أشهر بيت خدمة في السيدة زينب: «بيوزع أكل على الغلابة من 20 عاما»

كتب: حبيبة فرج

أشهر بيت خدمة في السيدة زينب: «بيوزع أكل على الغلابة من 20 عاما»

أشهر بيت خدمة في السيدة زينب: «بيوزع أكل على الغلابة من 20 عاما»

يمتاز حي السيدة زينب بكثرة المشاركين في تقديم الأعمال الخيرية المختلفة، لنيل رضا الله عز وجل، ولا سيما في ذكرى مولدها العطرة، إذ يتوافد الآلاف من جميع أنحاء البلاد، في هذا التوقيت من العام لزيارة مسجد السيدة زينب وإحياء ذكراها، فتجد العديد من مقدمي الخدمة، منتشرين في كل ركن من أركان محيط المسجد، سيرًا على نهجها في الإكرام، فكانت رضي الله عنها تكرم كل من مر بديارها.

مأوى محبي «أم العواجز» منذ 20 عامًا 

وفي حارة المونجي، المقابلة لمسجد السيدة زينب، يقع واحد من أكبر وأقدم العقارات الموجودة في الحي، التي يمكث فيها مقدمو الخدمات التطوعية المختلفة لزائري المسجد؛ في وقت مولد السيدة زينب رضي الله عنها، التي تعرف باسم «بيوت الخدمة».

جيل يسلم جيلًا والخدمة مستمرة

صاحب العقار هو الحاج محمد الرفاعي رحمه الله، وهو صاحب أحد محال الكباب بالمنطقة، ويقع في نفس الحارة، واستلم «الحاج إبراهيم الرفاعي» مسؤولية العقار والمحل منذ وفاة «محمد الرفاعي»، استكمالًا للمسيرة الطيبة التي بدأها.

يحكي «إبراهيم الرفاعي» لـ«الوطن» أن هذا العقار وهبه «الحاج محمد الرفاعي» لتقديم الخدمة التطوعية في مولد السيدة زينب منذ سنين طويلة، موضحًا: «هذا العقار ملجأ ومأوى لكل محبي أم العواجز منذ 20 عامًا، في وقت المولد يتوافد مقدمو الخدمات التطوعية المختلفة على العقار، ويمكثون فيه حتى انتهاء فترة المولد».

إطعام الطعام 

داخل العقار الضخم، الذي تبلغ مساحته 800 متر، هناك العديد من المتطوعين، كلٍ على طريقته وبقدر استطاعته، فتجد أناسا أمام البواجير لتسوية اللحوم، وتوزيعها على زائري مسجد السيدة زينب في احتفالات ذكرى مولدها، ومنهم من يقدم الفول النابت والجبن القريش، وآخرون يعملون على إعداد الشاي للزائرين، والكثير من الخدمات التطوعية الأخرى.

ويقول «إبراهيم»: «كل واحد من بلد مختلف عن التاني، بيجتمعوا في البيت ده على حب السيدة زينب والرغبة في تقديم الخدمة»، وليس فقط القائمين على إعداد الأطعمة وغيره، بل أيضا وهب «محمد الرفاعي»، وزوج أخته من بعده، هذا العقار ليكون مأوى لكل من جاء من بلاد بعيدة ولا يقدر أن يحصل على مأوى يبيت فيه ليالي مولد السيدة زينب.

مائدة رحمن في رمضان 

وأكد «الرفاعي» أنه لا يتقاضى أي أجر مقابل إقامة الناس في العقار، موضحًا أنه بعد انقضاء أيام المولد، يُستغل العقار كمخزن لمتطلبات محل الكباب.

وليس هذا هو توظيف العقار الوحيد، فذكر «الرفاعي» أنه في شهر رمضان، يستغلون العقار في إعداد مائدة رحمن، ولم تتوقف أعمال الخير التي أقدم عليها «الحاج محمد الرفاعي» عند هذا الحد، فأوضح «إبراهيم» لـ«الوطن» أنهم اعتادوا على تخصيص يومين في الأسبوع، لإخراج وجبات مجانية للمحتاجين، حيث قال: «عادة من أيام الحاج محمد الرفاعي إننا نطلع يومين في الأسبوع نطلع فيهم وجبات للغلابة، بنطلع في اليوم 250 وجبة، ولحد النهارده بنعمل كده ومش ممكن نبطلها».


مواضيع متعلقة