«سيد» بائع كفيف يفترش الأرض بـ بناته الثلاثة: «أخويا ومراته رموني في الشارع وخدوا شقتي»

«سيد» بائع كفيف يفترش الأرض بـ بناته الثلاثة: «أخويا ومراته رموني في الشارع وخدوا شقتي»
في أحد شوارع منطقة وسط البلد بمحافظة القاهرة، يجلس رجل أربعيني، فاقد البصر، أمامه بضاعته البسيطة التي تساعده على أعباء المعيشة، فلا يملك سوى أكياس المناديل والكمامات، وبناته الثلاثة الذين يفترشون الأرض بجانبه، فهن بمثابة عيونه التي ينظر بها.
سيد فتحي، البالغ من العمر 45 سنة، يروي بنبرات حزينه قصته المأساوية، قائلا خلال حديثه مع «الوطن» إن شقيقه وزوجته ألقوا به في الشارع؛ طمعًا في شقته، «أخويا ومراته رموني في الشارع، وضحكوا عليا، وخدوا مني الشقة اللي كنت قاعد فيها»، حيث إنه في حالة شديدة من الحزن بسبب بعده عن منطقته التي نشأ فيها.
طبيعة عمله قبل بيع المناديل
ونظرًا لمعرفة جميع أهالي المنطقة له، فهو يجد سهولة في تحركاته، قائلا: «أي حتة ببقا عاوز أروحها هما بيوصلوني ليها»، مضيفا أنه يبيع المناديل منذ أكثر من 7 سنوات، وقبل ذلك كان يعمل باليومية.
سبب فقدان النظر
وعن أسباب فقدانه لنظره، قال: «اتعميت بسبب واحدة صاحبة أمي حسدتني، دخلت عندنا البيت وأنا صغير قالت لأمي، ده ابنك ده عينه حلوة، وبعدها بكام يوم الزيت المغلي اتكب على عنيا واتعميت»، فنتج عن ذلك الزيت المغلي العديد من الإصابات الخطيرة، وحدثت التهابات مزمنة في قرنية العين.
آمال «سيد»
رغم كل المساوئ التي يلقاها في حياته، إلا أن «سيد» لديه آمال وطموحات يسعى جاهدًا من أجل تحقيقها، ففي المرتبة الأولى هو يطمع في تعليم بناته، ليصبحوا في مكانة أفضل، «نفسي أعلمهم أحسن تعليم في الدنيا وأفرح بيهم»، وأيضًا أن يرجع لبيته مرة ثانية، «نفسي أروح شقتي اللي كنت عايش فيها وسط الناس اللي بحبهم».