أب خريج «خدمة اجتماعية» يعول أسرته من «فرشة منظفات»: «معنديش غيرها»

أب خريج «خدمة اجتماعية» يعول أسرته من «فرشة منظفات»: «معنديش غيرها»
- كفر الشيخ
- عم إبراهيم يعول أسرته من فرشة منظفات
- سيدي غازي
- مدينة سيدي غازي
- الشغل مش عيب
- كفر الشيخ
- عم إبراهيم يعول أسرته من فرشة منظفات
- سيدي غازي
- مدينة سيدي غازي
- الشغل مش عيب
أمام طاولة خشبية عريضة تجمع مختلف أنواع منظفات، بأحد أرصفة مدينة سيدي غازي التابعة لمحافظة كفر الشيخ، يقف مرتديا جلبابه منذ الساعات الأولى للصباح يوميا، أملا في بيع المنظفات والسمن والزيوت ليستطيع الإنفاق على أولاده، رغما من تخطيه الـ51 عاما، إلا أنه لم يجد لنفسه ولأسرته مصدر رزق سوى «فرشة المنظفات».
إبراهيم سعد عبد الهادي، البالغ من العمر نحو 51 عاما، وخريج بكالوريوس الخدمة الاجتماعية عام 1997، اضطر لبيع المنظفات في سيدي غازي التابعة لمحافظة كفر الشيخ، للإنفاق على أبنائه: «الشغل مش عيب، وكنت شغال فلاح في الأرض، لكن لما تعبت والأرض مبتجبش محصول، اتجهت لبيع المنظفات، وعندي 3 أولاد أكبرهم في الصف الثاني الثانوي، واصغرهم في الصف الخامس الابتدائي، وملقتش بديل خفيف غير بيع المنظفات».
«عم إبراهيم» يستيقظ قبل الفجر ليتنقل بين الأسواق
يستيقظ الرجل الخمسيني قبل آذان الفجر، ويحمل المنظفات على عربته الكارو، ليصل إلى السوق في سيدي غازي أو يتجول بيومه بين الشوارع، لبيع بضاعته ويتحصل على بضع جنيهات تكفي لسد رمق أولاده: «مليش شغلانة غيرها، وبصحى بدري علشان الرزق يحب الصحيان بدري، وربنا بيرزقني برزق عيالي، برجع على العصر بعد ما أبيع جزء من البضاعة، وأحيانا ببيعها كلها».
نحو 300 جنيه، يحصل عليها «عم إبراهيم» من وقفته في الشارع التي تمتد من 10 إلى 12 ساعة يوميا في الشارع أو أحد الأسواق، ليستطيع من خلالهم الإنفاق على تعليم أبنائه الـ3 وزوجته، إذ يحاول من خلالهم تسديد نفقات دروس أطفاله وأسرته بدلا من: «أني مد أيدي لحد».
بائع المنظفات: الشغل مش عيب بدل ما أمد أيدي لحد
يرى «عم إبراهيم» أن ذلك العمل اختاره للتكفل بنفقات أسرته لا يسئ له، ويتمنى أن يشق الشباب طريقهم للعمل والكفاح دون انتظار لتوفير فرص عمل حكومية: «الشغل مش عيب طالما حلال، وطول ما أنا فيا صحة عفضل اعمل كده علشان ولادي، وبكافح من أجلهم، وبقول للشباب اشتغلوا متقعدوش على المقاهي، ومتنتظروش الدولة توفر ليكم فرص عمل الشغل كتير، أنا بشتغل علشان ربنا يعوض تعبي في أولادي وربيتهم على الكفاح وأحيانا بيساعدوني».