من «حداد بريمو» لكفيف يبيع النعناع.. «عم جمال» فقد بصره في لحظة

من «حداد بريمو» لكفيف يبيع النعناع.. «عم جمال» فقد بصره في لحظة
في شارع مسجد الإمام علي بن زين العابدين، يتجول رجل خمسيني مرتديا نظارة سوداء وممسكا في يديه اليمنى بعكاز يستند عليه واليسرى نعناع يحاول بيعه، حتى يتمكن من توفير قوت يومه بعد أن أصيب بحمى شوكية أسفرت عن فقدانه البصر وأصبح غير قادر على العمل كحداد كما اعتاد منذ عقود طويلة.
الإصابة بالحمى الشوكية أفقدته بصره
عم جمال، صاحب الـ58 عامًا، والمقيم في حي المقطم بالقاهرة، يروي في حديثه لـ«الوطن» أنه فقد بصره منذ 26 عامًا، وذلك بعد إصابته بحمى شوكية جعلته كفيفا: «في سنة 1996 أصبت بحمي شوكية وقطعت الأكل لمده 3 أيام وبعدين بقول لأمي شغلى النور قالتلى النور شغال».
إصرار عم جمال على العمل
لم يلجأ صاحب الـ 58 عاما إلى التقاعد والإحباط، بل زاده مرضه إصرارا على النجاح وتقديم أفضل ما لديه في العمل: «اتعودت على الشقا ومقدرش أقعد في البيت، كنت الأول شغال حداد وبعد ما فقدت البصر كنت بجيب جبنة من الأرياف وأبيعها وبعدين بيعت مناديل ودلوقتي ببيع النعناع».
عم جمال: بروح بيتي بعد المغرب
من الصباح الباكر يغادر «عم جمال» منزله ويتجول في الشوارع ليبيع النعناع: «بنزل كل يوم بعد ما أصلي الفجر ألف في الشارع وبروح بعد المغرب»، لافتا إلى أنه يعيش مع والدته في شقة بالإيجار كما أنه لم يسبق له الزواج من قبل، واستكمل رحلته مع الحياة وحيدا: «الحمد لله على كل حال، بس نفسي ربنا يكرمني أروح عمرة وأزور النبي».