«عدالة ومساندة»: نطالب بهيئة مجتمعية لحماية القيم الأسرية في مصر

كتب: حسام حربى

«عدالة ومساندة»: نطالب بهيئة مجتمعية لحماية القيم الأسرية في مصر

«عدالة ومساندة»: نطالب بهيئة مجتمعية لحماية القيم الأسرية في مصر

قالت الدكتورة هالة عثمان، أستاذ القانون الجنائي رئيس مجلس أمناء مؤسسة عدالة ومساندة ومنتدى الصفوة، «إننا نعمل معًا من أجل مجتمع سوي نفسيًا، من خلال بحث سبل المعيشة التي تمكنا من التعايش وتقبل الآخرين في ظل إدارة الضغوط النفسية والتحديات الشخصية التي تقابلنا، بهدف بناء الإنسان والمواطن الذي يساعدنا على الحياة الكريمة في ظل الجمهورية الجديدة».

عثمان: نطالب بهيئة مجتمعية لحماية القيم الأسرية

وأوضحت «عثمان»: أننا نواجه مشكلات مجتمعية كبرى ولابد أن نتكاتف ونجتمع لمواجهتها خاصة وأنها تتفاقم، ومعظمنا على قدر من الثقافة ومشاكلنا أصبحت تخصنا جميعًا وليس فئة محددة»، مطالبة بهيئة مجتمعية لحماية القيم الأسرية ومواجهة الظواهر الدخيلة علينا من المجتمعات الخارجية، لرصد تلك التغيرات والانحرافات الدينية والأخلاقية والاجتماعية التي تظهر، ومن خلال الرصد للمدخلات والمتغيرات وتنقيتها للحد من انتشارها وتفعيل دور الرقابة وضرورة التفرقة بين الحرية الشخصية وتدمير الشخصية المصرية.

وأشارت رئيس مجلس أمناء مؤسسة عدالة ومساندة إلى أن الأفكار السيئة تنتشر أسرع من الأفكار الإيجابية، لأن الهدم أسهل من البناء ولابد من إصلاح الأسرة ومراجعة المشكلات التي تطرأ عليها والبحث عن أسبابها وعلاجها من الجذور، مؤكدة أن «العالم الخارجي يستهدف قيمنا الدينية والمجتمعية والثقافية، ولابد أن نقدم الحلول من رجال الدين والثقافة والاجتماع إلى أن نصل للحل القانوني»، مؤكدة ضرورة العمل على مواجهة معركة الوعي والاستعداد لها جيدًا، وإعداد مواطن قادر على الحفاظ على القيم والعادات والتقاليد السوية، وإعداد الأجيال القادمة التي تحافظ على الإرث الأخلاقي الذي تميزت به مصر لعقود طويلة، وأهمية العمل كمجتمع مدني على مناقشة المشكلات والخروج بحلول وعرضها على صناع القرار.

راغب: نحتاج لمزيد من الجهود لحفظ التوازن بين أطراف الحياة

من جانبه قال اللواء دكتور أسامة راغب، نائب رئيس أكاديمية ناصر العسكرية: «نحن نحتاج لمزيد من الدفعات الثقافية والجهود المجتمعية للحفاظ على القيم، والتوزان بين أطراف الحياة لتحقيق التكامل الشخصي والأمان النفسي والاجتماعي»، مطالبًا بالتأكيد على تدريس اللغة العربية للإعلاميين للإحاطة باستخدامها بشكل مناسب لدعم الدولة المصرية في مواجهة حروب الإعلام، خاصة مع غياب الإعلام الداعم بشكل حقيقي.

بسنت عثمان: نحتاج لمواد دراسية وتشريعات لدعم الأخلاق ومواجهة القبح

أما الإعلامية بسنت عثمان، المدير التنفيذي لمنتدى الصفوة، فقالت إن «تطوير الذات من أهم أمور الحياة في ظل ما نواجهه من مشاكل أخلاقية ونفسية منتشرة في المجتمع، جعلتنا بحاجة لتفعيل لغة الحوار بيننا والتكاتف والتواصل والاتحاد من أجل مجتمع سوى وسليم نفسيًا»، مؤكدة حاجتنا لمواد دراسية تعلم أولادنا الأخلاق بمفهومها الحقيقي، وتشريعات قانونية تحد من انتشار القبح في المظاهر، لافتة إلى «أننا نخوض حروبًا شرسة تستهدف تفرقة المجتمع وتقسيمه ويظهر ذلك جليًا في عناوين البرامج التلفزيونية التي تتحدث بعنصرية سواء عن الرجل أو المرأة».

خليل: معدلات الطلاق تتزايد بسبب غياب القيم الإنسانية

وأكد الدكتور محمود خليل، استشارى التطوير، أنه يجب على الإنسان البحث عن طرق حياتية تساعده على التعايش مع الآخرين، والاقتداء بالتجارب الدولية الناجحة اجتماعيًا، مطالبًا بتعليم الأطفال كل القيم الإنسانية السليمة ومنها اللباقة وجبر الخواطر واحترام الآخرين، وأن يجيدوا اختيار وقت الحديث والصمت.

وأوضح «خليل» أن معدلات الطلاق تتزايد بسبب غياب القيم الإنسانية التي يتمتع بها المجتمع المصري، مشددًا على أن ثقافة الاعتذار من أهم القيم التي يفتقدها المجتمع المصري، و«محتاجين نبني بيوتنا على الحب والتسامح والاعتذار والاحتواء، والقيم دي أهم من تجهيزات العروسين والموبيليا»، مؤكدًا أن السعادة سلعة متوفرة لمن يريدها ويمكننا أن نجدها في كل مكان بسهولة إن كانت لدينا الإرادة فقط، فنحن نسينا حديث عمر بن الخطاب حينما قال «أميتوا الباطل بالسكوت عنه»، وبدأنا نتحدث عن السلبيات بشكل مخيف يدعوا لها من يتبعون سياسة القطيع، مؤكدًا أنه يجب على الآباء تربية الأبناء على منهج الشكر والاعتزاز من خلال ممارسة ثقافتي الشكر والاعتذار والتقدير داخل الأسرة لينشأ الطفل بشكل سوي يدعم نفسه ومجتمعه ودولته، معربًا عن رفضه للقوالب الثابتة في التربية، مع ضرورة مواكبة متطلبات ومتغيرات العصر.

 

وقال القس بولا فؤاد رياض: لابد أن نخرج من دائرة الذات والأنا إلى دائرة نحن، فلا بُد من انتشار السلام الداخلي والمحبة التي تولد الفرح والسلام، ونوصي الأزواج بمحبة زوجاتهم والزوجات بطاعة أزواجهن، ونتحد جميعا في عبادة الله، ونتعاون في إنكار الذات وإيثار الآخرين للتحكم في طاقات الغضب والانفعالات.

النائبة أمانى الشعولى، عضو مجلس النواب، أشادت بقصة كفاح زوجة الشهيد محمد مبروك، كقدوة حسنة قادرة على بناء أسرة سوية، وهو ما يؤكد أهمية دور الأسرة في إعداد جيل قادر على التعامل بالقيم الإنسانية السوية. 

وأكد عماد مهنى، رئيس قناة «مي سات»، أنه يجب النظر في حلول للجميع وليس حل فردي أو شخصي للمشكلات والأزمات التي نواجهها، حتى نتمكن من تجاوز الأزمات بأقل الخسائر للجميع.

وأكد الدكتور محمد فؤاد، استشاري التربية، أن الموروث الثقافي في تربية الأبناء والأولاد هو المقياس للتعامل، ولابد من رعاية الأخلاق والاهتمام بها، لأننا نعاني من مشكلات في الذوق العام وطريقتنا في الحوار والتعامل مع الآخر وكذلك إدارة الخلافات.

جاء ذلك خلال لقاء ثقافي حول تطوير الذات ومواجهة المشكلات النفسية، بحضور الدكتورة هالة عثمان رئيس مجلس أمناء مؤسسة عدالة ومساندة وضيف الشرف المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس محكمة الجنايات، والدكتور محمود خليل استشاري التدريب وتطوير الذات  واللواء أسامة راغب مساعد مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا، والإعلامية والروائية بسنت عثمان المدير التنفيذي للمؤسسة وعضو مؤسس منتدى الصفوة ونخبة من المثقفين والمتخصصين.


مواضيع متعلقة