معيط: خفض عجز الموازنة 50% خلال 5 سنوات ونستهدف معدل نمو 5.7% في 2023

كتب: الوطن

معيط: خفض عجز الموازنة 50% خلال 5 سنوات ونستهدف معدل نمو 5.7% في 2023

معيط: خفض عجز الموازنة 50% خلال 5 سنوات ونستهدف معدل نمو 5.7% في 2023

كشف الدكتور محمد معيط وزير المالية، خلال حوار مفتوح حول مشروع الموازنة الجديدة مع المجتمع التجاري والصناعي، النجاح في خفض عجز الموازنة بنسبة 50%، خلال 5 سنوات، على نحو يعكس أهمية برنامج الإصلاح الاقتصادي، وما حققه من مكتسبات.

وأشار إلى «أننا نستهدف المضي قدمًا في تعزيز حركة النشاط الاقتصادي، في ظل جائحة كورونا، من خلال التوسع في الاستثمارات التنموية، مع تطبيق موازنة البرامج والأداء بمراعاة متطلبات مكافحة التغيرات المناخية، وتقليل الانبعاثات الكربونية؛ بما يُساعد على دفع القطاع الخاص لقيادة قاطرة النمو الاقتصادي».

تعميق المكون المحلي وتحفيز التصدير

وأكد معيط، خلال اللقاء بحضور الدكتور إيهاب أبو عيش نائب الوزير لشؤون الخزانة العامة، وأحمد كجوك نائب الوزير للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، حرص الوزارة على مساندة أي مبادرات وطنية تُسهم فى تحفيز النشاط التجارى، وتوطين الصناعة، وتخفيف الأعباء عن الصنَّاع لخفض تكاليف الإنتاج، وتعزيز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق المحلية والعالمية، على نحو يساعد في تعظيم قدراتنا الإنتاجية، وتعميق المكون المحلي، وتحفيز التصدير، وخلق المزيد من فرص العمل المنتجة.

ولفت إلى أنه يجري تخصيص 200 مليار جنيه سنويًا لتنفيذ مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتنمية الريف المصري؛ للارتقاء بمعيشة 60% من المصريين.

فرص تنموية جاذبة للاستثمار بنظام «المشاركة مع القطاع الخاص»

أضاف الوزير، أن الصكوك السيادية تعد من الحلول التنموية السريعة، التي لا تمثل أعباء فورية على الخزانة العامة ومعدلات الدين، حيث يوفر القطاع الخاص التمويل اللازم للمشروعات التنموية، ويجري السداد من عوائدها، مشيرًا إلى أن هناك فرصًا تنموية جاذبة للاستثمار بنظام المشاركة مع القطاع الخاص وتشمل مشروعات في النقل والإسكان والكهرباء والصحة والتعليم، والتنمية المحلية وتدوير المخلفات الصلبة والمستودعات الاستراتيجية لوزارة التموين والتجارة الداخلية، على نحو يسهم في تعميق الشراكة مع القطاع الخاص.

وقال معيط، إننا حريصون، في مشروع الموازنة الجديدة، على إرساء دعائم الانضباط المالي، واستدامة مؤشرات الاقتصاد الكلي، حيث نستهدف معدل نمو 5.7% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام المالي 2022-2023، وتحقيق فائض أولي 1.5%، وخفض العجز الكلي إلى 6.1% في العام المالي 2022-2023، والنزول بمعدل الدين للناتج المحلي إلى أقل من 90% في العام المالي 2022-2023، وتقليل نسبة خدمة الدين لإجمالي مصروفات الموازنة إلى أقل من 30% مقارنة بمستهدف 31.5% خلال العام المالي 2021-2022، وإطالة عمر الدين ليقترب من 5 سنوات على المدى المتوسط بدلاً من 3.4 سنة حاليًا.

أضاف الوزير، أن معدل دين أجهزة الموازنة للناتج المحلي الإجمالي تراجع من 108% في عام 2016-2017، إلى 90.2% بنهاية يونيو 2019، قبل جائحة كورونا، وشهد زيادة طفيفة رغم السياسات التنموية التوسعية غير المسبوقة التي تتبناها مصر، وبلغ 91.6% بنهاية يونيو 2021، وهو معدل يقل عن المسجل لبعض الدول الأوروبية، موضحًا ارتفاع متوسط المديونية العالمية للدول الناشئة بنحو 17%، والدول الكبرى بنحو 20% خلال الجائحة.

أوضح أن جائحة كورونا فرضت علينا خيارين، أحدهما: الغلق التام، والانكماش الاقتصادي، ووقف المشروعات القومية والتنموية، ومن ثم تشريد ملايين العمال وأسرهم، وفقدان الكثير من المكتسبات الاقتصادية، وتعطيل مسيرة تحسين مستوى معيشة المواطنين، بينما كان الخيار الثاني: تحقيق التوازن بين الحفاظ على صحة المواطنين، واستمرار دوران عجلة الإنتاج، واستكمال المشروعات الضخمة في مختلف القطاعات، وفقًا للإجراءات الاحترازية، والحفاظ على المسار الاقتصادي الآمن للدولة؛ فآثرنا الخيار الثاني لصالح بلدنا ومواطنينا، وصدر القرار الاستراتيجي للقيادة السياسية الحكيمة بتخصيص 100 مليار جنيه حزمة استباقية محفزة للأنشطة الاقتصادية وداعمة للقطاعات والفئات الأكثر تضررًا.

زيادة سعر توريد القمح 670 جنيها للطن

أشار إلى أن الخزانة العامة للدولة تحملت نحو 12 مليار جنيه مخصصات إضافية لشراء القمح بعد ارتفاع الأسعار العالمية، نتيجة لحدوث اضطراب فى سلاسل التوريد، وزيادة تكاليف الشحن، وارتفاع التضخم لمعدلات غير مسبوقة، موضحًا أن الحكومة قررت على ضوء ارتفاع الأسعار العالمية، زيادة سعر توريد القمح المحلي بنحو 670 جنيهًا للطن؛ لتخفيف الأعباء عن الفلاحين.

تيسير إجراءات الاستفادة من مزايا قانون تنمية المشروعات

أكد الوزير، استجابة للمجتمع التجاري والصناعي، أنه سيتحرك فورًا مع وزيرة التجارة والصناعة، لتيسير إجراءات الاستفادة من المزايا المقررة بقانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، على نحو يسهم في دمج الاقتصاد غير الرسمي، قائلًا: إن هذا القانون يسمح بتوفيق أوضاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، العاملة بالاقتصاد غير الرسمي التي تُمارس نشاطها دون ترخيص؛ إدراكًا لأهمية التيسيرات التحفيزية التى تنطلق من المبدأ الشعبي: «اللي فات مات.. إحنا ولاد النهاردة»، بحيث لا تكون هناك محاسبة ضريبية لمشروعات الاقتصاد غير الرسمي التي تقدمت بطلب الحصول على ترخيص مؤقت لتوفيق أوضاعها، عن السنوات السابقة لتاريخ تقديم هذا الطلب، لافتًا إلى أن الترخيص المؤقت الذي يصدر لكل من هذه المشروعات، يحل محل أي موافقات أو إجراءات قانونية أخرى.

لا زيادات جديدة في ضريبة الأرباح التجارية والصناعية

وقال معيط، إن مشروع قانون الضريبة على القيمة المضافة الذي وافق عليه مجلس النواب، تضمن إقرار إعفاءات جديدة وعديدة تتعلق بقطاعات حيوية بهدف مساندة الصناعة وتحفيز النمو الاقتصادي، لافتًا إلى أننا إذا لم نستطع تخفيض ضريبة الأرباح التجارية والصناعية، فلن تتم زيادتها؛ حيث نستهدف تحفيز النشاط التجاري والصناعي، وتخفيف الأعباء، والتركيز بشكل أكبر على تعظيم جهود دمج الاقتصاد غير الرسمي، من خلال رفع كفاءة الحصر الضريبي، وتسريع وتيرة العمل في مشروعات تطوير وميكنة المنظومة الضريبية، للانتهاء منها جميعًا في يونيو المقبل.

قانون لخصم المساهمة التكفالية بالتأمين الشامل من الوعاء الضريبي

أضاف أن هناك مشروع قانون في وزارة العدل بتعديل بعض أحكام قانون التأمين الصحي الشامل، يتضمن خصم المساهمة التكافلية من الوعاء الضريبي، ومنح مجلس الوزراء الحق في استبعاد بعض الإيرادات من الخضوع للمساهمة التكافلية في التأمين الصحي الشامل.

دراسة إنشاء هيئة متخصصة لتنشيط الصادرات

تعهد الوزير، بدراسة المقترحات التي طرحها المجتمع التجاري والصناعي، خلال هذا اللقاء، بالتعاون مع الجهات المعنية؛ بما يسهم في تحفيز الاستثمار، والنهوض بالصناعة والقطاع التصديري، ومنها: دراسة إنشاء هيئة متخصصة لتنشيط الصادرات، وإقرار حوافز ضريبية وغير ضريبية لتشجيع القطاع الخاص على إنشاء وإدارة مراكز التدريب المهني الداعمة للصناعة، وحوافز ضريبية وجمركية لجذب الاستثمارات بالصعيد، ودراسة إنشاء كيان موحد يخدم صناعة الحرف اليدوية؛ بما يُساعد في تنميتها، واستحداث شهادة مجمعة أشبه برقم قومي أو باركود للمنتجات المصرية تضمن اندماج منتجيها في الاقتصاد الرسمي.

وأعرب رموز المجتمع التجاري والصناعي عن سعادتهم بهذا الحوار الثري حول مشروع الموازنة العامة للدولة، وتقديرهم لحرص الدكتور محمد معيط وزير المالية، على التواصل المباشر مع مجتمع الأعمال، وتبني المبادرات الداعمة للأنشطة الاقتصادية، والمحفزة للاستثمار، والمساندة للصناعة.

أكد المهندس إبراهيم العربي رئيس اتحاد الغرف التجارية، حرصه على المشاركة في مثل هذه الحوارات المثمرة، التي يمكن الخروج منها بمبادرات وطنية محفزة للنشاط الاقتصادي، مُثَّمنًا الدور الكبير لوزير المالية في تهيئة بيئة مواتية للاستثمار، وتحقيق العدالة الضريبية من خلال التوسع في مشروعات التطوير والميكنة، التي تسهم في دمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي. 


مواضيع متعلقة