روسيا تهاجم من 3 جبهات.. و«بوتين»: لا نخطط للاحتلال.. و«بايدن»: سنحاسب «موسكو»

روسيا تهاجم من 3 جبهات.. و«بوتين»: لا نخطط للاحتلال.. و«بايدن»: سنحاسب «موسكو»
اشتعلت الأوضاع فى أوروبا بعد أن خطت روسيا الخطوات الأولى نحو حرب عالمية ثالثة محتملة، مع بدء عملية عسكرية شاملة داخل الأراضى الأوكرانية، صباح اليوم، بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن ذلك، واستهدف هجوم القوات الروسية البنية التحتية العسكرية فى جميع أنحاء أوكرانيا، إضافة إلى عدة مطارات ومنشآت رئيسية أخرى، وبدأ الهجوم بسلسلة هجمات صاروخية على مواقع قرب العاصمة «كييف»، فضلاً عن استخدام مدفعية بعيدة المدى ضد مدينة «خاركيف» قرب الحدود الروسية.
وهاجمت القوات الروسية أوكرانيا من خلال 3 جبهات، حيث دخلت القوات البرية أوكرانيا عبر نقطة حدودية من بيلاروسيا من جهة الشمال، ومن الشمال الشرقي، ومن شبه جزيرة القرم فى الجنوب، التى ضمتها روسيا فى عام 2014، بحسب شبكة «سى إن إن» الأمريكية. وأبلغ الناس فى مدن أوديسا ودنيبرو وماريوبول وكراماتورسك، عن وقوع انفجارات ضخمة، وتصاعدت أعمدة الدخان فى شرق العاصمة ليلاً، وكان أحد الأهداف الرئيسية هو المطار الدولى الرئيسى فى بوريسبيل، وشملت المطارات الأخرى المستهدفة خاركيف وأوزرن وكولباكينو وتشوهيف وكراماتورسك وتشورنوبايفكا، وأظهر مقطع فيديو صاروخ كروز يصيب منشأة عسكرية فى مطار إيفانو فرانكيفسك.
من جانبها، زعمت أوكرانيا أنها أسقطت 5 طائرات روسية ومروحية، بينما نفت روسيا خسارة أى طائرة. وأعلن الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد، لكنه حث الناس أيضاً على التزام الهدوء، قائلاً: «لا داعى للذعر، نحن أقوياء، نحن جاهزون لكل شىء، سنفوز على الجميع لأننا أوكرانيا».
الجيش الروسي: القواعد الجوية الأوكرانية «خارج الخدمة»
ونفت وزارة الدفاع الروسية فى بيان سقوط طائرات روسية أو تدمير مركبات مدرعة فى أوكرانيا. وأوضح البيان أن «القوات المسلحة الروسية لا تضرب المدن الأوكرانية ولا خطر على المدنيين». وأكد الجيش الروسى أنه دمّر أنظمة الدفاع المضادة للطائرات وجعل القواعد الجوية الأوكرانية «خارج الخدمة».
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع الروسية أن «البنية التحتية العسكرية للقواعد الجوية للقوات المسلحة الأوكرانية أصبحت خارج الخدمة، وقد دمّرت أنظمة الدفاع الجوى للقوات المسلحة الأوكرانية».
«كييف»: أسقطنا 6 طائرات.. و«ريزنيكوف» يدعو القادرين على حمل السلاح للانضمام إلى الجيش
فيما قال الجيش الأوكراني إن القوات الجوية تحاول صد هجوم جوى روسى، مضيفاً أن التقارير عن هبوط القوات الروسية فى أوديسا كاذبة. ودعا وزير الدفاع الأوكرانى أوليكسى ريزنيكوف، أمس، «أى شخص لديه الاستعداد والقدرة على حمل السلاح»، للانضمام إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية لمواجهة «الغزو الروسى»، وادعت وزارة الدفاع الأوكرانية أن قواتها لم تتكبد خسائر، إلا أن تقارير تليفزيونية أوضحت أنه كانت هناك أضرار كبيرة فى العديد من المدن وحولها، حيث ظهر فى خاركيف، مقطع فيديو لمبنى سكنى تضرر بصاروخ أو مدفعية بعيدة المدى، وأظهر مقطع فيديو آخر صاروخاً مطموراً فى أحد الطرق.
وبدأ القصف خلال دقائق من بث خطاب للرئيس الروسى فلاديمير بوتين قال فيه: «لقد قررت إجراء عملية عسكرية خاصة لحماية الأشخاص الذين تعرضوا للانتهاكات والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف لمدة 8 سنوات».
وأضاف«بوتين»: «خطتنا لا تشمل احتلال الأراضى الأوكرانية. لن نفرض أى شىء على أحد بالقوة». وأضاف فى تهديد واضح: «كل من يحاول التدخل ويخلق تهديدات لبلدنا، يجب أن يعلم، أن رد روسيا سيكون فورياً وسيؤدي إلى عواقب غير مسبوقة».
«زيلينسكي»: قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا.. والغرب معنا وسنفوز
ورد الرئيس الأوكرانى «زيلينسكى» بعد عدة ساعات بخطاب مدته دقيقة، قائلاً إنه تحدث إلى الرئيس الأمريكى جو بايدن، وأن الولايات المتحدة تحشد الدعم الدولى لأوكرانيا، وقال: «الغرب معنا». وأعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا، وفقاً لـ«أسوشيتد برس» الأمريكية.
ودعا «زيلينسكى» العالم إلى إنشاء تحالف مناهض لـ«بوتين»، من أجل «إجبار روسيا على السلام» وذلك بعد محادثات مع القادة الأمريكيين والبريطانيين والألمان، أمس. فيما أمر الرئيس الأوكرانى قواته بـ«إلحاق حد أقصى من الخسائر» بالقوات الروسية.
وندد الرئيس الأمريكى جو بايدن، بما سماه «هجوماً غير مبرر للقوات العسكرية الروسية»، وشدد على أن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها سوف يردون بطريقة موحدة وحاسمة، «وسيحاسب العالم روسيا». وانتقد «بايدن» الهجوم الروسى قائلاً: «لقد اختار الرئيس بوتين حرباً مع سبق الإصرار من شأنها أن تؤدى إلى خسائر فادحة فى الأرواح ومعاناة بشرية»، بحسب «بى بى سى»، كما علّق رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، على الهجوم الروسى وقال إن بريطانيا وحلفاءها سيردون بشكل حاسم.
من جانبها، طلبت بولندا من حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أمس، تفعيل المادة 4 التى تدعو إلى إجراء مشاورات طارئة فى حالة تهديد إحدى الدول الأعضاء بعدما شنت روسيا هجوماً على أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر، إن سفير بولندا فى بروكسل، حيث مقر «الناتو»، قدم طلباً فى هذا الشأن إلى الأمين العام للحلف مع مجموعة من الحلفاء، بحسب «فرانس برس» الفرنسية. فيما أمر رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الجيش البيلاروسي بالتعاون مع الجيش الروسى والتكامل معه فى العملية العسكرية التي أعلن عنها الرئيس الروسى ضد أوكرانيا، بحسب «سى إن إن».
ومع بدء الهجوم الروسى أصبحت هناك أزمات اقتصادية على وشك الانفجار، بسبب انعكاس الهجوم على الاقتصاد العالمى، حيث تخطى سعر برميل البترول، أمس، 100 دولار، وارتفعت العقود الآجلة لخام نفط برنت أكثر من 5%، أمس، بعد بدء العمليات العسكرية، لتبلغ العقود الآجلة لخام نفط برنت لشهر أبريل المقبل أعلى مستوى لها عند 100 دولار للبرميل فى أواخر التعاملات الصباحية، قبل أن ترتفع بسرعة إلى 101 دولار، وكان آخر مرة لامس خام برنت مستوى 100 دولار للبرميل فى 9 سبتمبر 2014. كما قفزت أسعار الذهب صباح أمس فى التعاملات بشكل كبير فى البورصات العالمية، حيث وصل سعر الأونصة 1940 دولاراً فى أعلى مستوى للمعدن الأصفر خلال أكثر من عام.