أستاذ بجامعة الأزهر عن «الأخوة الإنسانية»: الدعوة للسلام مطلب شرعي

أستاذ بجامعة الأزهر عن «الأخوة الإنسانية»: الدعوة للسلام مطلب شرعي
أشاد الدكتور علي الأزهري، الأستاذ بجامعة الأزهر، بوثيقة الأخوة الإنسانية، التي دشنها أكبر رجلين من سدنة الأديان الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ويعد اليوم 4 فبراير الذكرى الخاصة بها، قائلًا: اجتمعنا وجبنا الأرض شرقًا وغربًا واتخذنا من ذكرى توقيع هذه الوثيقة يوم عيد للعالم أجمع، ألا فانشدوا السلام وانشروه بين ربوع الدنيا بأكملها.
الدعوة للسلام مطلب شرعي
وأضاف في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الدعوة للسلام مطلب شرعي أقرته الشريعة الإسلامية وحثت عليه، حيث إنه في الجانب الفردي الأخلاقي، قال تعالى: «وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ» (فصلت: 34)، وفي السنة النبوية جاء في وصف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولا تقابل السيئة بالسيئة ولكن تعفو وتصفح».
أشار إلى أنه في مجال التعامل مع الناس، فإن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، فاللسان سلامه عدم القيل والقال، واليد سلامها عدم الاعتداء، وضرورة وقف ويلات الحروب ودمارها وفي مجال الاعتقاد لا إكراه في الدين، وأيضًا فمن شاء فليؤمن.
ولفت إلى أنه في الحكم بين الناس والمخالفين في الدين قال تعالى: «.. وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ».
وأوضح أنه في التعامل مع المخالف في الدين أمر الله تعالى بالتعامل مع المخالفين بالحسنى وبرهم، حيث قال الله تعالى: «لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ».
حفظ النفس والعقل والمال
وأكد أنه قد جاء الإسلام ينادي بضرورة حفظ الضرورات ويجرم الاعتداء عليها التي تتمثل في: حفظ النفس وحفظ العقل وحفظ المال وحفظ الدين، لافتًا إلى أن المحافظة على هذه الأصول لا يكون إلا من خلال السلام، لأنه لا عقل يفكر ويبتكر في ظل ويلات الحروب، ولا نفس يمكنها أن تنعم بسلام وأمن وأمان تحت مظلة إطلاق النار وتهجير وقمع.