وداعاً ثقافة التبذير.. الادخار لتأمين المستقبل يبدأ بالتخلى عن الكماليات والرفاهية الزائدة

كتب:  أمنية سعيد

وداعاً ثقافة التبذير.. الادخار لتأمين المستقبل يبدأ بالتخلى عن الكماليات والرفاهية الزائدة

وداعاً ثقافة التبذير.. الادخار لتأمين المستقبل يبدأ بالتخلى عن الكماليات والرفاهية الزائدة

الرغبة فى الادخار من أجل تأمين مستقبل الإنسان الذى يمر بحالة من التقلبات التى قد لا يستطيع توقّعها أو تجنّبها تحتاج إلى الاستغناء شيئاً فشيئاً عن بعض الرفاهيات، لتكتشف بعد ذلك أنّ الأمر أكبر من مجرد التخلى المؤقت عن أمتعة وأشياء غير ذات قيمة، تستنزف الأموال والوقت.

«أبوحسين»: يمكن الاستغناء عن المقاهى والتدخين وهوس الشراء

وقال الدكتور طه أبوحسين، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إنّ الرفاهيات فى حياة الإنسان يمكن الاستغناء عنها، إذ يستخدم الإنسان الرفاهية فى أوقات التنفيس والراحة، وليس صحيحاً أن يعيش الإنسان فى رفاهية دائمة، فلابد أن يعيش الإنسان حالة من الجَلد والجدية حتى يُكافئ نفسه بأحد أساليب الترفيه.

وأضاف أنّ الإنسان فى المنطقة العربية دائماً يحرص على عيش الرفاهية، متابعاً: «الواحد لو تلاجته فضيت من اللحمة أو الفراخ بيحس إن الدنيا خربت»، مشيراً إلى أنّ هذا النهج لا يتفق مع هَدى الإسلام الذى أمرنا بالترشيد.

وأشار «أبوحسين» إلى أنّه دائماً ما يكون هناك حدٌّ لترفيه الشخص عن نفسه، محذّراً من الرفاهيات المُستهلِكة وتحولها من متغير إلى ثابت، فمثلاً يمكن للشخص الاستغناء عن الكثير من الأمور الحياتية والموجودة بالفعل فى منزله، إلا أنّه يفضّل أن يُنفق عليها الكثير من المال، كونها قُدّمت له بطريقة وافقت أهواءه.

ومن الرفاهيات التى يرى «أبوحسين» أن هناك إمكانية للاستغناء عنها، الجلوس على المقاهى خارج المنزل «الشاى والسكر والميه موجودين فى كل بيت»، بالإضافة إلى ضرورة الاستغناء عن التدخين، فبجانب كونه ضاراً على صحة الإنسان، فهو من المواد المستهلَكة التى تُفضى إلى العدم، ويقتطع بسببها المُدخن جزءاً كبيراً من أمواله، مضيفاً: «كمان فيه ناس بيبقى عندها بدلة واتنين وتنزل تشترى تانى، وواحد عنده عربية واتنين ويروح يشترى تانى، كل دى رفاهيات مالهاش لازمة».

«كشك»: سعر وجبة خارج المنزل يكفى أسرة عدة أيام

وقالت الدكتورة هبة كشك، أستاذ الاقتصاد المنزلى بجامعة المنوفية، إنّ الأسرة متوسطة الدخل عليها أن تتبنّى ثقافة الادخار وتنقلها للأطفال، وهناك الكثير من رفاهيات ومتع الحياة يمكن الاستغناء عنها، فمثلاً يمكنك الاستغناء عن أجهزة «اللابتوب» التى لا فائدة منها فى المنزل، والاكتفاء بجهاز واحد أو جهازين لتأدية الغرض، لأنّ هذه الأجهزة تعمل على استهلاك الكهرباء والإنترنت بشكل كبير.

وأشارت «كشك» إلى أنّه يجب التوقف عن تناول الطعام خارج المنزل، نظراً للتكلفة المرتفعة: «سعر وجبة واحدة ممكن يكفى عدة أيام»، وعدم اللجوء إلى شراء الملابس لأفراد الأسرة بشكل مبالغ فيه «لو عايز تغير شكل هدومك وتجدّدها ممكن تستغنى عن الشراء بالإكسسوارات»، كما يمكن للأسرة الاستعاضة عن الديكورات الحديثة للمنزل بصناعتها فى المنزل يدوياً، ترشيداً للاستهلاك.

«ده عليه Offer ورخيص»، هذه الجملة من أسوأ العادات التى حذّرت منها «كشك»، ودعت إلى ضرورة التخلص منها على الفور، سواء بهدف الادخار أو لا، إذ إنّ شراء الملابس والمتعلقات الشخصية، وحتى مستلزمات البيت بسبب وجود تخفيضات على أسعارها غير مُجدٍ على الإطلاق، ولا يُعد توفيراً فى سعرها، ولكنه يعتبر تحميلاً زائداً عن الاحتياجات، لأنك لا تقوم بشراء أمر تحتاج إليه، لكنك تتسوق وتشترى حتى تحصل على الخصم، وهو ما يجبرك على اقتناء أشياء قد لا تستخدمها أبداً.

وأوضحت أنّ الادخار والاستغناء عن الرفاهيات، أصبح ضرورة تفرضها الظروف الاقتصادية العالمية، لأنّ التوفير فى استخدام الطاقة وترشيد استخدام الطاقة الكهربائية والمياه سوف يوفر لأصحابه نسبة من الدخل بالإمكان ادخارها، والترشيد فى تغيير السلع، مثل السيارات والأدوات الكهربائية والأثاث عن طريق حُسن استعمالها والمحافظة عليها وصيانتها، مما يسهم بشكل كبير فى ادخار نسبة من الدخل الأساسى «طول ما إحنا عندنا ثقافة أن كل حاجة مُجابة وهاجيب الحاجة وهارميها مش هاقدر أربى أطفالى على التوفير والترشيد».


مواضيع متعلقة