«سيدة الخرسانة» بالدقهلية: «عمري 64 سنة وفي رقبتي 11 شخصا»

«سيدة الخرسانة» بالدقهلية: «عمري 64 سنة وفي رقبتي 11 شخصا»
«64 سنة ولسه بتعافر»، هذا هو حال «رابحة محمد موسى أحمد»، المعروفة باسم «أم وحيد»، من مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، يطلق عليها الأهالي لقب «سيدة الخرسانة»، حيث تعمل منذ صباها في الخرسانة، وطوال 45 عاماً لم تتوقف عن عملها يوماً، إلا إذا كان ذلك اليوم لا يوجد فيه عمل، مرت عليها الأيام، ووجدت نفسها مسئولة عن أسرة مكونة من 11 شخصاً، بعد زواج ابنتها ثم طلاقها وعادت إلى أمها بأطفالها، ليزداد العبء عليها، مما اضطرها إلى البحث عن عمل إضافي يزيد من دخلها، لتعمل في بيع الخضار والفاكهة، بعد عودتها من العمل في الخرسانة.
«أم وحيد» تحلم بالراحة فزادت مسئوليتها
عاشت «أم وحيد» حياتها يدها بيد زوجها «محمد محمود الحسيني»، 78 سنة، الذي ظل يعمل معها حتى أصيب بالفشل الكلوي، وأصبح لا يقدر حتى على مساعدة نفسه، وكل يوم تحلم فيه «أم وحيد» بالأمل والراحة، إلا أن العبء يزداد عليها، والمسؤولية تكبر كلما كبر عمرها.
«أنا باشتغل بقالي 45 سنة من أيام القروانة، باشتغل في أي حاجة»، هكذا بدأت «رابحة» حديثها لـ«الوطن»، وتابعت بقولها: «اللي في سني دلوقت بيدور علي الراحة، وأنا مش لاقية الراحة، عندي زوجي مريض غسيل كلوي لازم أشيله على كتفي»، مشيرةً إلى أنها تعمل من الساعة 7 صباحاً على خلاطة الخرسانة، حتى الساعة 3 عصراً، مقابل 100 جنيه، ولو استمر العمل بعد هذا الموعد، تحصل على 20 جنيهاَ إضافية، لتعود إلى بيتها وهي لا تستطيع أن ترفع رأسها من التعب، وعبرت عن ذلك بقولها: «بأنام من غير أكل من شدة التعب».
«أم وحيد» تحمل 10 أطنان أسمنت لتضعها في الخلاطة يومياً
تجد «أم وحيد» واقفة بين الرجال، تحمل الأسمنت، وزن الشيكارة 50 كيلوجرام، لتضعها على الخلاطة، أو تضع المياه في الخلاطة، وتابعت بقولها: «عاوزة آكل لقمة بالحلال، وأعيش في مكان هادئ، واللي الرجالة بتعمله أنا بأعمله، وكل ده علشان نعيش بالحلال، وأنا مثل أي راجل على الخلاطة، والحمد لله، وبأبحث عن رزق عيالي بالحلال».
حاولت «أم وحيد» أن تمسك دموعها التي غلبتها، وقالت: «أنا حزينة ومش لاقية حد يريحني، أنا باشيل 10 طن أسمنت كل يوم أحطهم في الخلاطة، وليس لي معاش حتى الآن، ولما روحت أعمل الإجراءات، قالوا لي أنت تشتغلي وليس لي معاش».