بين رابطة الأسرة و«الجرجير»: ازرع «حب» تحصد «خير»

بين رابطة الأسرة و«الجرجير»: ازرع «حب» تحصد «خير»
من الظهر للمغرب، تجتمع الأسرة وسط «المياه والخضرة والوجه الحسن»، الجدة والأب والأم والأحفاد، ينكفئون على الأرض لجمع أعواد الجرجير، المهمة الشاقة المؤلمة لفقرات الظهر، تهوّنها الضحكات المتبادلة بين الأبناء، وجلسات التقاط الأنفاس، تحت الأشجار وعلى حافة النيل.
«حزمة جرجير» لا يزيد سعرها على جنيه، لكنها تمثل للأسرة دخلاً أساسياً ومورداً مهماً للرزق، فاعتنى الجد «أحمد السعيد شرف الدين» بزراعته، ومن بعده الأبناء والأحفاد، وآخرهم «محمد»، رغم عمله الأساسى فى المجال الرياضى: «بنزرع الخُضرة بأنواعها.. جرجير، فجل، كسبرة، شبت، بقدونس، لكل نوع طرق رعايته وحصاده».
بين رابطة الأسرة والجرجير ثمة تشابه، فيحكى الحفيد عن اجتماعهم يومياً فى الأرض الموجودة بمنطقة «بحر شبين» أمام قرية كفر حجازى بمحافظة الغربية لوقت طويل ربما يفوق اجتماعهم فى المنزل، حيث تحتاج زراعة الجرجير لرعاية واهتمام: «لازم ننضّف الأرض ونراعى المحصول بالأدوية والأسمدة، والرى يوم بعد يوم، وميزة الجرجير إنه بيطرح طول السنة، بنجمعه تقريباً كل 15 يوم». مهمة جمع الجرجير لا تقتصر على قطفه من الأرض يدوياً، بحسب «محمد»، إنما وضعه فى شكائر ثم غسله وتعبئته وتجهيزه للبيع: «إحنا اللى بنجهزه ونعرضه للبيع، بنجمع فى اليوم من 100 لـ200 حزمة، يعنى بنكسب حوالى 200 جنيه فى اليوم، أحسن من قعدة البيت»، مشيراً إلى أن الجرجير يُزرع فى غير أوقات البرد القارس أو الحر الشديد، ويحتاج لمياه نظيفه وسماد جيد».
يعمل «محمد» مدرباً لإحدى الألعاب الرياضية، ويمتهن أخوه الحلاقة، بينما لم تُنهِ شقيقتهما دراستها، ورغم ذلك يجتمعون فى الأرض لحصاد الجرجير ومساعدة الوالدين، حتى وإن لم يرثوا منهما مهنة الفلاحة: «محصولنا مميز عن غيرنا بسبب الرى من النيل مباشرة وخدمة الأرض كويس، رغم ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة، شيكارة الكيماوى بس وصلت لـ250 جنيه».
بجانب الجرجير، تزرع أسرة «شرف الدين» بعض المحاصيل الموسمية: «بنزرع بطاطس وثوم وغيرها من المحاصيل، خاصة فى أوقات قلة طرحها فى السوق وارتفاع أسعارها».