«عاشور قلب الأسد».. مكوجي رجل منذ نصف قرن وزباينه «عُمد» كفر الشيخ

«عاشور قلب الأسد».. مكوجي رجل منذ نصف قرن وزباينه «عُمد» كفر الشيخ
- كفر الشيخ
- مكوجي رجل في كفر الشيخ
- مكوجي رجل
- مكوجي
- الشغل مش عيب
- كفر الشيخ
- مكوجي رجل في كفر الشيخ
- مكوجي رجل
- مكوجي
- الشغل مش عيب
في محل صغير لا تتعدى مساحته المترين، رجل عجوز منحني الظهر، يضغط برجله على مكواه حديدية، يعيد ترتيب الملابس وهندمتها، محتفظًا بمهنة دثرتها الوسائل الكهربائية الحديثة.
عبدالمنعم متولي بسيوني، 72 عامًا والشهير بـ«عاشور قلب الأسد»، يحتفظ لا يزال بمهنة الأجداد، ينتظر زبائنه من هواة الـ«مكواه الرجل»، ويمتلك سيرة تزيد على 51 عامًا في «كي ملابس» المحافظين والسكرتير العموم بمحافظة كفر الشيخ، ليستطيع توفير نفاقته الشخصية ومصروفات علاجه، بعدما تزوج كل أبناؤه وتركوه وحيدًا.
كان موظفا وأبناؤه تزوجوا وتركوه
«كنت موظفًا في ديوان عام المحافظة، كل شغلتي أكوي هدوم المحافظين والسكرتير العموم، ولما خرجت معاش فكرت أفتح محل للمكواه الرجل، علشان هي شغلانتي وعلشان أصرف على نفسي وعلاجي بعدما تزوج أبنائي وتركوني، وعلشان ممدش أيدي»، هكذا يلخص عم عاشور قصته لـ«الوطن»، مؤكداً أنه لا زال متمسكًا بمهنته رغم أنها تواجه الاندثار.
«المكواه الرجل مش بتكوي غير الجلاليب»
يستيقظ الرجل السبعيني من نومه في الصباح الباكر، يتناول إفطاره ثم يتوجه لمحله الصغير منتظرًا زبائنه: «بصحى بدري أفتح المحل وأنتظر الزباين، مبقاش فيه إقبال زي الأول؛ لأن المكواه الرجل مش بتكوي غير الجلاليب، لكن البنطلونات الجينز والقمصان لا، والقرش اللي بيطلعلي بحمد ربنا عليه وبصرف على نفسي منه بجانب المعاش».
المكواه عبارة عن قطعة حديد تزن 15 كيلوجراما، مزودة بقطعة خشبية، وبابور جاز وبرميل حديد، يستخدمهم عم عاشور في كي الملابس بالرجل.
الرجل السبعيني: استخدم رجلي في الذق وبوقي في البخ
الرجل السبعيني يسرد تفاصيل العامل الشاق حتى على الشاب بقوله: «المكواه تقيلة 15 كيلو وبتضطر اشتغل بيها لأن مهنتي قايمة على البخ والذق، وبعمل نفس بالبابور الأول علشان يوصل جاز للبرميل ومنه للمكواه، وببدأ استخدم رجلي في الذق وبوقي في البخ، وأكوي الهدوم علشان تطلع مظبوطة».
يختلف كي الملابس بالمكواه الرجل عن المكواه الكهربائية، وفقا لعاشور: «المكواه الرجل أفضل في كي الملابس من الكهربائية، الهدم مش بتتكسر ولا بتتكرمش، علشان كدة العمد والمشايخ بقوا زبايني بعد المحافظين، كي الرجل بيحافظ على الجلابية وقت طويل».
أمنية «عاشور قلب الأسد»
لا يتمنى العجوز سوى الستر والصحة، وأن يساعده بعض المحافظين الذين عمل معهم: «نفسي اللواء أحمد عابدين رئيس العاصمة الإدارية يساعدني، دا آخر محافظ اشتغلت معاه، وبتمنى الصحة من ربنا، ومعرفش أقعد رغم إني تعبت، بس عاوز المحافظين يساعدوني».