بريد الوطن .. «بيان عاجل» وقصص قصيرة أخرى

بريد الوطن .. «بيان عاجل» وقصص قصيرة أخرى
إلى كل أحبابى: اعلموا أنى طالما استنكفت أن تطالعوا أحزانى التى خبأتها عنكم باستماتة رحمةً بى، فلقد عهدتكم تكرهون فرحى، فكيف تكونون إن طالعتم حزنى؟.. «فخ» تعلقت بها كثيراً جداً، نعم تعلقت وتعلقت ولكن من كلتا قدمى عندما انزلقتا فى فخ الحب المزعوم.. «كالمستجير بالرمضاء من النار» أشار إلى الحمل الشارد بدخول بيته للاحتماء، فقد كان مذعوراً ترتعد أوصاله بعد سماع العواء يتعالى من كافة الجوانب حوله، وعندما دخل الحمل وسكنت فرائصه واطمأن بزوال صوت العواء الذى كان يُفزعه، نظر إلى الحامى نظرة ملؤها الشكر والامتنان، ساعتها وعلى الفور ذهب الحامى ليجهز الجمر وأسياخ الشواء.. «وصية» إلى كل المسافرين على خطوط الحياة طولاً وعرضاً أوصيكم إن وجدتمونى أبلغوا سلامى إلىَّ.. «نعم مات» فى الصباح تركت جدى مريضاً فى معية أبى وإخوتى، مضطراً للذهاب إلى نوبتجيتى، وفى المساء عدت من العمل منهكاً ثقيل الخطى وما إن اقتربت من باب بيتنا سمعت صراخاً وجملاً غير مفهومة، سمعت إحدى الجارات تصرخ قائلة: مات، مات. صعدت السلم ودمعى على خدى، صارخاً: أحقاً مات. استقبلنى أحد إخوتى الواقفين بين الجموع، يهدئ من روعى قائلاً: نعم مات، جارتنا قتلت فأراً وجدته فى بيتها منذ قليل.
صلاح الشهاوى
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com