ممر شرفي لدكتور بمعهد الجيزة العالي للهندسة.. والطلاب: «كان أب لينا»

ممر شرفي لدكتور بمعهد الجيزة العالي للهندسة.. والطلاب: «كان أب لينا»
مشهد تقشعر له الأبدان وتبتسم له القلوب قبل الوجوه، أبطاله دفعة طلاب بمعهد الجيزة العالي للهندسة، والدكتور أحمد الجنيدي، الذي أرادوا تكريمه وتقدير مجهوداته معهم؛ حيث شكلوا بوقفتهم طابورين طويلين بينهما مساحة كافية، مرَّ خلالها الدكتور، بينما ترتفع في الأجواء أصوات تصفيقات حارة، وتنهال عليه كلمات الشكر والإطراء.
عاد هذا التكريم بفرحة كبيرة على قلب الدكتور أحمد مصطفى الجنيدي، الشهير بـ«أحمد الجنيدي»، مُدرس مادة هندسة التربة والأساسات بمعهد الجيزة العالي للهندسة، والذي بدأ بصوتٍ حنون وقور وبفرحة أبوية، يروي في حديثه لـ«الوطن»، أنه سعيدٌ جدًا بما حدث، ويشعر بالامتنان لأبنائه الطلاب على كل هذا الحب وتلك المشاعر الطيبة، موضحًا أن التكريم كان مفاجأة بالنسبة له: «كان آخر يوم امتحانات ليهم وأنا مكنتش هروح المعهد لأن معنديش شغل في اليوم ده، بس طلبوا مني أروح علشان نتصور مع بعض قبل ما يمشوا».
تنظيم ممر شرفي للدكتور أحمد الجنيدي
بعد التقاط صور مع بعض الطلاب بالأعلى، نزل الدكتور إلى فناء المعهد لاستكمال التصوير، إلا أنه فوجئ بمشهد أربك مشاعره، على حد وصفه، وجعله يتردد في كل خطوة يخطوها، حيث يُريد مواصلة التقدم وفي الوقت ذاته التراجع: «حسيت إن ده كتير عليا جدًا»، مُضيفًا أنه ممتن جدًا لكل الطلاب، وأيضًا إدارة المعهد التي أتاحت له فرصة التقرب للطلاب كيفما أراد، حتى ولو كان ذلك سيأتي على حساب النظام المُتبع في بعض الأحيان: «مكنتش باخد غياب في المحاضرات ولا أضع درجات عليه.. ولو حد غاب من الامتحان لظروف معينة كنت بعيده له».
من اللفتات الطيبة أيضًا للدكتور أحمد الجنيدي مع طلابه، أنه كان يحرص دائمًا على تقديم ما يُفيدهم في حياتهم العملية فقط، وليس كل ما هو مُقرر، إذ قبل امتهانه للتدريس عَمَلَ لِما يقرب من 30 عامًا في مكاتب الاستشارات الهندسية، لذا يحاول دائمًا على تقديم خلاصة خبرته: «مش عايز الطالب يحشي دماغه ويتضغط بأشياء كتير دون داعي».
إشادة طلاب المعهد بالدكتور أحمد الجنيدي
وأكد طلاب الفرقة الرابعة بمعهد الجيزة العالي للهندسة، على كلام الدكتور، إذ قال مصطفى فاروق، 23 سنة، في حديثه لـ«الوطن»، أن الدكتور أحمد الجنيدي كان يحرص على تقديم أكبر قدر من المعلومات يُمكنهم الاستفادة منه فيما بعد خلال حياتهم العملية، مُضيفًا أنه لم يكن يبخل عليهم بأي شيء، بل دائمًا ما كان يتيح لهم فرصة التواصل معه، وتعليقًا على ممر التكريم، قال «مصطفى»، أنهم كانوا سعداء جدًا بما فعلوه: «كنا فرحانين إن هو فرحان».
وروى أيضًا الطالب أحمد هميلة، 27 سنة، في حديثه لـ«الوطن»، أن الدكتور أحمد الجنيدي كان بمثابة أب لهم، مُضيفًا أنه يستحق أكثر مما فعلوه من أجله: «مكانش بيقصر معانا في أي حاجة وكنا زي أولاده»، مُضيفًا أنه يُقدم لهم الشرح الكافي لمادة هندسة التربة والأساسات، ما جعلهم في غنى عن أية كورسات أو مصاريف إضافية.