أخطر محطات الحرب الأوكرانية.. «خاركوف» معركة مدينة العقول النووية

أخطر محطات الحرب الأوكرانية.. «خاركوف» معركة مدينة العقول النووية
- خاركوف
- خاركيف
- روسيا
- أوكرانيا
- المظلات الروسية
- الأزمة الروسية الأوكرانية
- خاركوف
- خاركيف
- روسيا
- أوكرانيا
- المظلات الروسية
- الأزمة الروسية الأوكرانية
خاركوف أو خاركيف، اسمان لمدينة واحدة الفارق بينهما حرف، لكن هذا الحرف يشكل عقدة كبيرة بين روسيا وأوكرانيا، تجعل من هذه المدينة، أخطر محطات الحرب الحالية، أول مدينة تسيطر عليها قوات المظلات الروسية، وأول مدينة طرح اسمها في المفاوضات بين طرفي الحرب في بيلاروسيا، وأول مدينة تعلق بها قلوب العرب خلال الحرب، فما هو تاريخ هذه المدينة وحاضرها؟ الذين يمنحانها كل هذه الأهمية.
مدينة الأخوة الأعداء
خاركيف بالأوكرانية، وخاركوف بالروسية، ثان أكبر مدن أوكرانيا من ناحية المساحة وتعداد السكان، وأكبر مركز صناعي وعلمي وثقافي، تأسست في القرن السابع عشر، وبقيت عاصمة لأوكرانيا حتى مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي، شواهدها من هذا التاريخ 500 نصب تذكاري، تجعل ساحاتها ميادين تجمع الأخوة الأعداء، فهي تضم مثلا تمثال لأشهر شعراء أوكرانيا (تاراس شفتشنكو)، ويعتبره سكان المدينة الموالين لأوروبا، رمز الثورة والتمرد ضد قياصرة روسيا، وعلى الجانب الآخر، كانت المدينة تحتفي بتمثال فلاديمير لينين، رمز ارتباطهم بروسيا، وتعزيز مكانتهم داخل الاتحاد السوفيتي، هنا يعيش السكان حائرون بين تمثالين.
مدينة العقول النووية
عرفت مدينة خاركوف ناطحات السحاب قبل العاصمة الجديدة كييف، وتحظى بقائمة من المتاحف، والمسارح، وقاعات العرض، وشبكة أنفاق مترو بفنون معمارية روسية، لكن أبرز ملامحها، كونها أكبر مدينة طلابية، إذ تضم 20 معهد تعليم عالٍ متنوعة التخصصات، بين المدنية والعسكرية، وهذا جعلها قلعة صناعية متخصصة في الآلات الزراعية والإلكترونيات، وإنتاج الدبابات، ومستلزمات محطات الطاقة النووية، وتوربينات محطات الطاقة المائية والحرارية والنووية، وتصنيع الطائرات متعدد الأغراض، وواحدة فقط من كتيبة الجامعات، هي الجامعة الوطنية للعلوم التقنية التي تأسست عام 1885.
وأصبحت أول معهد تقني في المحافظات الأوكرانية، التي كانت في ذلك الوقت جزء من الإمبراطورية الروسية، ويدرس فيها حاليا أكثر من 22 ألف طالب، منها 2400 طالب أجنبي من مختلف دول العالم، وللجامعة اتفاقيات لتبادل الطلاب مع جامعة ماغدبورغ (ألمانيا)، جامعة كلاغنفورت (النمسا)، وجامعة ليون (فرنسا)، جامعة ميشستكيم (هنغاريا)، جامعة بترولنشسكم (رومانيا)، وجامعة أنتويرب (بلجيكا)، وجامعة ايوا (الولايات المتحدة الأمريكية)، جامعة مانشستر (المملكة المتحدة)، جامعة انهوى للتكنولوجيا (الصين)، والجامعة التقنية في هامبورغ (ألمانيا).
الحرب الأوكرانية في خاركوف
بدأت روسيا عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا في ليل الرابع والعشرين من فبراير، وكانت «خاركوف» ضمن قائمة الأهداف الأولية لنيرانها الصاروخية، وفي المقابل حظيت المدينة باهتمام بالغ من الدفاعات الجوية الأوكرانية، لكن في 2 مارس، انتقلت ساحة المواجهة من سماء المدينة إلى أراضيها، وتمكنت عناصر المظلات الروسية من السيطرة على المدينة سريعا، لكنها عادت وخرجت منها واكتفت بتطويق حدودها الشمالية والغربية، فما السبب؟
مفاوضات الدول العربية من أجل خاركوف
في كل بلدٍ عربي، كان هناك عشرات الحكايات عن طلابها العالقين في خاركوف، المغربي عزيز، طالب الطب العائد على طائرة الخطوط الملكية المغربية من العاصمة السلوفاكية براتسلافا، التونسي وسام زيتون طالب الهندسة العائد عبر رحلة إجلاء نظمتها سفارة بلده من بولندا، ومثلهم العشرات في الإمارات والجزائر والكويت، ومصر، وهذه الدول دخلت سفاراتها في مفاوضات مباشرة مع طرفي الحرب لتأمين خروج طلابها.
وشكلت هذه الدول، مبادرة جماعية للاتفاق على ممر آمن لكل المدن الأوكرانية، دون تحديد أماكن الممرات أو المدن المستهدفة، وفي اليوم السابق لإبلاغ الروس بهذه المبادرة، توفى 5 طلاب ينتمون لـ5 دول في مشاجرات متفرقة على أيدي مواطنين مسلحين في خاركيف، فجرى إنزال قوات مظلات روسية في المدينة المحتجز فيها أكبر عدد من الطلاب الأجانب، وبعد يومين خرجت القوات من المدينة، واكتفت بمراقبة حدودها وتأمين عمليات إجلاء المدنيين.
خاركوف على مائدة المفاوضات الروسية الأوكرانية
في أولى جولات المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في بيلاروسيا، طالب ممثلو الجانب الروسي، بفتح ممر آمن لخروج الطلاب الأجانب من مدينة خاركوف، وفي الجولة الثانية للمفاوضات تكرر نفس الطلب، وبالتزامن مع انطلاق هذه الجولة من المفاوضات الجمعة الماضية، جاء تصريح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، بأن القوميين المتطرفين في أوكرانيا، يعدون لاستفزازات في خاركوف.
وأكد أنهم نصبوا شبكات دفاع جوي محمولة داخل وحدات سكنية، على أمل أن يأتي الرد الروسي، فيصورون ما يجري بأنه استهداف للمدنيين، وتكررت مناشدات الروس بشأن الممرات الآمنة، وجاء الرد بعد يومين عبر تصريح عضو الوفد الأوكراني بالمفاوضات البرلماني دافيد أراخاميا، عن أمله بأن ينظم اليوم الأحد، ممر إنساني لإجلاء المدنيين عن مدينة خاركوف.
خاركوف أو خاركيف، أصبحت ساحة لمعركة فاصلة، فهي الهدف التاريخي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والدرع الأوروبي الأخير للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكلاهما يعرف تاريخ هذه المدينة مع الحروب، خاصة في الحرب العالمية الثانية، التي حملت فيها المدينة اسم 4 معارك غيرت مسار الحرب، وكل واحدة منها سبقها عملية أكبر، فمثلا معركة خاركوف الثانية كانت مسبوقة بمعركة موسكو، ومعركة خاركوف الثالثة كانت مسبوقة بمعركة ستالينغراد، ومعركة خاركوف الرابعة والأخيرة كانت مسبوقة بمعركة كورسك، وكان كل انتصار في خاركوف يعني هجوم آخر للمنتصر.