بريد الوطن.. الدين سلوك قبل أن يكون عبادة
بريد الوطن.. الدين سلوك قبل أن يكون عبادة
شعوبنا متدينة شكلاً لا مضموناً، متدينون لكن منحرفون، نفعل الخطأ دون تأنيب الضمير.. إن سبب تردى الأوضاع فى مجتمعنا هو الفهم القاصر للدين، وقصر الدين على الجلباب واللحية والحجاب.. إذا اتجهنا إلى طريق آخر، وهو الدعوة إلى الأخلاق والمعاملة الطيبة ورفض الظلم والعدوان والدفاع عن حقوق الضعفاء، ربما تبدلت حياتنا إلى الأفضل.. إن انتشال مجتمعنا من الرذيلة لا يتحقق إلا بطريقين؛ الطريق الأول تدين حقيقى مقترن بالأخلاق، والثانى أخلاق فقط، ولو لم ترتكز إلى الدين.. وأذكر فى هذا المقام قصة وعبرة، فقد دخل الزوج فوجد زوجته تبكى فسألها عن السبب؟ فقالت: «إن العصافير التى فوق شجرة بيتنا تنظر لى عندما أكون بدون حجاب، وهذا قد يكون معصية لله»، بعدها عاد من العمل مبكراً فوجد زوجته نائمة فى أحضان عشيقها! لم يفعل شيئاً سوى أنه أخذ ما يحتاجه وهرب من المدينة كلها، فوصل إلى مدينة بعيدة فوجد الناس يجتمعون قرب القصر الملكى، فلما سألهم عن السبب؟ قالوا: «خزينة الملك قد سُرقت»، فى هذه الأثناء مر رجل يسير على أطراف أصابعه فسأل: «من هذا؟»، قالوا: «هذا شيخ المدينة، ويمشى على أطراف أصابعه خوفاً من أن يدهس نملة فيعصى الله»! فقال الرجل: «تالله لقد وجدت السارق»، وقال للملك: «إن الشيخ هو السارق، وإن كنت مدعياً اقطع رأسى»، وبعد التحقيق اعترف الشيخ بالسرقة، فقال الملك كيف عرفت أنه السارق؟ قال الرجل: «حينما يكون الاحتياط مبالغاً فيه، والكلام عن الفضيلة مبالغاً به، فاعلم أنه تغطية لجرم عظيم».
سامح لطفى هابيل - محامٍ بالنقض - أبوتيج
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com
