جلال الشرقاوي «إمبراطور المسرح» (بروفايل)

كتب: نورهان نصرالله

جلال الشرقاوي «إمبراطور المسرح» (بروفايل)

جلال الشرقاوي «إمبراطور المسرح» (بروفايل)

يقف العظيم على المسرح يخرج صوته الجهوري بأداء تمثيلي ممزوج بلغة عربية رصينة تنتزع تصفيق الجمهور، فهو صاحب إبداع لم يعرف حدودا، فعرفه المسرح ممثلا ومخرجا ومؤلفا، ومكتشف للمواهب، وأكاديمي وصاحب مدرسة فريدة من نوعها أخرج نجوم من تحت عباءته على مدار سنوات طويلة، ولكن كتب الموت منذ ساعات نهاية تلك المسيرة الضخمة التي حملت اسم جلال الشرقاوي.

حب الفن تسلل إلى وجدان الطفل «جلال» الذي ولد بمحافظة دمياط في يونيو 1934، من خلال شقيقه الأكبر «حلمي» فلم يبلغ الطفل الصغير سن التاسعة حتى تعرف إلى عالم المسرح بعد حضوره عرض مسرحي من بطولة شقيقه الذي كان رئيسا لفريق التمثيل في كلية الفنون التطبيقية، ومنذ ذلك الوقت تمكنت «نداهة المسرح» من «جلال» الذي سيصبح بعد سنوات واحدا من أساطيره.

جلال الشرقاوي ونداهة المسرح في التعارف الأول 

منذ ذلك الوقت لم ينقطع جلال الشرقاوي عن المسرح الذي يجري مجرى الدم في عروقه، ما بين المسرح المدرسي ومشاهدة الأعمال المسرحية قضى سنوات طفولته ومراهقته حتى حصل على الثانوية العامة، وكان يستعد لدخول كلية الطب، ولكن القدر كان يخبئ له خطة أخرى بسبب مشكلة بسيطة في القلب اعتبرته كلية الطب «غير لائق»، ليدخل إلى كلية العلوم جامعة فؤاد الأول، وعلى الفور اتجه إلى مسرح الجامعة والتحق بفرقة التمثيل، وقدم خلال فترة دراسته الجامعية عددا من المسرحيات منها «هاملت» و«النائب العام» بالإضافة إلى «30 يوم في السجن».

وبعد تخرجه رفض العمل في مقر إحدى الشركات في محافظة أسوان، بمرتب مغري لأن ذلك سوف يبعده عن معشوقه الأول، وكانت المحطة التالية هي المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج بتقدير امتياز.

تفوق جلال الشرقاوي جعله من أبرز المرشحين ليكون ضمن بعثات دراسة فنون المسرح التي نظمها المجلس الأعلى للفنون، فكان ضمن بعثة موسكو ثم سافر بعدها إلى فرنسا للدراسة معهد «جوليان برتو» للدراما، ليعود بعد عامين ويبدأ مشواره.

جلال الشرقاوي رائد المسرح السياسي

قدم الشرقاوي مجموعة كبيرة من المسرحيات والتي كان يغلب عليها الطابع السياسي، حيث قدم أهم الأحداث السياسية وانتقد الأوضاع في تلك الفترة منها «بلدي يا بلدي» و«عفاريت مصر الجديدى»، «ملك الشحاتين»، حتى إنه قدم مسرحيى عن وفاة جمال عبد الناصر بعنوان «حجة الوداع»، بخلاف الأعمال التي تطرقت لحرب أكتوبر «شهر زاد» و«عيون بهية»، وغيرها من الأعمال.

وعلى الجانب الآخر، قدم الفنان والمخرج الراحل عددا كبيرا من الأعمال الكوميدية التي ارتبط بها الجمهور وعمل خلالها مع أبرز نجوم المسرح سهير البابلي محمد صبحي، بالإضافة إلى عادل إمام في «مدرسة المشاغبين»، «الجوكر»، «راقصة قطاع عام»، «ع الرصيف» و«عطية الإرهابية»، وقاربت عدد الأعمال التي أخرجها في المسرح والسينما لـ 50 عملا، بينما شارك كممثل فيما يجاوز الـ 80 عملا.

وبجانب إبداعه، كان للراحل جلال الشرقاوي دور أكاديمي هام من حيث عمل أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ووصل إلى منصب رئيس قسم التمثيل والإخراج عام 1975، ثم تولى منصب عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان له عدد من المؤلفات الهامة مجال المسرح والسينما.


مواضيع متعلقة