو»
يوافق اليوم الذكرى الـ30 لرحيل السيدة تحية عبدالناصر، قرينة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والتي تزوجته في عام 1944، إذ بدأت قصتهما قبل ثورة 23 يوليو، وعاشا معا 18 عامًا بعد قيام الثورة، وأنجبا في هذه الفترة أبنائهما منى وهدى وخالد وعبدالحكيم وعبدالحميد، قبل أن يرحل «عبدالناصر» عام 1970، وفارقت «تحية» الحياة في 25 مارس عام 1992.
وتحدثت «تحية» في مذكراتها التي تحمل عنوان «ذكريات معه»، عن ليلة الثورة قائلة: «في صباح اليوم الثاني والعشرين من يوليو 1952، دخل «جمال» الحجرة وكان يلبس الملابس العادية القميص و«البنطلون» ولم ينم طول الليل، وظل جالسا في حجرة السفر يواصل عمله، مثل الليلة السابقة، حياني واستعد للخروج، واستبدل ملابسه بالملابس العسكرية وتناولنا إفطارنا سويا».
ليلة الثورة جمال اقترح علي اصطحاب الأولاد إلى السينما
وتابعت «تحية»: «خرج جمال ورجع عند الظهر، وتناول الغداء مع الضباط وظل معهم في الصالون وحجرة السفرة بعض الوقت، وبعد خروج الضيوف اقترح علي اصطحاب الأولاد منى وهدى وخالد، وإخواتي للخروج والذهاب إلى السينما خاصة أن الجو كان حارا».
وتقول زوجة الرئيس عبد الناصر الراحلة، إنها لبت هذا المقترح، وخرجت برفقة الأولاد للتمشية في الحديقة التي كانت موجودة بالقرب من قصر القبة، وعادوا جميعا إلى البيت قبل الساعة الثامنة مساء، إلا أنه خرج بمفرده بعد ذلك، ليعود نحو الساعة الحادية عشر مساء وهو يرتدي البلدلة العسكرية، فسألته عن وجهته، فرد عليها «عبدالناصر»، قائلا: «أنا لم أستكمل تصحيح أوراق الكلية الحربية، وسأذهب إلى الكلية لاستكمال التصحيح، ولن أعود هذه الليلة، وانتظريني على الغداء غدا».
سبب ضحك جمال عبدالناصر عند حديثه عن السادات
وتابعت في مذكراتها: «بعد خروج جمال، سمعت صوت طلقات كثيرة، وكانت الساعة حوالي 12 منتصف الليل، فبكيت، وشعرت أنها صادرة من ناحية قصر القبة- «قصر الملك»، وقلت لابد إن «جمال» من الذين يهاجمون القصر واستمريت في البكاء».
واستمرت الطلقات عشر دقائق ثم توقفت ثم عادت مرة أخرى، وبقيت «تحية» جالسة ولم تنم في هذه الليلة، وكانت تنظر من الشباك إلى الشارع كي تفهم ما الذي يحدث حولها: «قبل الساعة الثانية صباحا رأيت العربات المصفحة والدبابات والجيش، تمشي في الشارع بميدان مستشفى العسكري، وكان شقيقا عبدالناصر ساهرين أيضا في البيت، وقفزا من الفرح في ذلك الوقت، وأخبراني بأن زوجي قال إنه ذاهب لمهمة خطيرة، وتبادلا التهاني وقالا لي: افرحي، فقلت: أين جمال؟».
وفي الساعة السادسة والنصف صباح 23 يوليو 1952، سمعوا طرق على الباب، وكان الضيف هو ثروت عكاشة: «هنئنا على نجاح ثورة 23 يوليو، فقلت: أين جمال؟ فقال هو قريب منكم، موجود في القيادة العامة، وقالي اسمعي البيان في الراديو الساعة 7».
وفي الساعة التاسعة، حضر صف ضابط إلى المنزل، وأبلغ «تحية» أن جمال عبدالناصر بخير، وأنه لن يحضر وقت الغداء، وكان بيان نجاح الثورة يُذاع على مدار اليوم وحضر «جمال» في العاشرة مساء، وقال إنه سيبقى ساعتين ثم يعود إلى القيادة العامة.
وحكى الرئيس جمال بعدالناصر لـ«تحية»، حكاية ذهاب أنور السادات وزوجته إلى السينما في ليلة الثورة، وعودته من السينما وارتدائه البدلة العسكرية وانضمامه إليهم: «كان بيضحك وهو بيحكيلي عن أنور السادات».