في ذكرى رحيل رأفت الهجان الـ40.. عائلته تكشف صورا جديدة وكواليس المسلسل الأشهر

في ذكرى رحيل رأفت الهجان الـ40.. عائلته تكشف صورا جديدة وكواليس المسلسل الأشهر
أربعون عاما مرت على رحيل بطل مصري، قدم إسهامات كبرى لمصر فى أوقات عاصفة، بداية من مساهمته فى حرب الاستنزاف حتى تنفيذ معركة العبور، وكشفه عن موعد الضربة التى ستوجهها إسرائيل لمصر في حرب 1967، إلا أن القيادة السياسة أهملت تلك المعلومات حينها، مرورا بإبلاغ مصر باعتزام إسرائيل إجراء تجارب نووية، واختبار بعض الأسلحة التكنولوجية الحديثة، حتى تحقيقه العديد من الانتصارات، بما فيها تسريب أسرار وغموض خط بارليف المنيع الذى سحقه الجيش المصري فى معركة السادس من أكتوبر.
إنه رفعت على الجمال، الشهير باسم «رأفت الهجان»، الذي ارتبط اسمه ارتباطا وثيقًا بالمخابرات المصرية، والذي توفي بعد إصابته بسرطان الرئة في 30 يناير عام 1982 في مدينة دارمشتات القريبة من فرانكفورت بألمانيا.
سنوات طويلة في عمليات التجسس
عُرفت شخصيته في المجتمع الإسرائيلي في يونيو عام 1956، واستطاع فيما بعد أن يقيم مصالحه التجارية في تل أبيب، ومن هنا بدأت سنواته الطويلة في عمليات التجسس لصالح المخابرات المصرية وذلك خلف ستار شركة سياحية داخل إسرائيل، والتي كانت تمثل أعماله هناك، ويُذكر أنه ساهم في خطوات الإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973، بعد أن زوّد المخابرات المصرية بتفاصيل عن خط برليف، إذ يُذكر، بحسب المصادر، أنه عمل فيها متسترًا في شخصية «الهجان» لمدة 17 عامًا.
نشأة رأفت الهجان
«الوطن» التقت سامي طاهر حسن سليمان الجمال، الذي يبلغ من العمر 62 عاما، والذي تحدث عن بطولة رفعت الجمال، ابن عم والده، وقال إنه عاش طفولته بشارع الشرباصي بمدينة دمياط، حتى سن الـ13 عامًا عقب الانتهاء من المرحلة الإعدادية ثم رحل وأشقاؤه الثلاثة للقاهرة بعد وفاة والده ووالدته عام 1939، وتولى حسن الجمال، عم رفعت الجمال، تربيته هو وأشقائه الثلاثة سامي ولبيب ونزيهة، بعد وفاة والده الذي كان يعمل تاجر فحم وعطارة، حتى تولى عقب ذلك شقيقه الأكبر سامي الذي يكبره بـ15 عاما تربيته، وكان بالنسبة إليه شقيقه ووالده في آن واحد، فالأب ترك نجله الصغير وهو لم يتجاوز عمره الـ8 أعوام، ثم سافروا للقاهرة للعيش بها وكان يعمل سامي مديرًا بالإدارة التعليمية، بينما يمتلك لبيب مكتب محاسبة.
وقال سامي الجمال: «فى نهاية السبعينات، وقبل عرض مسلسل رأفت الهجان الذي كان سببا فى شهرة رفعت الجمال، وتحول إلى مصدر فخر لهم وللعائلة ولأهالي دمياط بصفة عامة، زار عمه محمد ولبيب ألمانيا فى نهاية السبعينات وقدمهما رأفت الهجان إلى زوجته على أنهما صديقين وشريكي عمل، من أجل إخفاء حقيقة عمله عنها، ولكنها كانت ذكية ولماحة على حد قوله فعندما رأت لبيب، قالت لزوجها جاك بيتون أو رأفت الهجان: واضح إن والدك كان شقيا وأنجب لك شقيقا من أم أخرى، وذلك تعليقا على الشبه الكبير بين لبيب ورأفت الهجان».
ذكرى وفاة «الهجان» جاءت مع الأوجاع
وأضاف سامي الجمال، أن ذكرى وفاة رأفت الهجان هذا العام جاءت بمزيد من الأوجاع، حيث توفي محمد نجل عمة لبيب، شقيق رأفت الهجان، وهو الأقرب له والأكثر شبها به، كما توفيت «فالتراود بيتون»، أرملة رأفت الهجان منذ أسبوعين، مؤكدا أنها مفارقة غريبة أن يرحلان في نفس الشهر الذي رحل فيه رأفت الهجان.
وتابع قائلا إن «فالتراود بيتون» أرملة رأفت الهجان، زارت أسرتهم عقب عرض المسلسل في نهاية الثمانينيات، وأرادت التعرف على أسرة زوجها وزيارة المنزل والمنطقة التى وُلد وترعرع فيها رأفت الهجان.
رد فعل العائلة على تصوير المسلسل
وتحدث سامي الجمال، عن رد فعل العائلة عند تصوير المسلسل، قائلا إن الأمر أسعدهم كثيرًا، موضحًا أنه علم بما ذكره الروائي الراحل «صالح مرسي»، (مؤلف المسلسل)، بأن هذا العمل الفني لم يرد به كل شيء عن الهجان.
مضيفا أن العائلة كانت تجتمع لتتابع حلقات المسلسل الذي عُرض فى شهر رمضان عام 1987، وأوضح أن ما تناوله المسلسل حول علاقة الأشقاء والهجان السيئة لم تكن حقيقية، وإنما جاءت لإتمام الحبكة الدرامية، فالمسلسل ورد به سوء المعاملة من قِبل زوج شقيقته، مضيفا أن رأفت الهجان كان له شقيقان فقط، وليس ثلاثة كما جاء بالمسلسل، كما أن اتهامه بسرقة شركة الزيوت التي عمل بها لفترة، كلها أمور غير حقيقية بالمرة، مؤكدًا على أن العميد أحمد شفيق كان ضابطا بالجيش المصري، وكان على علاقة طيبة برفعت، وتوفى شفيق في الستينات من القرن الماضي عام 1968، وليس له علاقة بالفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء حقبة مبارك.
أسماء الشخصيات في المسلسل مقاربة للحقيقة
وأشار إلى أن اختيار أسماء أبطال المسلسل كانت قريبة من الواقع، فرفعت الجمال قريبا من رأفت الهجان، ونزيهة شقيقته تحمل نفس معنى شريفة فى المسلسل، وهو نفس الحال لسامي، شقيقه الأخير، فكان سالم في المسلسل.
وناشد الجمال، المسئولين بإطلاق اسم عمه رفعت الجمال على أحد الطرق أو الكباري أو المحاور الرئيسية، وذلك بعد تجاهل مسئولي محافظة دمياط، المناشدات والطلبات المتكررة بإطلاق اسم رفعت الجمال على أحد شوارع مسقط رأسه.
وأضاف خلال حديثه: «اسم رفعت فى العائلة تردد حينما أطلقت نجلة شقيقه الأكبر على نجلها نفس الاسم، لتظل الذكرى خالدة، ولرفعت الجمال ابن واحد من زوجته الألمانية وهو دانيال، إلا أنه لا يحمل الجنسية المصرية، حيث إن المخابرات المصرية وفي إطار الإعداد للعملية أزالت كل الأوراق التي تثبت وجود رفعت الجمال من كل الأجهزة الحكومية، بحيث صار رفعت الجمال رسميا لا وجود له، وبالتالي لا يستطيع ابنه الحصول على جواز السفر المصري، الأمر الذي أدى بزوجته وابنه أن يقدموا التماسا لرئيس الجمهورية الأسبق محمد حسني مبارك، لاستغلال صلاحياته في إعطائه الجنسية، إلا أن طلبهما قوبل بالرفض، لعدم وجود ما يثبت بنوته لرجل مصري».