«عم خالد» يعول أسرته من العمل على الرصيف: «25 سنة ببيع الكتب»
«عم خالد» يعول أسرته من العمل على الرصيف: «25 سنة ببيع الكتب»
بملابس مهندمة ووجه بشوش وابتسامة هادئة، يجلس «خالد» البالغ من العمر 53 عاما على أحد الأرصفة المواجهة لجامعة كفر الشيخ، وأمامه مجموعة مختلفة من الكتب التي لها زبائنها، فمنذ كان صغيرا أحب القراءة بشدة وتحولت من هواية إلى عشق خاص، ليقرر أن يوهب نفسه لتثقيف الشباب بأسعار لا تُقارن.
«من صغري وأنا بحب القراءة ولما كبرت شوية أبويا قالي حكمة أن القراءة حتى لو أنت مش مكمل تعليمك هتفيدك كتير، فقررت أشتغل بياع كتب ومنها اقرأ علشان أقدر أساير الزبون وأرد عليه مش مجرد بياع وبس».. بتلك الكلمات تحدث خالد كمال ابن محافظة كفر الشيخ عن حبه للكتب والثقافة رغم استكمال تعليمه.
«خالد» تعلم الإنجليزية والفرنسية لأجل الزبائن
يستيقظ الرجل الخمسيني مبكرا، ليبدأ مهام عمله باستقبال «كراتين الكتب» من الموقف، إذ تأتي له من القاهرة: « بصحى الساعة 6 الصبح علشان أستقبل الكتب اللي بطلبها من القاهرة، وبعدين أجيبها وأفرشها على الرصيف»، تمثل «فرشة الكتب» مصدر الرزق الوحيد لـ«خالد» إذ يعمل ما يقرب من 10 ساعات يوميا ولكنه لا يهتم كثيرا بالوقت كونه يقضيه في شيء يحبه.
يبيع الرجل الخمسيني كافة أنواع الكتب بمختلف اللغات مثل العربية والإنجليزية والفرنسية، وأيضا تاريخ وحضارة وعلم نفس وتنمية بشرية: «عندي كل أنواع الكتب، والأكثر مبيعا هي التنمية البشرية، والشباب مؤخرا بدأوا يهتموا بالقراءة وأنا فرحان بيهم»، بحسب حديث «خالد» لـ«الوطن».
أسعار الكتب من نصف جنيه إلى 30 جنيها
حاول الرجل الذي لم يستكمل تعليمه معرفة اللغتين الإنجليزية والفرنسية ليستطيع التعامل مع زبائنه: «عرفت الإنجليزي والفرنساوي بالشكل كدة ومن كثرة الممارسة، علشان أقدر ألبي احتياجات الزباين خاصة الطلبة والأساتذة، وبقيت عارف أسماء الكتب وأشكالها، فالناس فاكرة إني بتكلم اللغتين من كتر ثقافتي فيهم»، تبدأ أسعار الكتب من نصف جنيه إلى 30 جنيها، على الرغم من ارتفاع أسعارها في المكتبات الخارجية:«الأسعار بتبدأ من نص جنيه وأغلى كتاب عندي بـ30 جنيه رغم أن الكتب دي تعدي الـ100 جنيه بره في المكتبات، لكن أنا ربنا بيراضيني وبعمل كدة علشان نفسي الشباب يتثقف، وأحيانا ببيع للطلاب من غير فلوس».
