في ذكرى ميلاد حارس الأهلي.. تفاصيل 3 عروض احتراف وجنسية أجنبية رفضها عادل هيكل

كتب: سيد المليجي

في ذكرى ميلاد حارس الأهلي.. تفاصيل 3 عروض احتراف وجنسية أجنبية رفضها عادل هيكل

في ذكرى ميلاد حارس الأهلي.. تفاصيل 3 عروض احتراف وجنسية أجنبية رفضها عادل هيكل

فارق والد عادل هيكل، الدنيا بعد ولادته بعامين، لكن النحاس باشا تولى رعايته، وكان أقاربه في الصعيد ينتظرون أن يدافع عن مقعد العائلة بمجلس النواب، لكنه اختار أن يحرس مرمى الأهلي، النادي الذي تعشقه والدته، ورفض لأجله 4 عروض احتراف وجنسية أجنبية، وظل مخلصا للقلعة الحمراء، وعاشقا لكرة القدم التي منحته النجومية، وجعلت منتجي السينما يتسابقون على الفوز بظهوره في أعمالهم، لكنه اكتفى بالمشاركة في 3 أفلام وكل عمل منهم كان له حكاية ومبرر يثير ضحك أسطورة حراس المرمى في إفريقيا لمدة ربع قرن.

مصطفى النحاس يمنح عادل هيكل المجانية في مراحل التعليم

محمد أحمد عادل هيكل الشهير بـ عادل هيكل، من مواليد 23 مارس 1934، وكان والده محاميا وعضوا في مجلس النواب عن دائرة مركز طما بمحافظة سوهاج، وهو ما كان سببا في نقل إقامته من الصعيد إلى القاهرة، وكان متزوجا من مصرية لها جذور تركية، وفارق الأب الحياة ونجله عمره عامين ونصف، وكان رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت مصطفى النحاس وهو من أصدقاء والده، فأصدر قرارا بمنحه المجانية التعليمية طوال مراحل دراسته، فالتحق بروضة قصر الدوبارة، وخلال مسيرته الدراسية حصل على عدة بطولات في دوريات كرة القدم بين المدارس، إلى أن اصبح لأعبا في النادي الأهلي وعمره 13 عاما، وتلقى عدة عروض للاحتراف خارج مصر، لكنه كان يرغب في استكمال دراسته الجامعية، والتحق بكلية الآداب قسم صحافة بجامعة القاهرة، واعتزل الكرة بعد تخرجه بعامين، وكان إجمالي ما تقاضاه طوال سنوات لعبه في الأهلي 500 جنيه.

قصة انتقال عادل هيكل للأهلي

كانت والدة عادل هيكل من عشاق النادي الأهلي، وأشد الداعمين لنجلها في ممارسته لكرة القدم، لكنها لم تتوقع أن يحرس عرين القلعة الحمراء في عمر 13 عاما، وقتها كان طالبا في مدرسة السعدية، وأسهم في حصول فريقه على كأس المدارس، فذهب مدرب الناشئين في الأهلي الكابتن حسين كامل لمتابعته، وقرر ضمة لناشئي النادي عام 1947، ولعب مع فريق الأشبال لمدة عامين، وانتقل بعدها للفريق الأول، ليخوض تحد جديدا أمام أسطورة حراس الأهلي عبدالجليل حميدة، والحارس الطائر لمنتخب مصر براسكوس، لكنه تمكن من إثبات تفوقه بفضل دعم ومساندة الكابتن مختار التتش.

عروض احتراف عادل هيكل

تصدر عادل هيكل دائرة الأضواء بأداء مبهر عام 1963، في مباراة النادي الأهلي، ضد نادي بنفيكا البرتغالي حامل لقب دوري أبطال أوروبا عام 1962، وانتهت المباراة لصالح الأهلي 3-2، ولعب أيضا أمام دوكلا براخ، وفاز الأهلي 1-0، وكان حارس الأهلي الشاب نجم المباراة، وتكرر الأمر أمام ردستار اليوغسلافي، وفلومينزا البرازيلي، وإيرابواتو بطل المكسيك.

تألق عادل هيكل كان سببا في عرض مدير نادي بنفيكا، على سكرتير الأهلي وقتها محمود لاشين، 50 ألف دولار مقابل انتقال الحارس الشاب لبطل أوروبا، لكن «هيكل» رفض هذا العرض، لأنه كان يرغب في البقاء في النادي الأهلي، واستكمال دراسته الجامعية في مصر، وبعدها سافر الحارس الشاب لقضاء إجازة 15 يوما مع خالته في العاصمة التركية أسطنبول، بناء على رغبة والدته، ووفقا لتصريحات تلفزيونية كانت والدته تعرف أنه خلال هذه الإجازة يحق له التوقيع لأي ناد آخر، فارادت أن يقضيها في تركيا لتضمن بقاءه في النادي الأهلي، لكن المفاجئة التي لم تتوقعها، أنه خلال الإجازة تلقي عرضا من جالاتا سراي، للعب للنادي التركي مقابل 4000 جنيه، وتمكينه من الحصول على الجنسية التركية، وحين علمت خالته بالعرض، طلبت منه العودة لمصر فورا، وقالت له إن والدته لن تسمح له بمغادرة مصر أو النادي الأهلي.

وبالفعل عاد، وطلبت منه عدم انتظار موعد طائرة العودة، واستبدال التذكرة على رحلة أخرى، فاتصل هيكل بكابتن فريق الكرة بالنادي الأهلي صالح سليم، وأبلغه أنه سيغير موعد تذكرة العودة لأنه يرغب في العودة قبل الموعد المحدد، لكن المايسترو رفض بشدة، وقال له «هتركب الطيارة اللي حجز لك فيها النادي»، وقرر الحارس الشاب الالتزام بتعليمات كابتن الفريق، واكتشف فور عودته أن الطائرة التي كان ينوي العودة عليها تعرضت لحادث وتوفي ركابها.

كان عادل هيكل يفضل البقاء في القلعة الحمراء، ورفض الكثير من عروض الاحتراف، منها العرض الذي قدمه مدرب منتخب البرازيل «فيولا» الذي واجه المنتخب المصري في مبارتين وديتين عام 1958، وشارك الحارس الشاب في المباراة الثانية، وحصد إعجاب الجماهير، فمنحه المشير عبدالحكيم عامر، وكان يتولي رئاسة اتحاد الكرة، مكافأة 50 جنيها، وقال المدرب البرازيلي عقب المباراة إن عادل هيكل، أحد أفضل الحراس العالميين، وعرض المساهمة في ضمه لفريق عالمي، وكان رد الحارس الشاب أنه يرغب في البقاء بالأهلي.

الألقاب التي حصدها عادل هيكل

انضم عادل هيكل للمنتخب في دورة ألعاب البحر ألمتوسط عام 1957 بإيطاليا، وكان احتياطيا للحارس براسكوس (اليوناني الأصل) الذي تعرض للإصابة، فحصل على فرصة عمره، وقدم أداء رائعا، وعقب نهاية البطولة استدعاه المشير عبدالحكيم عامر، ووعده بتأمين مستقبله في حال تألقه مع المنتخب، وظل الحارس الأساسي للأهلي والمنتخب عن جدارة، وحقق معهما العديد من البطولات، واختارته مجلة الألعاب الإفريقية التي كانت تصدر في باريس، ضمن أحسن 10 حراس مرمى أنجبتهم القارة الإفريقية من عام 1958 إلى 1983، واختير أحسن حارس مرمى في بطولة إفريقيا 1959 التي أقيمت بمصر، وأفضل حارس مرمى في بطولة البحر المتوسط 1963 في نابولي.

وحصل على بطولات مع الأهلي على المستوى المحلي 10 ألقاب دوري ممتاز، و6 ألقاب كأس مصر، وحصد مع المنتخب الوطني بطولة كاس الأمم الإفريقية الثانية عام 1959، وحصل على بطولة إفريقيا ألمؤهلة لنهائيات الدورة الأولمبية.

اعتزال عادل هيكل

أصيب عادل هيكل بخلع في كتفه الأيمن، وهي نفس الإصابة التي تعرض لها عقب ضمه لفريق الناشئين بالأهلي، لكن الإصابة هذه المرة دفعته لإعلان الاعتزال 1969، أي بعد عامين من حصوله على الشهادة الجامعية، وانتقل للإقامة في لبنان، وعينته جامعة بيروت العربية، مديرا للنشاط الرياضي والشبابي من سنة 1970 حتى 1981، وبعدها شغل منصب مدير عام نادي الجزيرة الإماراتي لمدة عامين.

تفاصيل أول ظهور سينمائي لـ عادل هيكل

ظهر عادل هيكل في ثلاثة أفلام هي «إشاعة حب» عام 1960، مع الفنانين يوسف وهبي وعمر الشريف وسعاد حسني، و«مذكرات تلميذة» عام 1962، مع الفنانين أحمد رمزي ونادية لطفي وحسن يوسف، و«حديث المدينة» عام 1964، مع الفنانين سميرة أحمد وشويكار، وفي كل فيلم منها كان يظهر بشخصيته الحقيقية باعتباره حارس مرمى النادي الأهلي.

المنتج جمال الليثي كان سببا في أول ظهور سينمائي لعادل هيكل، ذهب لاستقباله في المطار وكان عائدا من مباراة للنادي الأهلي في روما، وفور أن التقاه في المطار قال له (تعرف هند رستم) ورد حارس الأهلي لا، وظل المنتج يحكي له عن جمالها، ونجوميتها، ثم قال له (إيه رأيك.. هتبقي خطيب هند رستم في فيلم جديد) فوافق حارس الأهلي على الفور، وبدلا من أن يوصله صديقه للمنزل، ذهبا إلى الاستوديو، وصور عادل هيكل دوره في الفيلم، وحصل على 100 جنيه، وكان رقما كبيرا، خاصة أن إجمالي ما حصل عليه خلال مسيرته في القلعة الحمراء بلغ 500 جنيه، ورغم ذلك لم يؤثر عليه بريق السينما وأموالها، ورفض عروضا كثيرة للمشاركة في أفلام أخرى، لكن صداقته بفريق عمل فيلم (مذكرات تلميذة) كانت سببا في ظهوره الثاني سينمائيا، وحصل على 50 جنيها، وحين تلقى العرض الثالث قال للمنتج (أنا خايف تدفعوني فلوس المرة دي) وحصل على 50 جنيها، لكنه قرر عدم المشاركة في أفلام أخرى.

عادل هيكل يقرر استعادة المقعد البرلماني لوالده

شارك عادل هيكل عام 1984 في انتخابات مجلس إدارة النادي الأهلي بناء على رغبة المايسترو صالح سليم، وحصد أعلى الأصوات، وفي عام 2005 نقل إقامته لمنزل عائلته في سوهاج، وقرر استعادة المقعد البرلماني لعائلته، وترشح في انتخابات مجلس الشعب عن دائرة مركز طما، لكن لم يحالفه الحظ وخسر بفارق ضئيل عن منافسه، ورغم ذلك نفذ وعوده الانتخابية وأسهم في حل العديد من مشاكل، وظل فاعلا في أحداث رياضية وسياسية بمحافظة سوهاج، إلى أن فارق الحياة في 22 سبتمبر عام 2018.


مواضيع متعلقة