شروق الأشقر اكتشفت قارضاً عمره 34 مليون سنة كان يعيش في مصر: «كنت ميتة والعلم أعادني للحياة»
شروق الأشقر اكتشفت قارضاً عمره 34 مليون سنة كان يعيش في مصر: «كنت ميتة والعلم أعادني للحياة»
غاصت فى أرض العلم بقوة، وخرجت ومعها اكتشاف علمى لأحد القوارض الذى عاش على كوكب الأرض قبل 34 مليون سنة، إنها شروق الأشقر، الباحثة بمركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، التى اعتبرت أن العلم ليس مجرد كلمات جامدة، بل مغامرة ذاتية تكتشف فيها نفسها وتؤكد من خلالها أن المرأة قادرة على العطاء فى أى مجال حتى لو كان هذا المجال هو دراسة الحفريات فى مصر.
باحثة المنصورة: أطلقت «حفرولوجي» وهو أول «بودكاست» في مصر والعالم العربي لتبسيط الحفريات للشباب
«بعد دخولى كلية العلوم بجامعة الزقازيق كان اختيارى لقسم جيولوجيا رغم النظر إليه على أنه من أصعب الأقسام على الفتيات، إلا إننى أحببت فكرة الاكتشاف والانطلاق حيث تصاحب الدراسة رحلات حقلية، وفعلاً انطلقت دون تفكير، وبعد التخرج قررت أن أستكمل الدراسة الأكاديمية فى المجال نفسه وبدأت رحلة الماجستير ولكن توقفت بسبب ظروف حياتية» بهذه الكلمات البسيطة اختصرت «شروق» قصة حبها لمجال الحفريات الذى دفعها مؤخراً إلى إطلاق أول بودكاست فى مصر والعالم العربى بعنوان «حفرولوجى» لتبسيط الحفريات للشباب.
محاولات التغلب على النظرة السائدة بأن مجال الجيولوجيا صعب على الفتيات بسبب وجود رحلات فى الصحراء وأوقات طويلة للدراسة المعملية، كانت ناجحة بالنسبة لـ«شروق» خلال فترة الدراسة، لكن بعد التخرج صار الأمر صعباً. بعد بدء الدراسة، جاء للدكتورة «شروق» عرض بالعمل فى مجموعة «سلام لاب» مع الدكتور هشام سلام وهو أستاذ الحفريات الفقارية ومؤسس ومدير مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وهو ما اعتبرته إشارة للبدء من جديد لمواصلة حلمها بعد أكثر من 10 سنوات توقف، وتابعت: «أستطيع القول إننى كنت كالميت الذى عادت له الحياة بعد البدء فى العمل مع الدكتور هشام الذى يعد الأب الروحى لنا فى المعمل ويدعمنا بكل قوة، كأنى كنت فى نفق مظلم ثم خرجت منه أخيراً، وبدأت رحلات استكشافية لعالم الصحراء والاستماع لحكاوى الأرض وبالفعل كانت النتيجة بالنسبة لى مبهرة وهى اكتشاف أقدم قارض على وجه كوكب الأرض، كان يعيش فى مصر منذ 34 مليون عام فى الغابات الاستوائية المطيرة مع فريق بحثى يتبع سلام لاب».
نبرات الفخر كانت واضحة فى صوت «شروق» وهى تتحدث عن اكتشافها الذى تم تسجيله فى موسوعة علم الحيوان العالمية وهى الموسوعة التى تضم كل الكائنات الحية الموجودة على كوكب الأرض منذ قديم الأزل وحتى الآن، وأضافت: «شعور عظيم لا يضاهيه أى شعور أن تكون جزءاً من اكتشاف يُنشر فى الدوريات العالمية».
القوة التى تبدو فى صوت «شروق» تستمدها من والدتها التى تدعمها فى رحلاتها ومن ابنتيها اللتين اعتبرتهما حجر الزاوية فى نجاحها لأنها ترى فى أعينهما الفخر بإنجازاتها.
