«وائل» من الغنى والصحة للفقر والمرض: اتعظت ونفسي أبدأ حياة جديدة

كتب: تامر نادر

«وائل» من الغنى والصحة للفقر والمرض: اتعظت ونفسي أبدأ حياة جديدة

«وائل» من الغنى والصحة للفقر والمرض: اتعظت ونفسي أبدأ حياة جديدة

مشاعر عميقة من الندم والحسرة يعيشها الآن الرجل الأربعيني «وائل»، ابن محافظة البحيرة، بعدما تسبب بإرادته في تغيير حاله بالكامل من الأبيض للأسود ومن حنان الزوجة ودفء الأسرة وثراء المال وصحة البدن، إلى الوحدة والفقر والمرض، وبات الآن يجلس بمفرده في إحدى الغرف ويبحث عن عملٍ يعول به نفسه.

وائل حسين محمد، 45 سنة، من أبناء مدينة دمنهور محافظة البحيرة، والذي بدأ يروي لـ«الوطن»، بصوتٍ مملوء حسرةً ورثاءً للذات، أنه قبل عدة سنوات كان يعيش حياة عادية تمامًا لا ثراء فاحش يُميزها ولا فقر مُدقع يُمرِرُها، حيث كان يعمل وقتها في محل موبايلات، واستمر هكذا حتى بعد زواجه بعامٍ إذ ذهب بعد ذلك للعمل في دولة الكويت رفقة زوجته التي جاءتها فرص تعيين في مدرسة حكومية هناك.

وائل يعمل بالكويت رفقة زوجته 

6 سنوات قضاها «وائل» رفقة زوجته داخل دولة الكويت، تنقل في النصف الأول منها بين عدة أعمال بسيطة كالعمل في المطاعم، أو سمسرة الشقق، والتي حققت له ربحًا معقولًا بعض الشيء، إلا أن الحال معه لم يستمر هكذا، حيث بدأ في الثلاث سنوات الأخرى بالعمل مع أحد شيوخ العائلة المالكة هناك، وهو ما عاد عليه بأموال كبيرة جدًا، ما جعله يُقرر بعدها وزوجته العودة إلى مصر.

حال «وائل» وقت عودته إلى مصر، كان أشبه بمن بعد سنين من الجوع وجد نفسه فجأة أمام مائدة عليها ما لذَّ وطاب من الطعام، لذا راح يأكل دون اكتراث: «اشتريت عربية ليا وعربية لمراتي ودخلت في أكثر من مشروع»، مُضيفًا أنه لديه 3 بنات «منة» 13 سنة، و«ميا» 9 سنين، و«ملك» 7 سنين، وأنه افتتح وقتها مصنعًا للملابس، بالإضافة إلى استثمار الأراض، والإنتاج الفني، إلا أن جميعها انتهت بالخسارة وبدلًا من أن تدر عليه نفعًا درت أذى.

تورُّطه في أعمال غير شرعية 

بالرغم من أن هذه المشاريع السابقة سببت للرجل الأربعيني خسارة في أمواله، إلا أن ما وضعه بشكل فعلي على أول طريق الفقر والضياع، هو تورُّطه في أعمال غير شرعية، ما كلفه جزءًا كبيرًا من أمواله: «بعدها أمي توفت وأنا دخلت في حالة نفسية صعبة وجالي اكتئاب»، وفقًا لـ«وائل»، الذي أضاف أنه ظل لمدة عامين يتناول أدوية نفسية ما سبب له ضعفًا في قدرته الجنسية أدت لتوتر العلاقة بعض الشيء مع زوجته، كما ظل طوال هذه المدة عاجزًا عن مباشرة أعماله: «مراتي طلبت تأمن مستقبل بناتنا علشان لو حصلي حاجة، فكتبت الشقة والشاليه باسمها».

بدأت صحة «وائل» تتحسن قليلًا، وبدأ يعود للعمل، وبدلًا من تعلُّم الدرس واتخاذ العِبرة، ساقه شيطانه إلى منطقة الطمع والرغبة في تعويض الخسارة، ما أدى في النهاية إلى تورطه في أعمال تجارة العملة والتي كانت الضربة القاضية بالنسبة له إذ شارك فيها بآخر ما تبقى لديه من مال: «اتضحك عليا وخدت فلوس مزورة وأصبح محلتيش ولا حاجة»، هكذا روى الرجل الأربعيني، مُضيفًا أن الإكتئاب عاد يُهاجمه بشراسة أقوى عما قبل، وأن زوجته طلبت الطلاق وانفصلا، لتذهب عنه بعيدًا بأطفالها ومعها الشقة والشاليه، ويظل هو فقيرًا مريضًا يعاني مرارة الوحدة.

«وائل»: نفسي أبدأ حياتي من جديد 

«ندمان على كل اللي فات».. هكذا قال «وائل» في نهاية حديثه، وأنه تعلم الدرس أخيرًا، بالرغم من تأخر الوقت، مُضيفًا أنه يعيش الآن بشكل مؤقت في فندق يدفع به 50 جنيهًا في الليلة، ويبحث عن عملٍ يبدأ معه حياة جديدة يكسب فيها رزقه بالحلال.


مواضيع متعلقة