أزمة «روسيا - أوكرانيا».. العالم على شفا حرب عالمية ثالثة

أزمة «روسيا - أوكرانيا».. العالم على شفا حرب عالمية ثالثة
تخيّم أجواء الحرب الروسية الأوكرانية على الأوضاع فى جميع دول العالم بما فيها مصر، تحسباً لنشوب حرب عالمية ثالثة، وقال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إن الحكومة تتابع عن كثب تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، ونطاق تداعياتها على الصعيد العالمى، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية.
رئيس الوزراء: بدء الموسم الجديد لتوريد محصول القمح في أبريل.. ولدينا حلول لتوفيره في حال تأزم الموقف عبر تنويع مصادر التوريد من عدة دول
وأضاف، خلال الاجتماع الذى عقده، مساء أمس، لمناقشة التداعيات الاقتصادية للأزمة الروسية الأوكرانية على مصر، بحضور عدد من الوزراء والمسئولين، أن «مثل هذه الأحداث يكون لها تأثير واضح على أسعار عدد من السلع الأساسية عالمياً، وإننا منذ بدء الأزمة عكفنا على دراسة مدى تأثيرها المحتمل على عدد من السلع وعلى رأسها القمح، الذى لدينا احتياطى كافٍ منه لمدة تزيد على 4 أشهر، وننتظر بدء الموسم الجديد لتوريد القمح المحلى خلال أبريل المقبل»، مؤكداً أن الحكومة لديها حلول لتوفير القمح فى حالة تأزم الموقف عبر تنويع مصادر توريده من عدد من الدول، وهو ما يتم بالفعل. وناقش الاجتماع موقف جميع السلع التي يتم استيرادها من روسيا وأوكرانيا، وعرض وزير التموين مستويات أسعار السلع المختلفة عالمياً، وخطط الوزارة لتوفير مخزون استراتيجى من هذه السلع. واستعرض الاجتماع أيضاً التداعيات المحتملة للأزمة على أسعار البترول، خاصة فى ظل صعود أسعاره نتيجة للظروف الاقتصادية التى يمر بها العالم فى مرحلة التعافى من تداعيات فيروس «كورونا»، كما تطرّق إلى تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على قطاع السياحة، منوهاً بأن الحكومة تبذل جهداً أكبر فى البحث عن أسواق بديلة للسياحة، حال تطور الأحداث بشكل سلبى. ومن جانبه عرض السفير إيهاب نصر، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، الموقف السياسى للأزمة، والسيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة.
قلق وتوتر بين أفراد الجالية المصرية في أوكرانيا.. والسفارة تطالبهم بعدم الخروج من المنازل.. و«الهجرة»: غرفة عمليات للتواصل معهم
وفى متابعتها لأحوال المصريين بالخارج قالت السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد وزيرة الدولة للهجرة: «شكّلنا غرفة عمليات مخصصة لمتابعة موقف الجالية المصرية فى أوكرانيا فى ظل المستجدات والمتغيرات المتلاحقة»، مضيفة أن غرفة العمليات فى تواصل مستمر مع رؤساء الجالية المصرية بأوكرانيا للوقوف معهم على آخر مستجدات وتطورات الموقف داخل المدن التي يوجد فيها المصريون. وأوضحت، فى بيان أمس، أن مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب المصريين الدارسين بالخارج يتواصل أيضاً مع دارسينا المصريين بأوكرانيا والموجودين بعدة مدن مختلفة، للاطمئنان على أوضاعهم فى ضوء المتغيرات الطارئة على الوضع هناك، ويتم التواصل مع الوزارات المعنية حول الحلول البديلة للطلبة بما يضمن الحفاظ على حياتهم أولاً وتوجيههم للبعد عن المناطق الخطرة.
وأصدرت السفارة المصرية فى أوكرانيا بياناً نشرته عبر صفحتها الرسمية بمنصة التواصل الاجتماعى «فيس بوك» طالبت فيه الجالية المصرية بعدم الخروج من المنازل والاحتفاظ بمستندات إثبات الشخصية ومتابعة التعليمات من السلطات الأوكرانية لحين استقرار الأوضاع.
وجاء فى البيان: «فى ضوء تطور الأزمة بأوكرانيا وفرض الأحكام العرفية وغلق المجال الجوى، وكذلك رحلات القطارات، يُرجى عدم الخروج من المنازل والاحتفاظ بمستندات إثبات الشخصية ومتابعة التعليمات من السلطات الأوكرانية لحين استقرار الأوضاع، وستقوم السفارة بموافاتكم بأي تعليمات إضافية من خلال هذا الموقع».
وتواصلت «الوطن» مع عدد من المصريين فى أوكرانيا، وقال على فاروق، رئيس الجالية المصرية هناك، إن حالة من القلق سادت أبناء الجالية بعد الخطاب الأخير للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، موضحاً أنه على تواصل دائم مع الجميع وحتى ساعات متأخرة من الليل للاطمئنان عليهم: «بنحاول نخلى المواطنين والطلاب اللى موجودين فى مدن بعيدة يقرّبوا شوية للداخل بعيداً عن المناطق الحدودية اللى فيها مشاكل». وقالت هند محمد، الطالبة بكلية الطب بجامعة روبيجنى، وهي منطقة حدودية تبعد عن الأراضي الروسية نصف ساعة فقط، إنها تسمع صوت طلقات النيران، وترى بأعينها الدبابات التى تسير فى الشوارع، وإن الوضع أصبح غير آمن، والقصف والأصوات العالية فى كل مكان منذ فجر الخميس، وإن أهلها قلقون عليها جداً ويواصلون الاتصال بها ليل نهار، ويشاركونها لحظات الرعب التى تتخللها طلقات نار هنا وهناك، لذلك حسمت قرارها بالعودة إلى مصر.
وقال محمد إبراهيم، الذى يدرس فى جامعة «دونيتسك» الطبية، إن الطلاب حالياً فى حالة قلق وخوف بسبب عدم تحديد موقفهم: «عددنا تقريباً ٢٠ طالب مصرى ومحتاجين نعرف موقفنا إيه عشان مستقبلنا مايضيعش».
ويتحدث خالد محمد أبوطهير، بكالوريوس طب، رئيس لجنة الشباب فى الجالية المصرية بأوكرانيا، عن وضعهم هناك بقوله إن حالة من القلق تسيطر على أهالى الطلاب بسبب عدم وضوح الرؤية، وخوفهم على أبنائهم، مؤكداً أن هناك عدداً كبيراً من الشباب المصريين الموجودين في مدينتى دونيتسك ولوجانسك: «دول اللى عليهم النزاع، والطلبة دلوقتى اللى فى جامعات داخل المدينتين دول مش عارفين هما تبع أوكرانيا ولا روسيا؟».
ويحكى أن الطلاب حالياً طلبوا الحصول على ملفاتهم الدراسية من الجامعات الموجودة داخل هذه الأماكن، ولكن تم رفض طلبهم بحجة أن الأوضاع مستقرة، وهذا غير صحيح: «فيه ناس فاضل لها شهرين وتتخرج وخايفين كل تعب السنين اللى فاتت يروح عليهم، وهما أكتر عرضة للخطر ومش عارفين يعملوا إيه».
وأكد مصطفى عويس، الطالب بكلية الطب بجامعة «بولطابا»، فى أوكرانيا، أن الأوضاع مضطربة، خاصة فى المدن القريبة من الحدود الروسية الأوكرانية، ونتمنى أن يتم إجلاؤنا، خاصة أن آلاف الطلاب يدرسون فى الجامعات الأوكرانية بخلاف أعضاء هيئة التدريس والمبعوثين.
وفى المقابل قال أحمد حلمى، طالب بجامعة كازان الطبية الحكومية بروسيا الاتحادية، إن الوضع فى الدولة الروسية مستقر ولا توجد أى مشكلات أو أزمات، ورغم ذلك هناك حالة تأهب كبيرة وتخوف. وأضاف أن الدولة الروسية اتخذت كافة الاحتياطات فى هذا الشأن، والسفارة المصرية تتابع الوضع العام وحالة الطلاب والجاليات المصرية عن كثب، والدراسة هنا تسير بصورة جيدة دون تعطل دون إجازات، باستثناء الدول القريبة من الحدود الأوكرانية، لافتاً إلى أنه حال توقف الدراسة ستكون العملية التعليمية عن بُعد «أون لاين»، كما حدث وقت أزمة جائحة كورونا.
ومن جانبها قالت مصادر بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، والمجلس الأعلى للجامعات الحكومية، إن هناك غرفة عمليات مركزية مشكّلة لمتابعة أوضاع الطلاب المصريين هناك ودراسة موقفهم، مع التأكيد على أنه سيتم التواصل دوماً للاطمئنان على الطلاب فى أى وقت، منوهة بأنه يجرى حالياً العمل على حصر أسماء وأعداد الطلاب الدارسين فى المدن الأوكرانية حتى الآن.