بريد الوطن .. شخصيات لا تُنسى.. «الشيخ جلال»

بريد الوطن .. شخصيات لا تُنسى.. «الشيخ جلال»
فى زحمة الحياة، نتوق إلى ذكريات حُفرت بالوجدان، وكلَّما كَبِرنا تأكَّدنا أن الماضى كان أجمل.. من أهم هذه الذكريات ما يرتبط بشخصيات لا تُنسى، لهم بصمات بحياتنا، منهم الشيخ «جلال عباس خليف»، مأذون أم دينار «سابقاً»، الذى كان شخصيةً فريدةً، جمع بين «المهابة وخفة الظل.. والعلم»، له مواقف يتذكرها جيداً «عِرسان» ذلك الزمان.. تجمع بين روح البساطة وإسداء النصح للمقبلين على الزواج.
كانت طقوس «كَتْب الكتاب» مختلفة عما نعايشه الآن، منها عقده بمنزل العروس، ودعوة المحبين والأقارب والجيران، وتوزيع «الشربات»، وإطلاق «الزغاريد» بأركان البيت والشارع.. مع مراعاة «ظروف المحيطين»، كأن يتم التأجيل لوفاة قريب أو جار.. وحَّدت المحبة الجميع فصاروا كالعائلة.
نرجع لفضيلة الشيخ جلال، فكثيراً ما كنتُ أتساءل: كيف حازَ مؤهله وتبوَّأ هذه المنزلة الرفيعة وهى بمنزلة القاضى؟.. إنها الموهبة والذكاء والطموح.. ما يؤكد أنه لا مستحيل، مهما كانت الظروف والأزمان. وُلد الشيخ جلال عام ١٩٣٦م، وتخرج فى الثانوية الأزهرية ١٩٥٢م.. وعمل مأذوناً لـ«أم دينار»، وإماماً وخطيباً لمسجد «البلد الكبير» لنحو 20 عاماً.. وغادر دنيانا تاركاً ذكراً حسناً لا يُمحى وعُمره نحو 58 عاماً، فى ١١ فبراير 1994م، يوم «الجمعة» غرة «رمضان» ١٤١٢هـ.، فجمع الله الحُسنَيَين في الرحيل (الجمعة، وغرة رمضان).. رحم الله الشيخ جلال الذى جمع بين «العلم والتواضع».
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com