في ذكرى ميلاد «ماما مايسة».. أسرار المملكة الخاصة لـ سعاد نصر
في ذكرى ميلاد «ماما مايسة».. أسرار المملكة الخاصة لـ سعاد نصر
- المسرحية
- الفنون
- معهد الفنون
- الثانوية العامة
- كالوريوس
- المسرحية
- الفنون
- معهد الفنون
- الثانوية العامة
- كالوريوس
لعبت الصدفة الدور الأبرز في حياة سعاد نصر وفي واقعة وفاتها، دخلت معهد الفنون المسرحية لأن مجموع درجاتها في الثانوية العامة لم يؤهلها للالتحاق بأي كلية، قررت دراسة النقد واقنعت أهلها بأنها ستصبح صحفية، لكنها اصبحت ممثلة، ارادت تقديم أدوارا تراجيدية، لكن كرم مطاوع أختار لها أدوارا كوميدية، احبت السينما، لكنها تعترف بأن ما قدمته في السينما أغلبه أفلام مقاولات، لجأت لمسرح الدولة، واستقالة منه سريعا لتتفرغ للمسرح الخاص، ورغم أنه منحها الأضواء.. إلا أنه تسبب لها في الكثير من المشاكل والقضايا، وتسبب في أن تكون علاقتها بالتلفزيون مضطربة رغم أنه منحها النجومية.
سعاد نصر دخلت الفن بسبب مجموع الثانوية العامة
كانت سعاد نصر حالة خاصة في تاريخ الفن، طيف عابر تتمتع صاحبته بخفت ظل غير عادية، هي من مواليد 12 مارس 1953، حصلت على الثانوية العامة بمجموع 51.5% وفق تصريحات تلفزيونية، لكن عائلتها كانت تصر علي أن تحصل ابنتهم على شهادة عالية، فنصحها أصدقاؤها بدخول المعهد العالي للفنون المسرحية، لأنه يمنح شهادة بكالوريوس، وعرفت أن من بين الأقسام المتاحة وقتها «الديكور، والنقد، والتمثيل» واختارت النقد لتؤهل نفسها للعمل كصحفية في مجال الفنون، واخبرت أهلها بهذا الأمر، فوافقوا على الفور، لكن المفاجئة أنها لم تتمكن من الالتحاق إلا بقسم التمثيل، ولم تخبر أهلها بذلك سوى في السنة النهائية، وقبل التخرج بأيام قليلة عام 1975.
داخل معهد الفنون المسرحية، اختارت سعاد نصر تقديم الأدوار التراجيدية، وظلت لعامين دراسيين تلتزم بهذه النوعية من الأدوار، لكن كرم مطاوع وسمير العصفوري وكانا من أساتذة المعهد نصحاها بتقديم الكوميديا، ومن باب تشجيعها، استعانا بها في هذه النوعية من الأدوار في الاعمال التي كانا يقدمانها بالمسرح الخاص ومسرح الدولة، لكن الممثلة الشابة كانت تخشي من هذه الأدوار لاعتقادها أن السيدات حظوظهن في الكوميديا صعبة، ولن تجدن من يكتب لهن أدوار جيدة، وكتاب هذا الوقت كانوا يعتبرون المرأة مجرد سنيد للرجل، ولم يكن هناك من يؤمن بقدرة الكوميدينات على منافسة الرجال على بطولة عمل مسرحي أو سينمائي.
اعترافات سعاد نصر عن علاقتها بالسينما
ظلت سعاد نصر تحلم بالعمل في السينما، لكنها تعترف بأن أغلب الأعمال التي قدمتها على الشاشة الذهبية كانت أفلام مقاولات، وقالت «عملت فلمين مقاولات زي الزفت، كانت مرحلة، كلنا بنعدي عليها، أنا بحب السينما، لما فيلم ييجي بعد سنين، أكيد مش هرفض، لكن ارجع اعيط سنتين»، لكنها أدركت بمرور الوقت أن الفنانات الكوميديات لديهن مشكلة مع السينما، خاصة أن سهير البابلي التي كانت تعتبرها أسطي الكوميديا بالنسبة للفنانات ظلت بعيدة عن السينما فترات طويلة، وحين بحثت في تاريخ فنانات الكوميديا أدركت أن التاريخ يسجل ندرتهن، وأنهن مسجونات في أدوار السنيد للرجل، وهو ما جعلها تتقبل أن يكون ظهورها على الشاشة الذهبية عبر فيلم أو اثنين كل عامين، وحرصت أن يكون هذا الظهور مميزا، ومع مخرجين لهم تاريخ فني مثل محمد خان وعلى عبدالخالق ويوسف شاهين.
المسرح أصبح الاختيار الأول لـ سعاد نصر، لكن معاركها مع الرقابة في هذا المجال لم تنته، لدرجة أنها اصبحت معروفة باسم «سعاد نص» تعبيرا عن تكرار خروجها عن النص، وتحويلها للتحقيق، وإلى القضاء أحيانا، بتهمة الخروج على النص خلال العروض المسرحية، لكنها حصلت على البراءة في كل القضايا، وكانت دائما تتمسك بأنها لا تهو الخروج على النص، لكنها تستخدم حقها كفنانة متخصصة في المسرح في تكملة رسالة العمل، لأنها تعتبر استمرار العرض المسرحي لشهور وسنوات أحيانا يفرض على الممثل تحديث النص بما يواكب مستجدات المجتمع، دون اسفاف أو ألفاظ خارجة.
سر استقالة سعاد نصر من مسرح الدولة
مسرح الدولة كان من قدم سعاد نصر للجمهور، وكانت ضمن المعينين في فرقه، لكنها استقالت، وتفرغت للعمل في مسارح القطاع الخاص، هربا من فكرة الوظيفة، لكنها فوجئت حين شاركت في مسرحية «فوت علينا بكره» على مسرح الدولة أن اجرها 82 جنيه، بناء على اخر أجر حصلت عليه قبل استقالتها، لذا تفرغت للعمل في مسرح القطاع الخاص الذي منحها البطولة وأضواء النجومية.
ارتبطت سعاد نصر بالكوميديا في مواجهة الجمهور، وفي حياتها الخاصة ايضا، فهي تستيقظ من نومها بصعوبة، وعادة ما تستغرق الوقت في حالة الكسل الذي تعتبره لذيذا، ولا تنكر أنها حين تستيقظ تشعر بالرغبة في النوم مرة أخري، وتظل تقنع نفسها بضرورة الذهاب للتصوير، وتعترف أنه في حال عدم ارتباطها بالتصوير تفكر في خداع زوجها وطفليها «طارق وفيروز» حتي تتهرب من دخول المطبخ.
يوميات سعاد نصر بعيدا عن الأضواء
كانت سعاد نصر منظمة جدا، أول شيء تفعله بعد استيقاظها من النوم هو شرب مياه ساخنة لتحافظ على رشاقتها، بعدها تتناول مشروب ساخن، وتذهب إلي عملها، وفي ايام الإجازة، كانت تبدأ يومها من المطبخ، وكان معروف عنها أنها لا تحب غسالة الأطباق، ولا تحب الموبايل، وأفضل أيام حياتها حين تهرب من عائلتها، لتقيم بمفردها لمدة يومين، في شاليه صغير تمتلكه بالإسكندرية، وكان بدون تليفون أو اي وسيلة تواصل، كما أنها كانت تعتبر أكثر لحظات حياتها متعة هي التي تجمعها بنجلها أو زوجها خلال وصلة تمشية صباحية أيام الإجازة، وكانت ترفض أن تمارس هذه الهواية في النادي، وتصر أن تكون تمشية على النيل، تجمع بين الرياضة والفضفضة بالكلام، خاصة أنها تحب النيل، وأفضل ذكرياتها معه، رحلة بمركب من القاهرة لمحافظة بني سويف، ظلت خلالها لمدة يومين تستمتع بالأكل والنظر للنيل.
كانت أهم أمنية لـ سعاد نصر أن يصبح المجتمع المصري منظم في مختلف أنشطته، الناس تصحو صباحا لتذهب لعملها، والأطفال يروحوا المدرسة، ويناموا على 8 مساء، والاباء يقتنعوا بتنظيم الأسرة، بدلا من أن تمتلئ الشوارع بالأطفال، والأهم أن يتمكن المجتمع من القضاء على ظاهرة الإرهاب، وكانت تعتبر إن أفضل وسيلة لتحقيق هذا الأمر هي اصدار أحكام بإعدام الإرهابيين في ميادين عامة، كان تقول، نفسي يعدموا 2 إرهابيين في ميدان العتبة و2 في ميدان التحرير، و2 تحت بلكونة منزلي في المهندسين.
السيرة الذاتية لـ سعاد نصر
تنوعت أعمال سعاد نصر على شاشة التلفزيون وميكرفون الإذاعة وخشبة المسرح، وكانت انطلاقتها مع فيلم «الغيرة القاتلة» 1982 وقدمت بعده أفلاما أخرى ابرزها: «المتوحشة، وحدوتة مصرية، وهنا القاهرة، وبيت القاضي، وصايع بحر، وعلي سبايسي»، وكان لها حضور مميز عبر مسلسلات ابرزها: «جحا المصري، الكابتن جودة، وهند والدكتور نعمان، ورحلة المليون، والليل وآخره، ويوميات ونيس»، والأخير كان سببا في ارتباطها بأذهان الجمهور بدور ماما مايسة، كما شاركت في العديد من الأعمال المسرحية الرائعة، منها على سبيل المثال: «البحث عن وظيفة، وأنا وهي والكمبيوتر، وتكسب يا خيشة، وجوز ولوز، الهمجي».
الصدفة لعبت دورا في أن يكون مشهد رحيل سعاد نصر دراميا، بعد أن دخلت في غيبوبة بسبب جرعة تخدير زائدة تلقتها حينما أجرت عملية شفط دهون، وبعدها فارقت الحياة يوم 5 يناير 2007.