سر اختفاء شجر الجميز في مصر.. لماذا توقف الفلاحون عن زراعتها؟

سر اختفاء شجر الجميز في مصر.. لماذا توقف الفلاحون عن زراعتها؟
- الجميز
- شجر الجيمز
- مصر القديمة
- ختان الجميز
- نقيب الفلاحين
- الجميز
- شجر الجيمز
- مصر القديمة
- ختان الجميز
- نقيب الفلاحين
«خشنة وقد حفر الزمن بأظافره وأنيابه في ساقها الغليظة السمكية؛ فصنع معه بروزات وشقوقا وحفائر وجروحا غائرات وندوبا»، هكذا وصف الكاتب يوسف إدريس، شجرة الجميز في قصته «ختان الجميز» بمجموعة «العتب على النظر»، بأنها كانت أروع ما في الطفولة، ومن ليالي القمر، وصيد السمك، ونزهات الحقل.
سبب اختفاء فاكهة الجميز من الأسواق
ويعد الجميز من أكبر الأشجار النفضية في العالم، ويمكن أن تنمو بطول من 23 إلى 30 مترًا وربما أطول في ظل الظروف المثالية، ويصل قطر الجذع إلى 3 أمتار، وتعيش ما يقرب من 600 عام، وتستخدم في صناعة الآلات الموسيقية، والأثاث، بخلاف فوائدها العلاجية.
الجميزة العجوز التي تغنى بها «إدريس»، يعود أصلها إلى صعيد مصر وزينت ملايين من البيوت المصرية على مدار الزمن منذ عصر مصر القديمة، ولكن توقف وهجها منذ فترة بسبب عوامل عدة، أبرزها صعوبة زراعتها وسعرها المتدني بالنسبة للفلاح المصري، بحسب ما أشار إليه حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، لـ«الوطن»، لافتاً إلى أنها شجرة مشهورة ويقتصر تواجدها في عصرنا الحالي أمام المنازل أو بأحد المزارع من أجل الزينة بسبب صعوبة عملية «ختان الجميز».
ما عملية ختان الجميز؟
وتختين الجميز يعني تحضيره لعملية اللقاح ونضج الثمرة حين يقارب حجم الثمرة الليمونة الخضراء الكبيرة، ولابد أن تشق بسكين حاد شقاً يفتح داخلها ويعرضها للهواء الحامل حبوب اللقاح، حيث تتم عملية التقليح وتبدأ الثمرة كالأنثى التي حملت، تنتفخ ويبدأ لونها الأخضر يندمل ويتحول إلى شق أسود، ثم تتحول الثمرة إلى فاكهة ناضجة يقطفها القاطف أو تسقط من تلقاء ذاتها.
«زراعة الجميز تحتاج إلى خبرة لأن لها طقوسا مرتبطة بها، بجانب أن المزارع لا يستهدف منها ربحا بسبب عائدها المتدني مقارنة بالتين البرشومي»، تلك الأسباب سردها «أبو صدام»، لتوضيح أسباب اختفاء فاكهة الجميز من السوق، مؤكدا أنه على الرغم من ذلك لن تمحي مكانتها التراثية الموثقة عبر جدران المعابد المصرية منذ آلاف السنوات.
تاريخ شجر الجميز؟
ومن بين الدلالات على تاريخ شجر الجميز، تمثال «كا عبر» الشهير بـ«شيخ البلد» المتواجد بالمتحف المصري؛ والذي يعود تاريخه إلى عصر مصر القديمة، بحسب ما أكده عماد مهدي، الباحث الأثري، موضحا أنه عبارة عن 3 أجزاء وجميعها مصنوعة من شجر الجميز.
وبخلاف تمثال «كا عبر»، عرُفت زراعة شجر الجميز في مصر القديمة داخل المنازل، بجانب المساحات المستطيلة للبحيرات، فضلا عن الدلالات حول صنع تابوت الآلهة «أوزيريس» من شجر الجميز، وإطلاق لقب «سيدة الجميز» على العديد من الملكات.